هناء الحمادي (أبوظبي)

طموحات عبدالله الهاجري لا حدود لها، فلم تكن محطة التعليم في حياته تسير في منعطف واحد، بل أحب أن يواصل دراسة البكالوريوس والماجستير من جامعة يسكونسن ماديسون في الولايات المتحدة في مجالات الهندسة النووية والرياضيات في رحلة استمرت 5 سنوات، ليحصل بعد ذلك على الدكتوراه في العلوم النووية بجامعة (MIT)، والتي تعد من أفضل جامعات العالم في مجالات الهندسة واللغات، وعلوم الحاسب الآلي والنظم المعلوماتية، والهندسة التقنية، بالإضافة إلى الاقتصاد والرياضيات والكيمياء، وتركز أبحاث الجامعة على أبرز التحديات التي تواجه العالم، ومن بينها علاج السرطان، بالإضافة إلى الطاقة والخدمات العامة والصناعة. كما تميزت جامعة (MIT) عالمياً في العديد من المجالات، عبر استقطابها لكبار العلماء، حيث كان من بين العاملين فيها، عالم الرياضيات الأميركي النابغة نوربرت فينز، والذي بدأ دراسته الجامعية وهو لا يتجاوز الحادية عشرة عاماً.

هندسة نووية
عن ذلك يقول عبدالله الهاجري «افتخر كوني الطالب الإماراتي المبتعث لهذه الجامعة، والأول في تخصص الهندسة النووية والرياضيات ضمن الطلبة الإماراتيين المبتعثين، وما يميز هذه الجامعة العريقة أنها تعتبر من أفضل الجامعات في العلوم والهندسة على مستوى العالم، وهدفي أن أترك بصمة مميزة في الجامعة وأثبت مدى إمكانيات وقدرات الشباب الإماراتي. ويتحدث الهاجري عن تخصصه قائلاً «تخصصت في مجال الطاقة النووية، وهي الطاقة التي تنطلق أثناء انشطار أو اندماج الأنوية الذرية، وتشكل الطاقة النووية 20% من الطاقة المولدة بالعالم، والهندسة النووية هي فرع من فروع الهندسة المعنية بتطبيق تحطيم النواة الذرية «الانشطار»، أو دمج النوى الذرية «الاندماج»، أو باستخدام عمليات فرعية أخرى تعتمد على مبادئ الفيزياء النووية.
والمجال الفرعي للانشطار النووي، يشمل على وجه الخصوص تصميم وتفاعل وصيانة النظم والمكونات مثل المفاعلات النووية، ومحطات الطاقة النووية، ويشمل أيضا دراسة التطبيقات الطبية والسلامة النووية، ونقل الحرارة والديناميكا الحرارية، والوقود النووي، أو أي تكنولوجيا أخرى ذات صلة مثل التخلص من النفايات المشعة، ومشاكل الانتشار النووي. وعن سبب اختياره لهذا التخصص، يقول «عودتنا دولة الإمارات أن تكون السباقة في كل المجالات خصوصاً في مجال الطاقة النظيفة، وتعتبر الطاقة النووية من أكثر وسائل الطاقة النظيفة والآمنة، وقد نجحت في عرض أبحاثي في مؤتمرات علمية عدة بأميركا وكوريا وفرنسا واليابان.

مرارة الغربة
وبرغم مرارة الغربة التي يشعر بها الكثير من المبتعثين، إلا أن يومياتها ومواقفها المتنوعة في حياة الهاجري تختلف، وعن ذلك يقول «الغربة في بدايتها، تجبر كل مغترب على الاعتماد على نفسه، والقيام بمسؤولياته دون مضيعة للوقت، كما أنها تقوّي الشخصية وتصقلها وتجعلها أكثر قوة وثقة بالنفس، وتعزز من أهمية الوقت واستثماره فيما هو مفيد وقيّم.