وسط أجواء احتفالية حاشدة، انطلقت مؤخراً فعاليات (بشارة القيظ) لموسم صيف 2012 في مقر سوق العرصة القديم الكائن في منطقة الشارقة التراثية، وذلك بتنظيم من إدارة التراث، حيث تم اختيار حيوان الضفدع (الكُرّة أو الشفدغة) كبشارة لقدوم هذا الفصل من السنة، وقد تضمنت الفعاليات معارض متنوعة قدمها شباب وأطفال وهي فعالية«أرسمني، ارسم الضفدع» و«لوّني، لون الضفدع» و«تعرّف عليّ، تعرف على الضفدع» و«شاهدني،شاهد الضفدع» حيث تم عرض فيلم قصير عن الضفدع، كما اشتملت الفعاليات للسنة الخامسة على التوالي أيضا، على مسابقات حية مع الأطفال، وورش تلوين مجسمات جبسية للضفدع، وعرض صور ونماذج حقيقية مختلفة لهذا الحيوان المحبوب من الأطفال، كما تم توزيع مجموعة من الهدايا والدمى التي صممت خصيصا على هيئة الضفدع بلونه الأخضر المعروف. وقال عبد العزيز المسلم مدير التراث للشؤون الثقافية في إدارة الثقافة في الشارقة، إن إحياء فعاليات بشارة القيظ يهدف إلى تركيز اهتمامنا على الاهتمام على الطفل ودفعه للتفاعل مع الفعاليات التراثية والشعبية، من أجل ربطه بالتراث القديم وجعله مرتكزا وأرضية صلبة ينطلق منها في معايشته للحاضر بروح الماضي الثرية والعامرة بالخيرات والفرح، وقد أصبحت اليوم (بشارة القيظ) بالفعل احتفالية سنوية بات يترقبها الأطفال والناشئة وحتى الكبار في الشارقة، كونها تذكر بمفردات الطبيعة الإماراتية، وتهدف للتوعية بالتراث الإماراتي عبر التوجه للأجيال الجديدة على نحو خاص لإيجاد تفاعل جاد ومستمر مع الإرث الثقافي في دولة الإمارات. وعن أصل تسمية هذه الفعالية التي استقطبت أعدادا كبيرة من الجمهور خاصة النساء والأطفال، قال المسلم: اعتاد أهل الإمارات قديما على ترقب (بشارة القيظ) أي بداية الصيف، وبشارة القيظ قديما كانت تتمثل في استقبال أول أنواع الرطب في الصيف (البشرة)، وهو الرطب المعروف باسم (النغال)، وقد كانت تلك البشارة لا تعني الأطفال بشيء في الماضي بقدر ما تعني الكبار، ولكننا في إدارة التراث عمدنا لاستحداث فعالية تستلهم موضوع (بشارة القيظ)، من أجل تقديم بشارة فرح تراثية للأطفال ضمن برنامج للتوعية بالتراث، والتركيز على بعض المفردات البيئية المحلية كالطيور والأسماك والحشرات والنباتات، وقد نجحنا في تنظيم هذه الفعالية للسنة الخامسة على التوالي، وقد فوجئنا بمدى النجاح والإقبال الجماهيري الكبير على الفعالية الفعالية. وأشار إلى تزايد حجم الجمهور منذ السنة الأولى حين بدأت الفعاليات قبل خمس سنوات بالتعريف بحشرة تسمى«الصرناخ» في الشارقة، وتسمى أحياناً«السرّاح» في المنطقة الشرقية من دولة الإمارات، واسمها الفصيح هو«زيز الحصاد»، وفي السنة الثانية تم الاحتفاء بحشرة تسمى بوبشير، وفي السنة الثالثة بفراشة الصيف التي كانت تسمى محليا القرقعانة، وفي هذا العام بحيوان الضفدع المحلي واسمه الشعبي هو الكُرّة أو الشفدغة، وما يميز هذه الحيوان هو ارتباطه بحكاية شعبية قديمة وشهيرة، تحمل اسم«كُرّة الغيل» وهي حكاية يظهر فيها الضفدع كبطل ومنقذ، كما أن الضفدع حيوان محبوب للأطفال في سائر أقطار العالم. وأوضح المسلم أن فعاليات هذا العام اشتملت على نشاطات تراثية وفنية عديدة من بينها ألعاب تراثية وورشة لنماذج جبسية للضفدع (الكرّة)، ومرسم حر يقوم فيه الطفل الصغير برسم الضفدع وفق مخيلته وقد أقيمت للأطفال الذين قاموا بتلوين تلك النماذج ثم أخذوها معهم إلى بيوتهم، وكانت هناك ورشة للرسم والتلوين لمجموعة من الضفادع التي عرضت بشكل حي، من خلال كتيبات تلوين وأوراق وزعت على الأطفال، بالإضافة إلى توزيع دمى الضفدع من خلال المسابقات الحية في باحة سوق العرصة. أما جديد هذا العام فهو الاستعانة بأحد الشباب الإماراتيين من هواة تربية الضفادع مختلفة الأنواع والأحجام، بالإضافة إلى عرض نماذج من الضفادع التي تم جلبها خصيصا من منطقة وادي الحلو بالشارقة، وقد لقي العرض الحي للضفادع إقبالا منقطع النظير من الأطفال والكبار على حد سواء، فقد أثبت الضفدع أنه كائن لطيف ومحبوب من الجميع. جدير بالذكر أنه تم توزيع كتاب خاص خلال فعالية بشارة القيظ، هذا العام أصدرته إدارة التراث خصيصا لهذه المناسبة تحت عنوان «الكُرّة» وهو من إعداد ورسوم فاطمة سالم العويس، ويشير الكتاب إلى أن «ضفدع الطين، العلجوم العربي» هو الأكثر شيوعا في دولة الإمارات، ويتميز بحجمه الكبير ورأسه المستدير وبقع ذهبية وطبلة أذن قريبة من العينين، حيث يعيش العلجوم في الودية الرطبة في الجبال، وعندما تتبخر معظم مياه الأودية في الصيف، وتظل الرطوبة متجمعة في شقوق الجبال، مما يدفع العلجوم للعيش فيها لتجنب الجفاف والموت، وبعد بدء سقوط الأمطار تخرج ضفادع الطين بأعداد كبيرة، وتتغذى بصورة رئيسية على الحشرات.