قرر السناتور الأميركي الشهير والنافذ الجمهوري جون ماكين، الذي يحظى باحترام كبير في الولايات المتحدة، بمحض إرادته التوقف عن تلقي علاج سرطان الدماغ، بحسب ما أعلنت عائلته اليوم الجمعة.
يأتي هذا القرار بعد عام من إعلان العضو الجمهوري البارز في الكونجرس تشخيص إصابته بالمرض الخبيث.
يشكل الإعلان بداية خسارة ماكين لمعركة قاسية مع السرطان، ولمسيرة حافلة لخريج الأكاديمية البحرية الذي انتقل من حبس في هانوي إلى أعتاب البيت الأبيض.
وأعلنت عائلة ماكين، البالغ من العمر 81 عاماً، في بيان أن "تطور المرض وتقدم السن واقع يفرض نفسه".
وأضافت "بقوة إرادته، اختار الآن أن يتوقف عن تلقي العلاج الطبي".
ومثّل ماكين ولاية أريزونا في مجلسي الشيوخ والنواب في الكونجرس الأميركي لمدة 35 عاماً.
وسعى لنيل ترشيح الحزب الجمهوري له للرئاسة في عام 2000 لكنه خسر لصالح جورج بوش الابن. ونال الترشيح في عام 2008 لكنه هزم في الانتخابات أمام الديمقراطي باراك أوباما.
وتتسم علاقته بالرئيس دونالد ترامب بالعداء الشديد. وانتقد ماكين الشهر الماضي قمة ترامب مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وقال، بعد القمة، إن "المؤتمر الصحافي (...) في هلسنكي كان أحد أسوأ الأداءات المخزية لرئيس أميركي في التاريخ"، وتابع أن "الضرر الذي أحدثه ترامب بسذاجته وغروره ومساواته الزائفة (بين موسكو والأجهزة الأميركية) وتعاطفه مع حكام متسلطين أمر يصعب تقديره".
وقد أثارت تلك الانتقادات غضب ترامب الذي غالبا ما يحمّل ماكين مسؤولية الفشل في إصلاح نظام الرعاية الصحية الذي أقر في عهد أوباما، وقد رفض لفظ اسمه عند توقيعه "قانون جون ماكين حول تفويض الدفاع القومي".
وقالت مصادر مقربة من ماكين إنه لن تتم دعوة ترامب لحضور جنازة السناتور الشهير.
وشارك ماكين بقوة في نقاشات حول الحرب والسلام والتوجهات الأخلاقية للأمة.
وأمضى ماكين، الطيار في البحرية الأميركية، سنوات سجين حرب في فيتنام بعد أن أسقطت طائرته في أجواء هانوي خلال مهمة قصف.
وقال فيه السناتور الجمهوري ميت رومني "ليس هناك في هذا القرن مثال للشرف والوطنية والخدمة والتضحية وجعل الوطن أولوية أفضل من السناتور جون ماكين".
وتابع رومني "شجاعته ملهمة وحياته تحدد شخصيتنا"، مضيفاً "أنا أتشرف بصداقتنا".
وماكين غائب منذ شهور عن مجلس الشيوخ ويلازم منزله في أريزونا للعلاج من السرطان.
وماكين، السناتور الجمهوري المخضرم، مصاب بالغليوبلاستوما، وهو نوع شديد العدوانية من سرطان الدماغ أصيب به أيضاً السناتور تيد كينيدي الذي توفي في العام 2009.
وقال زعيم الغالبية الجمهورية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل إنه "حزين جداً لسماع التطورات التي أعلنتها صباحاً عائلة صديقنا العزيز".
كذلك، أعلن عضو الكونجرس الديموقراطي جو كينيدي الثالث، سليل العائلة السياسية الشهيرة، أن "السناتور ماكين محارب بكل ما للكلمة من معنى".
وقال مدير مركز سرطان الدماغ في مستشفى "لينوكس هيل" في نيويورك جون بوكفار إن هذا النوع من السرطان "عضال".
وقال بروكفار، الذي لا يعالج ماكين ولكنه خبير في المجال، "إنه على الأرجح في المرحلة النهائية من المرض".