الانتخابات الأفغانية غداً و «طالبان» تتوعد
جددت حركة طالبان أمس تهديدها بعرقلة الانتخابات التشريعية التي تجري في أفغانستان يوم غد السبت بينما أطلقت قوات حلف شمال الأطلسي والقوات الأفغانية عملية أمنية ضخمة لحراسة مراكز الاقتراع ومنع حصول هجمات. وسيتولى عشرات آلاف الجنود الأفغان والدوليين العاملين في إطار قوات حلف الأطلسي التي تقودها الولايات المتحدة، أمن العملية الانتخابية السبت.
وينظر إلى هذه الانتخابات على أنها مرحلة حاسمة لإرساء الديموقراطية في هذا البلد بعد تسع سنوات من الغزو والتي يخشى أيضا أن تشوبها كسابقاتها عمليات تزوير وأن يعكر صفوها هجمات يشنها المتمردون.
وقالت طالبان في بيان عبر الإنترنت “ندعو أمتنا الإسلامية إلى مقاطعة هذه العملية، وبالتالي إحباط كل مناورات الأجانب وطرد الغزاة من بلادكم والالتزام بالجهاد والمقاومة الإسلامية”. وأضافت أن “انتخابات تنظم تحت احتلال الأميركيين لا تخدم إلا مصالح الغزاة ولها عواقب خطيرة على شعبنا وبلادنا وتطيل بالواقع المأساة التي تعيشها بلادنا”.
وشهدت الأشهر الفائتة موجة عنف دموي وترهيب وتهديد استهدفت مرشحين وأنصارا لهم ووضعت الهاجس الأمني في صدارة الاهتمامات في هذا الاستحقاق الانتخابي.
ودعي أكثر من 10,5 مليون أفغاني للتوجه إلى صناديق الاقتراع لانتخاب نوابهم في الجمعية الوطنية للمرة الثانية منذ سقوط نظام طالبان في نهاية 2001. وهي أيضا ثاني انتخابات تشريعية تشهدها البلاد منذ 40 عاما.
وعلى الرغم من الدعوات التي أطلقت لإرجاء الانتخابات بسبب تردي الأوضاع الأمنية وامتداد رقعة التمرد إلى مناطق كانت تعتبر مستقرة نسبيا، اعتبر المسؤولون الأفغان والغربيون أن انتخابات مشوبة ببعض الشوائب أفضل من أن لا تكون هناك انتخابات. ويجري هذا الاستحقاق الانتخابي بعد أكثر من عام على الانتخابات الرئاسية التي فاز فيها الرئيس حميد كرزاي المدعوم من الغرب بولاية ثانية من خمس سنوات رغم الاتهامات التي وجهت إليه بالقيام بعمليات تزوير كبيرة.
وقالت طالبان إنها “أعدت بعض الإجراءات لإحداث خلل بهذه العملية الأميركية وستطبقها في اليوم الذي تجري فيه هذه العملية غير الشرعية”. ويأتي تهديد الحركة المتمردة التي كثفت هجماتها في السنوات الثلاث الماضية وتلحق خسائر بشكل متزايد بالقوات الدولية، رغم نشر حوالي 400 ألف جندي أجنبي وأفغاني وشرطي وعنصر استخبارات.
ويتنافس أكثر من 2500 مرشح في الانتخابات على مقاعد مجلس النواب الـ 249، وكان ناطق باسم طالبان أعلن في الخامس من سبتمبر أن المتمردين سيقومون بكل شيء بما يشمل اغتيال مرشحين لمنع حسن سير العملية الانتخابية. وخلال الأسابيع الماضية قتل ثلاثة مرشحين على الأقل وسبعة أشخاص كانوا يقومون بحملات انتخابية، فيما خطف عدة آخرون أو أصيبوا بجروح في هجمات نسبت إلى حركة طالبان.
المصدر: كابول