أحمد مرسي (الشارقة)
315 عملية زرعة أسنان استفاد منها 106 من نزلاء المؤسسة العقابية والإصلاحية في القيادة العامة لشرطة الشارقة، في بادرة تميزت بها المؤسسة وأطلقتها منذ عام 2014 ومستمرة حتى الآن، حيث نفذت خلال هذه الفترة 14 حملة. استحقت هذه المبادرة أن تحصل على المركز الأول ضمن جائزة الشارقة للعمل التطوعي، خلال اليومين الماضيين، عن أفضل مبادرة تطوعية؛ وذلك نظراً لما تقدمه من عمل إنساني يخدم شريحة وضعتها الظروف، لقضاء فترة عقوبة لهم داخل المنشأة، قد تستمر لسنوات طوال.
وأكدت العقيد منى سرور مديرة فرع سجن النساء، أن هذه المبادرة تعتبر من الأنشطة والجهود الحيوية التي تميزت بها المنشأة طبياً في تقديم العلاجات للنزلاء من الرجال والنساء، من جنسيات مختلفة، وغالبيتهم فوق سن الأربعين، وتخصصت في علاج وزراعة الأسنان مجاناً، حيث لاقت نجاحاً كبيراً، وهي تدخل عامها الخامس حالياً.
وذكرت أنه تم تجهيز عدد من الكراسي المتخصصة للأسنان في عيادة المؤسسة العقابية والإصلاحية بشرطة الشارقة، مؤكدة حرص وزارة الداخلية بشكل عام على دعم الجوانب الإنسانية لدى النزلاء، والحرص على تحسين ظروفهم الصحية، بغض النظر عن التهم الموجهة إليهم.
وأضافت: إن ما يقدم للنزلاء في المنشآت العقابية والإصلاحية على مستوى دولة الإمارات، قلّ أن يوجد مثيله عالمياً؛ وذلك بهدف توفير الرعاية الصحية الملائمة للنزلاء بالمؤسسة، والحصول على حقوقهم كافة التي تنسجم والقوانين والأعراف والمواثيق الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان، وإن مثل هذه الخدمات العلاجية للأسنان وكذلك زراعتها للراغبين، تعتبر متميزة جداً ومكلفة، وإن هناك جهات راعية وداعمة للمبادرة تساهم بصورة كبيرة في استمرارية تقديم الخدمة الصحية للنزلاء.
بدوره، أكد الدكتور سهيل حسيني، مسؤول معهد البحوث لزراعة الأسنان في قرية المعرفة بدبي، الجهة القائمة بالعلاج وزراعة الأسنان في المبادرة، أن زراعة الأسنان تعتبر من الأمور المكلفة مادياً، حيث تبلغ القيمة المالية لعملية الزراعة الواحدة 8650 درهماً، وأن النزيل قد يحتاج لزراعة أو اثنتين أو ثلاث، حسب الحالة. وقال: إن هناك حالة لنزيل واحد احتاج إلى 12 عملية زراعة، وبتكلفة بلغت نحو 103.800 درهم، وهو مبلغ كبير يتم تخصيصه لشخص واحد، إلا أن حالته الصحية استدعت ذلك، وشارك فيها فريق طبي مكون من 49 طبيباً وفني أشعة.