مدريد (الاتحاد)

استضافت جامعة كومبلتنسي الإسبانية، وفد كتّاب ومثقفي الإمارات، في جلستين حواريتين: الأولى بعنوان: «العرب في الأدب الإسباني والإسبان في الأدب العربي»، والثانية بعنوان: «التاريخ المشترك.. العرب في إسبانيا»، وذلك ضمن الاحتفاء بالشارقة ضيف شرف معرض ليبر الدولي للكتاب- مدريد 2019.
شارك في الجلسة الأولى، التي أدارتها الشاعرة شيخة المطيري، كل من: الشاعر والباحث سلطان العميمي، والمستعرب والباحث الإسباني فيرناندو دي أغريدا، والفنان والباحث المسرحي د. حبيب غلوم، وتناولت ملامح من الأدب المشترك بين العرب والإسبان خلال القرون الماضية.
وأكد الشاعر سلطان العميمي، أن تجربة الأندلس، وما قدّمته على المستوى الحضاري، كانت نتاج التعايش والتسامح الذي كان في تلك المرحلة التاريخية، حيث ساهم المسلمون العرب إلى جانب المسيحيين، واليهود في تشكيل ملامحها.وتجاوز د. حبيب غلوم، دور التاريخ وما قدمه من شواهد، ليضع سؤال العلاقة بين العرب والإسبان في الزمن المعاصر، موضحاً أن كل ما يهم اليوم هو حجم العلاقات التي تجمع العرب بإسبانيا، ومدى معرفة الطرفين بأداء المعاصرين.
وجمعت الجلسة الثانية، كلاً من الدكتور والباحث المتخصص في الثقافة العربية د. خيرونيمو باييز، والكاتبة إيمان اليوسف، والقاصة صالحة عبيد، والكاتبة بشرى عبدالله، حيث استعرضت أبرز العلامات التي شكلت ذاكرة الثقافة والفنون في إسبانيا وأوروبا، والدور الذي لعبه العرب في تحقيقها وانتشارها.
توقف د. خيرونيمو باييز، عند الثقافة الأندلسيّة بوصفها أبرز المحطات التاريخيّة، التي شكلت العلاقات بين العرب وأوروبا، لافتاً إلى أن الثقافة المتمازجة بين العرب والإسبان ظلت منذ القدم وحتى وقت قريب قائمة على جهود مفكرين، إلا أنها اليوم تحتاج إلى إعادة عمل وتنشيط لتحقق أثرها على مختلف المستويات.
وتوقفت إيمان اليوسف، عند الموشح في الأدب كنموذج حي لما امتازت به تجربة الأندلس من تعايش وتفاهم بين مختلف الطوائف والأعراق والثقافات. فيما أضاءت صالحة عبيد على أثر العرب في الثقافة الإسبانية من جهتين: الفلسفة والموسيقى. وأوضحت بشرى عبدالله ثلاث مراحل شكلت العلاقة بين العرب وإسبانيا، الأولى عبر الرحلات والبعثات، والثانية عبر الترجمة والمرحلة الأخيرة كانت بالتأثير المباشر.
كما جمعت جلسة حوارية بعنوان «الخط العربي وحجم الاهتمام الإماراتي ومبادرات حفظه ورعايته»، بين الخطاط خالد الجلاف، رئيس جمعية الإمارات لفن الخط العربي، والفنان التشكيلي الإماراتي عبدالقادر الريس، والباحث في تاريخ فن الخطوط واللغات خوان برازالس. واستعرض الجلاف بدايات الاهتمام بالخط العربي في الإمارات، مشيراً إلى أنه تطور في الإمارات بشكل سريع، حيث باتت تعتبر اليوم قبلة للخطاطين والباحثين عن جماليات اللغة والحروف وتعابيرها.
بدوره، قدّم الفنان الإماراتي عبدالقادر الريس مسيرة انتقاله من استخدام الألوان والأشكال في لوحاته إلى استخدام الحروف. وقال: «للحروف جمالية تضفي على اللوحات أبعاداً ومعاني أكثر عمقاً».
وأكد الباحث خوان أن اهتمام العلماء المستعربين باللغة العربية ينبع من محبتهم وتقديرهم لها وإقرارهم بما أضافته الحضارة العربية والإسلامية إلى حضارات العالم.