مصطفى عبد العظيم (دبي)

يتزين موقع إكسبو 2020 دبي، بالعديد من الروائع المعمارية ذات التصاميم الإبداعية، التي استقطبت خبرات أبرع المهندسين والمصممين في العالم، وجمعتهم في مكان واحد للمشاركة في بناء إرث معماري للحدث الأروع في التاريخ.
وتبرز ساحة الوصل أعجوبة معمارية فارقة في موقع إكسبو 2020، بتصميمها النابض بالحركة وموقعها الواصل بين مناطق الموضوعات الثلاثة للحدث، الفرص، والتنقل، والاستدامة، وقبتها التاجية العملاقة التي تعمل كشاشة عرض مبتكرة بنطاق 360 درجة، يمكن مشاهدة عروضها من داخل ساحة الوصل ومن خارجها وأيضاً من الطائرات التي تعبر أجواء إكسبو.
وإلى جانب تصميمها لتكون أيقونة معمارية جديدة، تشكل ساحة الوصل واحة مستدامة بما تضمه من مساحات خضراء وأشجار ونوافير مائية ومرافق خدمية وترفيهية لاستضافة العديد من الفعاليات والاحتفالات الضخمة خلال فترة انعقاد الحدث واتساعها لأكثر من 10 آلاف شخص.
ويغطي الساحة التي يبلغ قطرها 150 مترًا سقف شفاف يبلغ ارتفاعه 65 متراً ويتألف من قبة ذات تصميم مستوحى من شعار إكسبو 2020 دبي، ليعمل كشاشة عرض عملاقة هي الأضخم عالمياً، تمثل أبرز معلم في إكسبو 2020 دبي وجوهرة تاج الحدث الأروع في العالم.
ويجسد تصميم وتنفيذ ساحة الوصل بقبتها الفولاذية وتعقيداتها الهندسية، تناغماً كبيراً بين الإبداع المعماري والإتقان الهندسي، خاصة خلال عملية تتويج الساحة في مهمة معقدة ودقيقة بهامش خطأ لا يتجاوز ثلاثة ملليمترات، شارك في إنجازها أكثر من 800 شخص، ما بين فنيين وخبراء إنشاءات في متابعة العمل طوال الوقت، حيث عكفوا على مراقبة كل ملليمتر من العملية بعناية شديدة، باستخدام أجهزة تعمل بالنظام العالمي لتحديد المواقع (جي.بي.إس) للتأكد من وضع التاج في مكانه بدقة. واستُخدمت 18 رافعة هيدروليكية، مدعومة بحبال شد من الصلب متصلة بثمانية عشر من القوائم المؤقتة، لرفع التاج الفولاذي شيئاً فشيئاً. وجرى وضع التاج على قمة الهيكل الرئيسي للقبة والبالغ ارتفاعه 45 متراً فوق سطح الأرض، وتم ربطه بالهيكل القائم من خلال 53 نقطة ربط.
وتبلغ مساحة قبة الوصل 724 ألف متر مكعب - أي ما يقرب 300 مسبح أوليمبي - وهي أطول من برج بيزا المائل، وتستخدم 13.6 كيلومتر من الفولاذ، أي ما يعادل ارتفاع 16 برجاً بطول برج خليفة، وتزن 2544 طناً، أي وزن 25 حوتاً أزرق، وتكفي لإيواء طائرتين من نوع إيرباص إي380.