قصي خولي: «تخت شرقي» كشف أمراض مجتمعنا والسينما افتقدت الكوميديا الحقيقية
تألق في عدة أعمال رمضانية، قدّم أكثر من دور وأكثر من شخصية، استطاع أن يتقمص الأدوار رغم اختلافها.. فقدّم دور البدوي الذي يبحث عن ذاته، ودور الشامي الأصيل الذي يبحث عن الحقيقة، ودور الشاب الذي يبحث عن الحياة.. استطاع أن يقدم الصورة الحقيقية لمعاناة الشباب في مسلسل “تخت شرقي” الذي عرض على قناة أبوظبي الأولى في رمضان الفائت.. التقينا الممثل السوري قصي خولي الذي قدّم في رمضان عدة مسلسلات منها، “أبواب الغيم” و”باب الحارة”.. وعن هذه الأعمال قال: كنت متخوفاً من كثرة الأعمال وكثرة ظهوري في رمضان، ولكن اختلاف الأدوار ساعدني بأن أقدم أعمالاً جيدة، حيث إنني لا أحبذ كثرة الأعمال وخاصة إن كان عرضها في وقت واحد، فكل أعمالي عرضت في شهر رمضان، لكن ما جعلني أتخلص من عقدة التكرار هو اختلاف الأدوار فكل دور قدمته يختلف عن الآخر كلياً.
واقع نعيشه
وفي سؤالنا عن كيفية اختيار الأدوار وعن فترات التصوير قال: عانيت في بداية الأمر، ولكن كانت مواعيد التصوير مختلفة مما سهل عليّ المهمة، ولكن الممثل الجيد هو الذي يعيش الدور كاملاً فأنا حاولت في كل مسلسل أن أتقمص شخصيتي في المسلسل وأن أتخلص من الشخصية الأخرى، وتخيل أن مسلسل “تخت شرقي” لم ننته من تصويره إلا في نهاية رمضان فعانينا نحن وطاقم المسلسل أثناء التصوير.
أما عن اختيار الأدوار فقد رفضت عدة أعمال في رمضان بسبب انشغالي بتصوير المسلسلات الثلاث، كما أنني أرفض التواجد لمجرد التواجد، فرفضت مثلاً دور في مسلسل “الملكة نازلي” رغم أهمية الدور لكني لم أجد نفسي فيه، ولم أكن أرغب بالتواجد المكرر لذلك اكتفيت بالأعمال التي صورتها، أولاً لأهميتها ثانياً لكي لا أكرر نفسي.
وعن أهم الأدوار التي قدمها قال: لا أستطيع تقييم نفسي فأنا أرى أن كل الأدوار التي قدمتها مميزة ووجدت نفسي فيها، لكن هذا التقييم يعود للمشاهد هو الذي يحدد فهناك من أحبني في “أبواب الغيم”، وهُناك مَنْ أحب دوري في مسلسل “باب الحارة”، وهناك من اعتبرني مميزا في “تخت شرقي”.
وعن دوره في مسلسل “تخت شرقي” قال: كنا نحاول في مسلسل “تخت شرقي” أن نقدِّم واقعا عشناه ومازلنا نعيشه، كنا نحاول أن نمرر سلبيات في مجتمعنا بطريقة غير مباشرة يفهمها المشاهد، حاولنا أن نكون منطقيين في الطرح ونلامس سلبيات المجتمع دون أن نؤثر على أحد، لذلك تميز مسلسل “تخت شرقي”، كما حاولنا أن نقدم مادة دسمة للمشاهد في رمضان وأيضاً مادة تعالج أخطاءنا وتسلط الضوء على سلبيات المجتمع.
افتقاد الكوميديا
وأضاف قصي أن المسلسل حقق قفزة نوعية في الدراما، كما أن الكثير استغرب الاسم أو أخذ انطباعا سيئا عن اسم “تخت شرقي”، لكن بعد مشاهدة المسلسل، استطاع المشاهد أن يفهم ماذا نقصد بالاسم وهو اختلاف البشر، كما اختلاف “تخت الموسيقى” العربية بمعنى أن هُناك تيارات كثيرة في المجتمع تختلف من شخص لآخر فحاولنا أن نحاكي اختلافات المجتمع.
وعن المسلسلات المعروضة في رمضان قال: بسبب انشغالي بتصوير عدة مسلسلات لم أستطع أن أشاهد أي من المسلسلات حتى المسلسلات التي قدمتها، لكن وصلتني أصداء مسلسل “زوارة الخميس” المعروض على قناة أبوظبي، ومسلسل “الجماعة” عدة مسلسلات لكني لم أشاهد أي من المسلسلات المعروضة.
وعن انخراط الدراما السورية والمصرية في عدة أعمال قال: لا ننكر أن الأعمال المشتركة تفيد الدراما العربية وترتقي بها، لكن أنا ضد التواجد بأدوار هامشية لمجرد التواجد ففنّانو مصر مهمين وفنّانو سورية مهمين وأي فنّان استطاع أن يقدم فنا راقيا مهم لابد أن يقدر، وأنا مع الأعمال المشتركة ففي مجالنا الاحتكاك مهم جداً.
وعن الكوميديا في رمضان قال: قدّم في رمضان عدة أعمال، ولكن ما يعيب تلك الأعمال أنها مسيسة لذلك فقدت كوميديتها التي من المفترض أن تصل للمشاهد.
وعن السينما قال: ستكون هناك عدة تجارب سينمائية مستقبلاً، ولكني أرفض التكرار السينمائي أو تكرار الأسماء، وضرب مثلاً بذلك فلم “8 جيجا” لمحمد سعد قال “بالله عليك ماذا يحتوي الفيلم على مادة مضحكة”، فالمشاهد أصبح واعيا، ولا نستطيع تمرير عليه أي شيء فلابد من وجود كوميدية حقيقية مازلنا نفتقدها في الوطن العربي.
المصدر: أبوظبي