الشارقة (الاتحاد)

ضمن فعاليات الشارقة ضيف شرف الدورة 37 من معرض ليبر الدولي للكتاب- مدريد 2019، نظمت هيئة الشارقة للكتاب جلسة حوارية في «البيت العربي»، حملت عنوان «الرحالة الإسبان في بلاد العرب»، وتحدث خلالها الدكتور والباحث الأكاديمي حمد بن صراي، والدكتور والباحث الإسباني فرناندو رودريغز ميديانو وأدارتها الكاتبة الإماراتية صالحة عبيد.
واستهل بن صراي الجلسة بالتعريف بالرحالة الإسبان الذين توصل إليهم خلال بحثه، لافتاً إلى أنه ظل يعتقد أن الكثير من الإسبان خاضوا رحلات في المنطقة العربية، إلا أنه لم يتمكن من العثور سوى على ثلاثة رحالة وهم «أدولفو ريفادينيرا» و«بنيامين التطيلي» و«دومينكو باديا».
وحول الأثر الذي أحدثه هؤلاء الرحالة على البلاد العربية في تلك المنطقة، قال بن صراي: «إن الشرق أصبح محط أطماع القوى الاستعمارية الغربية لأن بعض الرحالة قدموا صوراً غير دقيقة عن البلاد العربية، ووصفوها بالتخلف والقابلية للاستعمار والاستغلال كما فعل الرحال دومينغو باديا الذي تقرب من سلطان المغرب وحاول إقناعه بقبول الوصاية الإسبانية على الأراضي المغربية».
وبدوره تناول الباحث الإسباني فيرناندو ميديانو النوايا المختلفة للرحالة الإسبان في البلاد العربية، وقال: «لدينا نموذجان متناقضان من الرحالة من حيث الغايات والنوايا، هناك لورانس العرب الرحالة الشهير الذي وصل إلى قلوب الناس بصدقه ومحبته لهم، واستطاع أن يؤثر في وجدان العرب وثقافتهم، وفي المقابل هناك الرحالة دومينغو باديا الذي انتقل إلى المغرب بعد حملة نابليون على مصر التي تعتبر بداية عهد الاستشراق والأطماع الغربية في البلاد العربية، حيث بدأ باديا يحلم بغزو المغرب وشمال أفريقيا والسيطرة على أرض ومصير العرب».
وتابع: «دخل باديا بلاد العرب متخفياً بشخصية أمير عربي درس في أوروبا وعاد إلى المغرب، وأطلق على نفسه الاسم الشهير الذي يعرف به اليوم وهو علي باي العباسي، وتعرف على العادات والتقاليد العربية وتعلم اللغة واللهجة الدارجة في المغرب ليسهل مهمته في تشويه حالة العرب والمسلمين هناك ويظهرهم بصورة المتخلفين المحتاجين للوصاية والاستعمار من أجل نقلهم للحضارة».
وأوضح أن هناك الكثير من الرحالة غير معروفين، الذين دخلوا البلاد العربية في تلك المرحلة وما تلاها متنكرين بأسماء وصفات عربية، وساهموا إلى حد كبير في وقوعها فريسة للاستعمار الغربي.