تواصل أسرة «الملتقى الأدبي» في أبوظبي مناقشة الأعمال الأدبية والأفلام السينمائية، وتناولت مؤخراً فيلم «ساعي البريد» il postino وهو يصور العلاقة الإنسانية الحميمة بين الشاعر التشيلي الكبير بابلو نيرودا وساعي البريد الذي كان يحمل إليه الرسائل.
ولفتت السيدة أسماء صديق المطوع إلى أهمية قصة الفيلم التي تجمع بين نيرودا، المثقف والمفكر والشاعر الملهم، وبين ماريو الإنسان البسيط بطموحه وخبرته وثقافته، وكيف تطورت العلاقة بينهما من خلال تواضع المثقف وبساطة الرجل العادي الذي كان له طموح لجذب النساء عن طريق الشعر متمثلا بينرودا وإبداعاته. وأشارت إلى أهمية العلاقات الحميمة بين كل من الأب والابن، وبين مدير البريد وساعي البريد، وبين ماريو وبيتريشا، وبين الخالة والراهب، وهؤلاء كلهم شخصيات متناقضة بين التزاماتهم الدينية والسياسية، والعادات في الحب والحياة، بين الشيوعي والليبرالي، بين الوطن والمنفى وبين الكسل والنجاح.
وبدورها أشارت عايدة قسيسية إلى عمق القصة بحيث تضيء على موضوع تأثير اختلاط المثقف الشاعر والسياسي على الإنسان البسيط الذي يعرف القراءة فقط، من حيث العلاقة التي تظهر بين بابلو نيرودا الشاعر والسياسي التشيلي الذي لم يذهب إطلاقاً إلى إيطاليا وماريو الإيطالي البسيط الذي قرأ الشعر للمرة الأولى واستغرب عدم وجود ترابط بين الكلمات.
وجاء في نقاش المهندسة هنادي الصلح أن الفيلم يضج بالثورة والشعر والأيديولجيا والعلمانية والاستعارات الإنسانية والتقاليد والحب، موضحة أن فيلم ساعي بريد نيرودا أو il postino لم يكن فقط للإضاءة على حياة الشاعر نيرودا وثورة تشيلي ونفيه إلى إيطاليا، بل تعدى ذلك إلى بعد أكثر إنسانية حيث سحر الكلمة وعمق المشاعر، عندما يظهر في مربع المقهى ومكتب البريد وبيت نيرودا والبحر تنامى البعد الإنساني في علاقة ماريو بنيرودا.
وقالت المهندسة سعدية الجابري: «قول ساعي البريد لنيرودا: «شعرك ليس ملكك، إنما هو ملك من يحتاجه»، كم هي صحيحة هذه الكلمة! وعندما يطلب منه نيرودا أن يصف شيئاً جميلاً في الجزيرة في تسجيله لأصدقائه لم يخطر له سوى اسم حبيبته!».

فاطمة عطفة (أبوظبي)