جميل السيد يدعو الحريري إلى محاسبة «شهود الزور»
دعا المدير العام السابق للامن العام اللبناني اللواء جميل السيد في مطار بيروت الدولي امس رئيس الحكومة سعد الحريري الى “محاسبة شهود الزور” في قضية اغتيال والده رفيق الحريري والا “فسنحاسبهم في الشارع”. وقال السيد في مؤتمر صحفي عقده في صالون الشرف اثر عودته من باريس “هناك شهود زور اعترف بهم رئيس الحكومة سعد الحريري نريد ان نحاسبهم بالقانون”. واضاف في حضور نواب وشخصيات سياسية وحزبية بينهم مسؤولون في حزب الله رافقوه من المطار الى منزله “كلما منعتم القانون سنحاسبهم في الشارع، هذه معادلتنا”، داعيا الحريري الى “الزج بهؤلاء في السجون”.
وقال السيد “لا ثقة في اية محكمة دولية او قرار ظني قبل ان يعرف لبنان والعالم وبالاخص الطائفة السنية لماذا حصلت مؤامرة شهود الزور ولماذا تورط فيها دولة الرئيس سعد الحريري”. وتوجه السيد الى الحريري بالقول “تشاور مع الكبار تكبر معهم، فلماذا تشاور الصغار؟”، مضيفا “ظننت ان دمعتك على ابيك صحيحة، لكن اتضح انها لم تكن كذلك”. وكان السيد قد هاجم الحريري ايضا في مؤتمر صحفي الاحد الماضي، طلب بعده وزير العدل اللبناني من النيابة العامة تحريك دعوى الحق العام في حق السيد بسبب “تهديده” الحريري “وامن الدولة”. وانتقد “حزب الله” استدعاء القضاء اللبناني السيد ما دفع نواب من كتلة الحريري البرلمانية الى شن هجوم لاذع على الحزب، وسط اتهامات وجهت له بالقيام بانقلاب. وقال السيد “دمرتم القضاء واليوم تتهموننا بتحدي القضاء وانقلبتم قبل خمسة اعوام واليوم تتهموننا بالانقلاب”. واضاف “اقول لكل من يسمعني في لبنان والخارج من افراد ودول واجهزة مخابرات انه ليس في لبنان من انقلاب، ولا صراع بين المعارضة والمقاومة وجميل السيد من جهة، وبين الدولة والقضاء والامن من جهة اخرى”. ورفض السيد تنفيذ طلب استدعائه، مشترطاً أولاً تنحية المدعي العام التمييزي سعيد ميرزا عن القضية، بسبب ما قال إنه “العداوة الشخصية” مع الأخير. وقال “أنا تحت القضاء، لكن لن أمثل قبل تنحية ميرزا”.
وكان “حزب الله” قد اعد استقبالاً حاشداً في المطار لاستقبال اللواء السيد العائد من باريس، ورفعت لافتات ترحيب بمواقفه على طريق المطار، واستقبله وفد قيادي من الحزب وقادة المعارضة وحشد من انصاره.
وكان قد احتدم الصراع السياسي في لبنان وبلغ حدود الاحتكام الى الشارع بين فريقي المعارضة من جهة وقوى 14 مارس من جهة ثانية، على خلفية المؤتمر الصحفي الذي عقده اللواء السيد يوم الاحد الماضي، وتداعياته لجهة تحرك القضاء للاستماع الى افادته بتهمة تهديد رئيس الحكومة سعد الحريري بالقتل، الامر الذي استدعى تحركاً سياسياً على اعلى المستويات لمعالجة هذه القضية وسحب فتيل الازمة القابل للاشتعال في اية لحظة.
وكشف وزير الدولة عدنان السيد حسين “ان الرئيس العماد ميشال سليمان يعالج الامور ولكن ليس عبر وسائل الاعلام” ودعا وزير الاشغال العامة والنقل غازي العريضي الى معالجة مذكرة الجلب بحق اللواء السيد على مستوى مجلس الوزراء، فيما اعتبرت وزيرة الدولة منى عفيش ان القضاء طلب الاستماع الى السيد ولم يصدر اي حكم بحقه.
ودعا الوزير العريضي بعد لقائه رئيس تكتل “التغيير والاصلاح” النائب العماد ميشال عون الى عدم اسقاط أي مؤسسة مشترطاً ان تعمل كل المؤسسات ضمن القانون.
الى ذلك حذر النائب اللبناني حسن فضل الله المنتمي الى “حزب الله” في حديث الى وكالة “فرانس برس” من “فتنة ربما لم يشهدها لبنان من قبل” وذلك على خلفية استدعاء القضاء اللواء جميل السيد للتحقيق معه في موضوع “تهديد” رئيس الحكومة. وحذر فضل الله من ان “الخطاب التحريضي المذهبي” الذي يرافق المسألة “وتصنيف الرئاسات والقوى السياسية والمواقف على اساس مذهبي، تنذر بفتنة خطيرة ربما لم يشهدها لبنان من قبل”. واضاف “على الجميع ان يتنبهوا الى خطورة هذا الامر والى الكف عن الخطاب الفتنوي”، معتبرا ان “فريق رئيس الحكومة عمد الى اثارة النعرات المذهبية وخرج عن كل الادبيات والاعراف السياسية”. واشار فضل الله الى “مذهبة الاحزاب والرئاسات”، مؤكدا ان “الرؤساء هم في مواقع وطنية دستورية وليسوا زعماء لمذاهبهم، بل يخضعون للمساءلة وانتقاد رئيس الحكومة لا تعني مذهبا او طائفة”.
وعشية وصول السيد الى بيروت، شهدت شوارع العاصمة حضورا امنيا مكثفا من قبل الجيش اللبناني الذي نشر حواجز متنقلة على طرقات رئيسية.
ورأت الصحف الصادرة في لبنان ان الامور تتجه نحو التصعيد. وعنونت “السفير” على صفحتها الاولى “الهدنة الداخلية تتهاوى”، فيما رأت “الانوار” ان “التصعيد بلغ مرحلة خطيرة”. وسألت صحيفة “المستقبل” التابعة للحريري “حزب الله يدفع بلبنان نحو الفتنة؟”، بينما عنونت “اللواء” على صفحتها الاولى “المعارضة تبدأ الانقلاب؟”.
بيروت تنفي وجود الصديق في أستراليا
بيروت (الاتحاد) - نفت وزارة الخارجية اللبنانية ان يكون محمد زهير الصديق الشاهد في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري موجود في استراليا. ونفى الامين العام للوزارة بالوكالة السفير وليم حبيب ما نشرته صحيفة «الديار» اللبنانية من ان السفير اللبناني روبير نعوم في كانيرا – استراليا حضر الى الوزارة حاملاً معه كتاباً يتضمن معلومات عن ان الصديق موجود في استراليا وتحديداً في كانيرا ويسكن في فيلا من طابقين. واوضحت الوزارة ان السفير حبيب لم يقدم اي كتاب عن الصديق.
المصدر: جودت صبرا، وكالات