تجاهل القطريون تحريض وضغوط نظام تميم بن حمد لمقاطعة موسم الحج هذا العام، حيث تحدثت مصادر متعددة عن وصول 500 حاج قطري إلى جدة عبر الكويت. وأكد المعارض القطري سلطان بن سحيم في تغريدات على حسابه في «تويتر»، حجّ القطريين غير عابئين لا بمنع ولا بتخويف ولا بترهيب، وقال «كل ما فعله النظام القطري أنه سجل في تاريخه الأسود محاولته منع مواطنينا من الحج.. كل محاولاتهم فاشلة وتعود وبالاً عليهم». وأضاف: «شكراً خادم الحرمين الشريفين..شكراً كبيرنا ووالدنا..رحبتم بحجاج قطر وسعيتم لاستضافتهم ودخولهم حتى مع محاولات النظام القطري بمنعهم..شعبنا أبناؤكم والنظام لا يمثلنا».
وقال مراسل قناة «العربية» السعودية، إن معظم الحجاج القطريين الواصلين إلى جدة لم يسجلوا في قطر، وتم تسجيلهم في الحج عبر الكويت. وأضاف أن عدد الحجاج القطريين بلغ 500 حتى صباح أمس، إلا أن الرقم قابل للزيادة حتى يوم عرفات، حيث إن باب التسجيل ما زال مفتوحاً.
ونفى حجاج قطريون، ادعاءات الدوحة بمنع الرياض القطريين من استخراج تصاريح الحج وإغلاق حدودها البرية بوجه الحجاج. وقال خالد التميمي، أحد الحجاج القطريين لوكالة «سبوتنيك» الروسية «إن الاستعدادات كافة والتجهيزات المقدمة للحجاج القطريين من قبل الحكومة السعودية في المشاعر المقدسة وخلال عملية استقبالنا، كانت على ما يرام». وأضاف «شهدنا الترحيب وكرم الضيافة منذ وصولنا إلى السعودية من الكبير والصغير». وأضاف «أقدم شكري إلى وزارة الحج، نظير تسهيل عملية التنقل من مكة المكرمة إلى منى وعرفات، وتوفير الخدمات كافة اللازمة لنا».
وكانت وزارة الحج السعودية قد فتحت باب التسجيل الإلكتروني أمام القطريين الراغبين في أداء الفريضة، وبعدما بلغتها معلومات عن حجب الصفحة الخاصة بالتسجيل من قبل السلطات القطرية، أطلقت رابطاً جديداً لاستقبال طلبات القطريين الراغبين في أداء مناسك الحج، وذلك في إطار حرص حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، عاهل المملكة العربية السعودية، على تسهيل إجراءات قدوم جميع الحجاج.
وجدد وزير الحج والعمرة، محمد صالح بنتن، ترحيب السعودية بالحجاج القطريين، لافتاً إلى توجيهات العاهل السعودي باستقبال الحجاج القطريين من أي مكان في العالم، وسط تسهيلات كبيرة. وقال «لا يوجد أي مانع لاستقبال الأشقاء في قطر الراغبين في أداء شعيرة الحج، فقد صدر أمر سام بالترحيب بالحجاج كافة من الأشقاء في قطر».
ورفعت منظمات حقوقية شكوى جديدة إلى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بحق السلطات القطرية، احتجاجاً على انتهاك الدوحة للمعايير الإنسانية بمنعها مواطنيها من أداء فريضة الحج. وطالبت الهيئات الحقوقية السلطات القطرية بعدم التدخل في حرية العبادة للمواطنين والمقيمين، داعية الدوحة إلى قبول وضع دستور في البلاد يحمي حرية التعبير والمعتقد والدين.
ووصفت الشكوى قرار قطر بـ«الانتهاك الصارخ لحقوق الإنسان وحرية التعبير وحرية العبادة». وحملت توقيعات منظمات دولية كالمنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا وأوروبا، والمنظمة الأفريقية للتراث وحقوق الإنسان، والرابطة الخليجية للحقوق والحريات. وقد تكون الشكوى الأخيرة جديدة في الملف القطري، لكنها ليست الوحيدة في سجلها المتعلق بالحج، فالدوحة سعت دائماً إلى تسييس فريضة الحج، وعمدت إلى منع مواطنيها من السفر، وعاقبت آخرين فور عودتهم من أداء الفريضة. وامتدت الإجراءات القطرية الجديدة إلى حد إلزام مواطنيها بالتعهد بعدم السفر إلى الحج من خلال أي دولة أخرى، الأمر الذي يعد قمعاً دينياً، وانتهاكاً لكل الأعراف الدولية والإنسانية.
القطريون ينبذون ضغوط تميم ويختارون الحج
المصدر: الاتحاد - أبوظبي