انتهج المخرج الإماراتي علي مصطفى، الداعم لمنظمة المساعدات الدولية الإنسانية “أوكسفام” (Oxfam)، أسلوباً درامياً مغايراً لأعماله التي قدمها في السابق مثل فيلم “دار الحي”، والمسلسل القصير “المُصنّف”، اللذين يصوران العديد من القوالب الثقافية في إطار درامي متميّز.. فقد قام بعمل فيديو قصير يعكس فيه انطباعه الشخصي ونظرته لأزمة الغذاء الإقليمية، التي كوّنها عن قرب لواحدة من أبرز التحديات الإنسانية التي تواجه العالم اليوم. يسلّط الفيديو الجديد، للمخرج علي مصطفى، الضوء على أزمة الغذاء بمنطقة الساحل في أفريقيا التي تهدد حياة أكثر من 18 مليون إنسان في كل من مالي والسنغال وموريتانيا والنيجر وزامبيا وبوركينا فاسو وشمال نيجيريا وتشاد. ويعتبر الفيلم الذي تستغرق مدة عرضه دقيقة واحدة إحدى المبادرات العديدة التي تقوم بها منظمة “أوكسفام” الخيرية بهدف التوعية بهذه المشكلة وجمع التبرعات المالية من منطقة الشرق الأوسط لصالح الملايين من المحتاجين في دول غرب ووسط أفريقيا. خطر الجوع ويقول علي مصطفى: تعتبر ندرة مياه الأمطار السبب الرئيس في أزمة الغذاء في منطقة الساحل، الأمر الذي أدى إلى قلة المحاصيل الزراعية وارتفاع أسعار الغذاء ونقص المياه، وما فاقم من حدة تلك الأزمة اندلاع الصراعات المحلية في بعض المناطق وتهجير السكان. ونتيجة لذلك جاءت نظم التحذير المبكر في بدايات هذا العام لتنبه الجميع من خطورة تفاقم هذه الأزمات في المنطقة، وتحديداً في دول غرب ووسط أفريقيا، وأنها ستواجه خطر هذه الأزمات كما حدث في سنوات 2005 و2008 و2010، وقد تضرر في السنة الأخيرة أكثر من 10 ملايين إنسان، ويبقى الشيء الأهم هو أن هذه المخاوف قد باتت حقيقة تواجه الجميع اليوم. يشار إلى أن مصطفى قد قام بزيارة إلى مالي في نوفمبر 2011 في إطار دعمه لـ”أوكسفام”، وقال: “يعاني الناس في مالي نقصاً في المواد الغذائية، والحال لا تختلف في النيجر وموريتانيا وبوركينا فاسو والسنغال وتشاد. وفي حين تتجه أنظار العالم إلى جوانب أخرى، فإننا نجد أن 18,4 مليون إنسان يهددهم خطر الجوع، وهو ما سيؤدي إلى وفاة أعداد كبيرة من الأطفال إذا لم يتحرك العالم. ولا شك أن هذا الخطر يمكن تحاشيه إذا توحدت الجهود لدرء تلك الأزمة”. نشر الوعي ويتطلع المخرج الإماراتي والمنظمة الخيرية إلى جمع التبرعات من الجهات الحكومية، والشركات والهيئات في منطقة الشرق الأوسط بهدف إغاثة المتضررين وأعمال الإغاثة، إضافة إلى تبرعات الأفراد في المنطقة بغية نشر الوعي ودعم المشاركة على أعلى مستوى لهذه الأعمال الخيرية. وقد قدَّر مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية الشهر الماضي أن هناك 18,4 مليون إنسان في منطقة الساحل يواجهون خطر قلة الغذاء، منهم أكثر من 731,000 في زامبيا، وما يزيد على 4 ملايين في النيجر. وجاءت تقديرات مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية أن هؤلاء المتضررين بحاجة لأكثر من 1,5 مليار دولار لتلبية احتياجاتهم الآنية، علماً بأن نصف هذا المبلغ فقط قد تم تدبيره. وتقع مسؤولية جمع حوالي 53 مليون دولار “193 مليون درهم إماراتي” على الأقل على عاتق منظمة المساعدات الإنسانية “أوكسفام”. ويُعدّ ذلك الأمر ملحاً بهدف توفير مساعدات إنسانية تحفظ حياة 1,2 مليون إنسان في منطقة الساحل. وقد استطاعت المنظمة أن تجمع حتى الآن نصف هذا المبلغ. من صنع الإنسان وفي هذا الصدد، قالت باربرا ستوكينج، المديرة التنفيذية لمنظمة “أوكسفام”: “إن توفير المساعدات الإنسانية للمتضررين في منطقة الساحل يُعدّ أمراً في غاية الأهمية، خاصة عندما نعلم أن العديد من الأشخاص يرون أن الموقف قد أصبح بائساً إلى أقصى حد. لذلك علينا أن نتذكر أن مواسم الجفاف تعتبر عوارض طبيعية، أما خطر الجوع فهو أزمة من صنع الإنسان نفسه. وأشارت إلى أن منطقة الساحل تتعرض دائماً لمواسم الجفاف، ولكن يجب ألا يفرض ذلك حصاراً من الجوع عليها، وهو ما يفرض علينا القيام بالتدابير اللازمة والعمل بوتيرة متسارعة للحد من هذه المشكلة الخطيرة. ويجب أن نعي أن التأخير في معالجة هذه الأزمة معناه موت عدد كبير من البشر، ولكن هناك فسحة من الأمل تتمثل في التبرع لصالح هؤلاء المتضررين”.