علي معالي (دبي)
جاسم عبدالرضا لاعب فريق السلة بنادي شباب الأهلي، واحد من النجوم الذين يقدمون مستويات رائعة في اللعبة، ساهم كثيراً في تتويج فريقه شباب الأهلي بالعديد من الألقاب، منها كأس الاتحاد الأخيرة التي تفوق فيها على نادي النصر، ليس هذا فحسب، بل كان جاسم متألقاً مع نادي الشباب سابقاً، ورسم بسمة قبل الدمج، هذا النجم الكبير لم يكن نجماً فقط في الملعب، بل ظهر أكثر نجومية وهو على سرير المرض، حيث حارب سرطان الدم الذي تفاجأ به، وابتعد بسببه عن الملاعب لفترة 8 أشهر، كانت هي الأسوأ ليس فقط في مجاله الرياضي، بل في حياته بشكل عام.
يروي جاسم عبدالرضا حكايته مع المرض التي بدأت عام 2015 قائلا: «فجأة وبعد نهاية أحد مباريات فريقي امام النصر، شعرت بألم شديد في البطن، ما دفعني الذهاب إلى المستشفى السعودي الألماني، وأخبروني بمرض اللوكيميا، وتواصلت مع سامي القمزي وكان وقتها رئيس مجلس إدارة نادي الشباب سابقا، وطلب مني الذهاب في اليوم التالي لمستشفى القرهود لاجراء الفحوصات للتأكيد وبالفعل كان نفس التشخيص بسرطان الدم اللوكيميا.
وأضاف: «بصراحة شديدة كانت صدمة كبيرة جدا، وكانت أوقاتا عصيبة للغاية، رأيت خلالها كل شيء بلون قاتم، ولكن لم يدم ذلك طويلا، حيث تحدث معي سامي القمزي، وعرض علي العلاج إما في أميركا أو سنغافورة، وسافرت إلى سنغافورة وكانت أوقاتا لا اتمناها لأحد، حيث شعرت وأنني أغادر أنها ربما تكون المرة الأخيرة التي أجلس فيها مع أصحابي وأصدقائي وأرى فيها بلدي.
وقال: «خضت معركتي مع سرطان الدم 8 أشهر تحت العلاج المكثف، وكان كل يوم يمر أشعر فيه بالأمل، ووضعت أمام عيني ليس فقط مجرد الشفاء من هذا المرض، بل تحدي العودة للملاعب، وكنت دائما أسأل الفريق الطبي عن موعد عودتي لملاعب السلة، وكانت نصيحتهم لي عدم الاحتكاك أو الجري مطلقا، وألا أقوم بعمل أي جهد أو تحرك إلا من خلال الفريق الطبي، استمعت بمنتهى الدقة لكل هذه النصائح، حتى رجعت مجددا للملاعب، وانطلقت لأحقق الألقاب المحلية، ليس هذا فحسب بل دخلت مجال التدريب للمنتخب الوطني مساعدا مع الكابتن عبدالحميد إبراهيم.
وطالب جاسم عبدالرضا أندية الدولة أن تقوم بعمل فحص طبي شامل لكل اللاعبين ليس فقط في كرة القدم بل في كل الألعاب، وأن يكون الفحص الطبي كل 6 أشهر للتأكد من خلو الأمراض، لأن هناك أمراض تأتي فجأة وبدون مقدمات مثلما حدث معي».
وقال: «ليس من المنطقي أن تقوم الأندية مثلا في لعبة كرة السلة بإجراء الفحص الشامل فقط على اللاعب الأجنبي، بل يجب أن تكون لكل لاعبي الفرق وكافة المراحل، حتى تكون هناك أجيال سليمة صحيا».
وتابع: «إذا لم تقم الأندية بهذا الدور فإن نصيحتي لكل لاعب أن يقوم بعمل فحص شامل كل 6 أشهر حتى يعيش حياة سليمة وهانئة بعيدا عن المفاجآت المرضية، وأتمنى أن تقوم المجالس الرياضية بالزام الأندية بهذه الفحوصات».
لم يستسلم جاسم للمرض، بل حاربه، بحب الناس مع رغبته الكبيرة في العودة للملاعب، واستعاد عافيته من جديد، ليحقق مع شباب الأهلي أول ألقاب الموسم، ويعتبر جاسم ثاني أكبر لاعب في الخليج (38 عاماً) بعد زميله السابق علي عباس (40 عاماً)، ولكن الاختلاف بين جاسم وعباس، أن الأول خاض، وهو لاعب حالي، مجال التدريب عندما كان مساعداً لمدرب المنتخب الكابتن عبدالحميد إبراهيم.
يقول جاسم عبدالرضا: «اللقب الذي حققته مؤخراً هو رقم 18 في مشواري مع اللعبة التي بدأت عام 1993، أي منذ 26 عاماً، تخطيت نادي الـ 100 بكثير، وكأس الاتحاد هذه المرة له مذاق خاص، لأنني دخلت في تحدٍ خاص، لوجود المنافسة الشرسة بين فريقي ومعه النصر والشارقة والوصل، وما يسعدني هذا الموسم أن الإدارات بدأت تهتم باللعبة، ما أثمر عن بطولة قوية في كأس الاتحاد، وأتوقع أن تكون الأمور أكثر شراسة في بقية المسابقات، وأرى أن هناك تحدياً لنا، ونحن على استعداد لهذا التحدي لإثبات الكفاءة العالية، سنظل على هرم كرة السلة بالدولة مثلما كنا في السابق».
أضاف: «خطوتي التالية ستكون مجال التدريب، وسبق لي أن عملت مع الكابتن عبدالحميد إبراهيم في المنتخب الوطني، وهو من المدربين المواطنين الذين يدفعونني بقوة لهذا المجال، فهو مدرب له الكثير من الفضل على مشواري، سواء عندما تم تصعيدي لأكون لاعباً دولياً، والآن يدفعني لمجال التدريب، أحاول الاستفادة من كل المدربين المتواجدين حالياً على الساحة، ومنهم جورجيو المدرب الإيطالي الحالي لشباب الأهلي، ومن قبله أحمد عمر مدرب نادي النصر الحالي، والمصري أحمد مرعي مدرب شباب الأهلي في الموسم الماضي».
وعاد جاسم للتحدث عن فريقه فقال: «شباب الأهلي بدأ يستعيد شبابه من جديد، والدليل على ذلك وجود عدد من اللاعبين أصبحوا أساسيين حالياً في تشكيلة الفريق، مثلما رأينا في كأس الاتحاد، أبرزهم عبدالله محمد ومحمد مسعود وأحمد خميس، ونادي الوصل أيضاً دفع بعدد من الوجوه الشابة التي سيكون لها مستقبل، ويعتبر شباب الأهلي والوصل هما الأكثر استعانة بعناصر شبابية».
ونوه قائلاً: «لا نشعر بالقلق في شباب الأهلي بالوجوه الشابة المقبلة، لأنها سنة الحياة وعلينا أن نقف وراء هؤلاء اللاعبين لدعمهم معنوياً، ليكونوا الدعامة الأساسية لمستقبل اللعبة، ولدينا مدرب حالياً يعمل على خلطة الكبار بالشباب».
وأضاف: «للأسف قلّت المواهب في مجال السلة، أتمنى عودة أمجاد اللعبة التي كانت على عهد حمدان سعيد وعبداللطيف عبدالإله تعود من جديد، ولكن ندرة المواهب أصبحت مشكلة كبيرة تهدد مستقبلنا، وأرى السبب أن الأندية تبحث عن البطولات ولا تصنع النجوم للمستقبل، وسوف يظهر تأثيره السلبي على اللعبة».