أحمد النجار (دبي)

بعد إصدارها مطبوعات أدبية على الورق، قررت الكاتبة الشابة إيمان اليوسف، تأليف فصول رواية رقمية جديدة بطريقة عصرية تحاكي جيل الألفية الثالثة، تحمل عنوان «الدبلوماسية الثقافية» اختارت قناتها على «يوتيوب»، لتكون بيئة لإنتاج مواد هادفة وصياغة محاضرات ونشر دورات متخصصة لإثراء وعي متابعيها وخدمة أبناء مجتمعها، وفي سلسلة مقاطع فيديو لها، تطل إيمان عبر دورات ومحاضرات متخصصة بأسلوبها الحكائي ولغتها الرشيقة وموضوعاتها الشائقة، تتناول فيها تأثير الفنون والموسيقى والأدب والإعلام والرياضة في صياغة الهوية كقوة ثقافية ناعمة.
وأكدت إيمان أن الهدف من تقديم هذه السلسلة من الفيديوهات هو تعريف الجمهور بكل فئاته بالدبلوماسية الثقافية ومبادئها وخصائصها وطرق استدامتها وأدوات تطبيقها وتأثيراتها في صياغة الهوية ودورها الرائد والقائد كقوة ملهمة تصنع الفارق الحضاري في طريق ازدهار التقاليد المجتمعية وتسويق الهوية والموروث والعادات إلى شعوب العالم كافة.
إصرار إيمان على دراسة الدبلوماسية الثقافية، من منطلق أهمية هذا التخصص وقراءة انعكاساته المستقبلية، معتبرة أن الكتابة والقراءة كانتا الملهم والمنقذ والبلسم الروحي والذهني بالنسبة لها، فقد صنعت منها الشخص القوي الذي يمارس شغفه في الحياة، وتركت أثراً حقيقياً، تجاوزت عبرهما أوقاتاً صعبة وتحديات جمّة وعقبات شائكة.
وأضافت إيمان: «لم أكن أتوقع أن الدبلوماسية الثقافية باتت علماً يُمارس اليوم، ويمكنه حمل هذه الأفكار بشكل ما إلى العالم، فقد بدأ الأمر بأمنية، وتحقق ذلك لي حين تعمقت في القراءة، مشيرة إلى أنها تعرفت على مصطلح الدبلوماسية الثقافية عن طريق مقالة قرأتها مصادفة عبر الإنترنت، ثم بحثت بعدها عن الجامعات التي يمكنني دراسة هذا العلم فيها، واكتشفت أنه يُدرس في عدد قليل جداً لا يتعدى خمس جامعات حول العالم، ثم وقع اختياري على العاصمة الألمانية برلين، وبالفعل أكملت الدبلوم في الدبلوماسية الثقافية بتخصص «تأثير الأدب والفن والموسيقى».

فروق جوهرية
الفرق بين الدبلوماسية الثقافية وبين النظريات الدبلوماسية الأخرى، حسب وجهة نظر إيمان، موضحة أن هنالك خلطاً بين القوى الناعمة والدبلوماسية الثقافية بالنظر إلى تشابه المبدأين، فالدبلوماسية الثقافية تعد جزءاً من العلاقات الدبلوماسية، لكنها ببساطة تتناول تأثير الأدب والفن والموسيقى والرياضة والإعلام في العلاقات بين الدول، وهناك وجه آخر للاختلاف هو أنها النوع الوحيد من الدبلوماسية القائم على العلاقة بين الأفراد والمؤسسات ولا تنحصر فقط على الحكومات.