أعلن نادي تشيلسي الإنجليزي أمس رسمياً عن تعاقده مع أندري فيلا بواس ليتولى منصب المدير الفني للفريق خلفاً للايطالي كارلو أنشيلوتي. وقع فيلا بواس المدير الفني السابق لفريق بورتو البرتغالي، عقداً مع تشيلسي يمتد لثلاثة أعوام. كان فيلا بواس قاد بورتو لإحراز ثلاثية تاريخية الموسم الماضي تمثلت في الجمع بين لقب الدوري والكأس والدوري الأوروبي. تضمن عقد فيلا بواش «33 عاماً» مع بورتو شرطاً جزائياً يلزمه بدفع 15 مليون يورو (4: 21 مليون دولار) في حال رحيله عن تدريب الفريق قبل انتهاء عقده، ولكن تردد أن تشيلسي أجرى محادثات في هذا الشأن. أوضح بيان تشيلسي على موقعه الرسمي: «كان أندري مرشحاً مثالياً للمنصب، إنه أحد أكثر المدربين الشباب موهبة في عالم كرة القدم اليوم، لقد حقق الكثير بالفعل في غضون فترة زمنية قصيرة، نثق في أن طموح وعزيمة أندري سيؤديان إلى نجاح مبهر مع الفريق في المسابقات المحلية والبطولات الأوروبية». وتابع البيان: «سيجلب أندري خبرته التدريبية إلى النادي، الذي يحظى فيه بشهرة كبيرة، بعد أن عمل هنا لمدة ثلاثة أعوام.. يرحب الجميع بهذا المدرب ويتطلع إلى العمل معه». وكانت المقارنات قد بدأت بينه وبين مواطنه جوزيه مورينيو، مؤكدة أن عشاق الدوري الإنجليزي سوف يستمتعون بالإصدار الجديد من فيلم «سبيشل ون» وهو اللقب الذي منحته الصحف البريطانية للمدرب البرتغالي الكبير جوزيه مورينيو المدير الفني الحالي للريال، والذي سبق له قيادة تشيلسي وإنتر ميلان لتحقيق أكثر من لقب، ولايزال هناك إصرار في الأساط الكروية العالمية على منح المدرب الشاب بواس 33 عاماً، لقب «مورينيو الجديد» أو «خليفة مورينيو». ولعل السبب في ذلك هو أوجه التشابه الكثيرة بين بواس، ومورينيو، فكلاهما برتغالي، وكلاهما بدأ مسيرته الكروية في سن مبكرة، ونجحا في التألق على المستوى المحلي في البرتغال، قبل أن ينطلقا إلى الساحة الأوروبية، كما يجمع بينهما تمتعهما بخاصية فريدة من نوعها، وهي عدم ممارسة كرة القدم في مستواها الاحترافي قبل أن يتجها إلى عالم التدريب، فقد اكتفى مورينيو بتعلم الكثير عن كرة القدم من والده حارس المرمى السابق، وانخرط في صفوف الناشئين، ولكنه لم يحترف كرة القدم في فريق كبير، وفي المقابل ليس هناك في السيرة الذاتية لبواس المدير الفني المرتقب للبلوز ما يشير إلى انضمامه كلاعب محترف إلى صفوف أي فريقن، ولكنه حقق نجاحات لافتة كمدرب جعلت الأندية الأوروبية الكبيرة تطارده، وعلى رأسها الإنتر وتشيلسي. وعلى المستوى التدريبي يملك بواس ومورينيو القدرة الفائقة على التعامل مع اللاعبين، ومع المنافسين نفسياً، حيث يملك كل منهما علاقة قوية مع لاعبي فريقه إلى حد إستعداد اللاعب لفعل المستحيل من أجل تنفيذ تعلمياتهما داخل الملعب، كما يتمتع كل منهما بقوة الشخصية داخل الملعب وخارجه، وخاصة في التعامل مع الجماهير والإعلام، وهي خاصية أساسية لأي مدرب يحلم بتحقيق النجاح. أما عن الأشياء التي تفرق بينهما، فهي امتلاك بواس الجرأة الهجومية، وعدم تفضيله للأداء الدفاعي الذي يعتمد عليه مورينيو في كثير من المواجهات، وخاصة المصيرية، وعلى الرغم من التصاق هذه الخاصية بمورينيو إلا أنه نجح في قيادة الريال لتسجيل 102 هدف في الليجا، بينما سجل البارسا الذي يشتهر بالأداء الهجومي 95 هدفاً. وعلى مستوى تركيبة الشخصية يتميز بواس بالرغبة الدائمة في الابتعاد عن دائرة الضوء، بينما يعيش مورينيو الأضواء إلى حد إنه اقترب من الاحتراق في أكثر من مناسبة جراء تصريحاته النارية. الملف الشخصي لبواس يقول إنه من مواليد بورتو بالبرتغال في 17 أكتوبر 1977 (33 عاماً)، وهو ابن عائلة ثرية، ويجيد اللغة الإنجليزية بطلاقة، مما يؤهله للنجاح في مهمته الجديدة مع البلوز، وهو متزوج ولديه طفلان، وكان يخطط لدارسة الصحافة الرياضية واحتراف العمل بها قبل أن يتجه لدراسة التدريب في عمر الـ 20، وتولى تدريب فريق «بريتيش فيرجين آيلاند» قبل أن يتجاوز عمره 21 عاماً، وقال إنه لم يخبر أحداً عن عمره، إلا بعد أن ترك مهمته التدريبية الأولى. وفيما بعد عمل بواس على مقربة من جوزيه موينيو في تدريب تشيلسي، ثم إنتر ميلان، وعن تلك الفترة يقول إنه استفاد كثيراً من مورينيو، ولكنه لا يريد أن يكون نسخة ثانية منه، الأمر الذي دفعه إلى خوض تجربة تدريبية كمدير فني لفريق أكاديميكا عام 2009، ومنه انتقل إلى معانقة المجد مع بورتو الذي حصل معه على لقب الدوري ويوروبا ليج، ليصبح أصغر مدرب في التاريخ يحصل على اللقب الأوروبي، وبادر بواس بدفع الشرط الجزائي لبورتو والبالغ قيمته 15 مليون يورو من أجل تمهيد الطريق للحصول على مقعد الإدارة الفنية في تشيلسي. أحدث التقارير التي حملتها صحيفة «الميرور» تقول إن بواس سوف يحصل على 80 مليون استرليني لدعم صفوف تشيلسي»في حال تأكد تعيينه»، وذلك لإبرام 3 صفقات من العيار الثقيل مع جواو موتينهو لاعب بورتو، ورفيقه في الفريق فالكاو، بالإضافة إلى النجم البرازيلي الشاب نيمار. وسوف يحاول بواس تحقيق المجد الذي لم يحققه مورينيو مع البلوز وهو الحصول على لقب دوري أبطال أوروبا.