بدأت قوافل حجاج بيت الله الحرام بالتوجه إلى صعيد عرفات الطاهر مفعمين بأجواء إيمانية يغمرها الخشوع والسكينة، متضرعين داعين الله عز وجل أن يمن عليهم بالعفو والمغفرة والرحمة والعتق من النار.
ويجتمع الحجاج القادمون من كل حدب وصوب على صعيد واحد في مكان واحد وزمان واحد وبلباس واحد لا فرق بين عربي ولا أعجمي إلا بالتقوى، توحدت قلوبهم في مشهد عظيم ملبين لله تعالى، وارتفعت أياديهم بالتضرع إلى الله طلبا للمغفرة والرحمة، فيصلون الظهر والعصر قصرا وجمعا بأذانٍ وإقامتين ويدعون بما تيسر لهم تأسيا بسنة خير البشر محمد عليه الصلاة والسلام.
وأدى ضيوف الرحمن في يوم وقفة عرفة أهم شعائرهم، بعد أداء صلاتي الظهر والعصر جمع تقديم بعد خطبة عرفة، فيما اكتسى صعيد المسجد بالبياض، في ملمح يتكرر مرة واحدة كل عام.
وبدأ الحجاج بدخول مسجد نمرة منذ وقت مبكر من صباح اليوم التاسع من ذي الحجة، فيما امتلأت ساحات عرفة وشوارعها بصفوف أكثر من مليوني مصلٍ.
ويقع مسجد نمرة إلى الغرب من مشعر عرفات، فيما يقع جزء منه في "وادي عرنة"، وهو أحد أودية مكة المكرمة الذي نهى النبي عليه السلام من الوقوف فيه، باعتباره خارج حدود عرفة.
وتعمل فرق وزارة الشؤون الإسلامية السعودية، والجهات المختصة على توعية الحجاج بمناسك يوم عرفة، حتى لا يفسدوا حجهم.
وحسب تقويم أم القرى الرسمي، تم تحديد ساعة النفرة من عرفات إلى مزدلفة الساعة 6.48 مغرب اليوم، وتعمل سلطات الحج على منع الحجاج من التحرك قبل التوقيت المحدد، وتسعى إلى توعيتهم عبر مكبرات الصوت وعبر المرشدين والمطوفين.
وفيما لم تسجل أية حوادث تذكر في عرفات، يمضي الحجاج وقتهم في العبادة، وصعود جبل الرحمة.
وعرفة أو عرفات مسمى واحد عند أكثر أهل العلم لمشعر يعد الوحيد من مشاعر الحج الذي يقع خارج الحرم، وهو عبارة عن سهل منبسط به جبل عرفات المسمى بجبل الرحمة الذي يصل طوله إلى 300 متر وبوسطه شاخص طوله (7) أمتار، فيما يحيط بعرفات قوس من الجبال ووتره وادي عرنة، ويقع على الطريق بين مكة والطائف شرقي مكة المكرمة بنحو (22) كيلومترا وعلى بعد (10) كيلومترات من مشعر منى و(6) كيلومترات من المزدلفة بمساحة تقدر بـ(10.4) كيلومترات مربعة وليس بعرفة سكان أو عمران إلا أيام الحج غير بعض المنشآت الحكومية.
وواكبت قوافل ضيوف الرحمن إلى مشعر عرفات الطاهر متابعة أمنية مباشرة يقوم بها أفراد مختلف القطاعات الأمنية التي أحاطت طرق المركبات ودروب المشاة لتنظيمهم حسب خطط تصعيد وتفويج الحجيج إلى جانب إرشادهم وتأمين السلامة اللازمة لهم.
وبجاهزية تامة لمختلف القطاعات الحكومية العاملة في خدمة الحجاج وفرت في مختلف أنحاء المشعر الخدمات الطبية والإسعافية والتموينية وما يحتاج إليه ضيوف الرحمن الذين قطعوا المسافات وتحملوا المشقة من أنحاء المعمورة ليؤدوا الركن الخامس من أركان الإسلام حامدين العلي القدير على ما هداهم إليه.
أكثر من مليوني حاج يقفون على صعيد عرفة
المصدر: وكالات