يوسف العربي (دبي)
تستحوذ دولة الإمارات العربية المتحدة على نحو 20% من إنفاق منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا على أنظمة الذكاء الاصطناعي «AI»، وفق دراسة لمؤسسة الأبحاث والاستشارات التكنولوجية العالمية (IDC) التي توقعت نمو الإنفاق المحلي في هذا المجال 25% في 2020 مقارنة بالعام الجاري.
وأرجع خبراء ومتخصصون في قطاع التكنولوجيا النمو المطرد في مجال الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي في الإمارات إلى زيادة توجه الشركات للاستثمار بهذه الأنظمة، وتوجه الجهات الحكومية لدمج التقنيات في دعم مسيرة التحول الرقمي بالدولة وتسخيرها لتحسين جودة الخدمات وكفاءة استخدام الموارد.
وقال جويتي لالشانداني، نائب رئيس المجموعة والمدير العام الإقليمي لـ«أي دي سي» بمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، لـ«الاتحاد» إن الإنفاق على أنظمة الذكاء الاصطناعي في الإمارات تسجل معدلات نمو فائقة ليبلغ 215.2 مليون درهم بنهاية العام الحالي، ليرتفع مجدداً إلى نحو 270.3 مليون درهم في 2020 بزيادة 25%.
وتوقع أن يحافظ إنفاق الدولة على أنظمة الذكاء الاصطناعي على مسار نموه القوي خلال السنوات المقبلة، حيث تواصل الشركات الاستثمار في المشاريع التي تستخدم إمكانيات برامج ومنصات الذكاء الاصطناعي.
التطبيقات المعرفية
وأوضح أن استخدامات الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي (ML) أخذت في الازدياد في انتشار مجموعة واسعة من تطبيقات الأعمال والتحليلات، وإدارة المحتوى، وحلول التعاون، لاسيما مع شروع المطورين بتضمين تطبيقات «AI» و«ML» والتطبيقات المعرفية لتحسين كفاءة منظومة العمل.
وتوقع أن تقود قطاعات البنوك والتجزئة والقطاع الحكومي الإنفاق على أنظمة الذكاء الاصطناعي لتستحوذ مجتمعة على نحو نصف الإنفاق المستقبلي في هذا المجال، فيما تتصدر مجالات الاستخدام خدمة العملاء الآلية «ريبوت خدمة العملاء»، والتحول الرقمي»، و«أنظمة الحماية» على نحو 30% إجمالي الإنفاق على الذكاء الاصطناعي في عام 2020.
ويبلغ الإنفاق على أنظمة الذكاء الاصطناعي في الشرق الأوسط وأفريقيا 374.2 مليون دولار في 2020، ارتفاعاً من 261.8 مليون دولار عام 2018، على أن يبلغ 310.3 مليون دولار في عام 2019 وعلى المدى المتوسط، تتوقع «أي دي سي» زيادة الإنفاق في المنطقة بمعدل نمو سنوي مركب يناهز 19% للفترة 2018-2023.
أدوار وظيفية
وقال محمد أمين، النائب الأول للرئيس لمنطقة الشرق الأوسط وروسيا وأفريقيا وتركيا لدى «دل تكنولوجيز»، إن كثيراً من الناس يظنون أن التقنيات الناشئة، وفي مقدمتها أنظمة الذكاء الاصطناعي التي تنمو على نحو مطرد، تلغي وظائفهم ولكن الحقيقة أن هذه التقنيات تستحدث أدواراً وظيفية جديدة لم تكن موجودة من قبل.
وأضاف أنه من المتوقع أن تخلق التقنيات الناشئة وفي مقدمتها أنظمة الذكاء الاصطناعي ما لا يقلّ عن 133 مليون وظيفة على الصعيد العالمي ضمن هذه الأدوار الجديدة المرتقبة، بحلول عام 2022، نتيجة التقاسم الجديد لأدوار العمل بين البشر والآلات والخوارزميات، مستنداً في ذلك إلى نتائج تقرير «مستقبل الوظائف 2018» الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي.
وأكد أمين أهمية أن تستعد الشركات لوضع إطار تأهيلي يشمل إلى جانب دورات التدريب والتطوير الاعتيادية خطة للتعليم المستمر تكون كفيلة بمواكبة الطفرة التكنولوجية وأنظمة الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء لوضع الشركة وموظفيها على درب التحول الرقمي الناجح.
أمن المعلومات
ومن جانبه، قال أمير كنعان، المدير التنفيذي لشركة كاسبرسكي في الشرق الأوسط وتركيا وأفريقيا، إن أنظمة الذكاء الاصطناعي أصبحت جزءاً أساسياً في وضع حلول الأمن الإلكتروني الفعالة، حيث يمكن لهذه الأنظمة توقع ما يمكن أن يقدم عليه مجرمو الإنترنت، وبالتالي اتخاذ الخطوات اللازمة لوقف محاولاتهم في الوقت المناسب، كما يضمن التسريع في اتخاذ القرارات الدقيقة. ومع اعتماد المزيد من الشركات لتقنيات الذكاء الاصطناعي في الحماية من الهجمات، قال كنعان إن دور المختصين سيبقى مطلوباً لمراقبة أي خروقات محتملة للبيانات غير مبرمجة أو مدرجة بمنظومة التعلم الآلي.
التهديدات الإلكترونية
وأضاف أنه علاوة على الاستفادة من الذكاء الاصطناعي لمواجهة التهديدات الإلكترونية، فإن الذكاء الاصطناعي ضروري أيضاً في فك تشفير كميات كبيرة من البيانات، ومع أن المهمة تبدو بسيطة وقابلة للإنجاز بسهولة على نطاق صغير، فإن التحدي يكمن في مكان يتضمن كماً هائلاً من البيانات التي تتدفق بلا توقف وهو أمر يظهر جلياً أهمية أنظمة الذكاء الاصطناعي للتعامل مع أهداف مختلفة وفهم التحديات المبهمة.
ومن جهته، قال جاكسون ليو، رئيس قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وأوروبا لدى «بيجو تكنولوجي»، إن قوّة الذكاء الاصطناعي تكمن في قدرته على التقاط أي قطعة اتصال برمجية غير معروفة أو يحتمل أن تنطوي على ضرر يؤثر في أساليب الحياة أو الإدراك أو التفاعل بين الأشخاص، وبعد التقاط تلك القطعة يترك بعد ذلك للمعنيين تحديد الطريقة التي يرغبون بها في التعامل مع الموقف، أو تقرير ما إذا كان الموقف يستدعي إصدار أي إنذار. وأضاف: في ضوء التقدم البرمجي، نجد في الوقت الراهن حلولاً قائمة على برمجيات وأنظمة الذكاء الاصطناعي تنافس الحلول القائمة على الأجهزة في الأداء، وتتفوق عليها، وتتيح مستوى من المرونة والقدرة وقابلية الاستخدام تعجز عنه الحلول القائمة على الأجهزة.