إذاعة أبوظبي تستضيف معاقين مشاركين في أولمبياد لندن 2012
فاطمة عطفة (أبوظبي) - يقول الإعلامي هيثم عبيد، الذي قام بإعداد هذا البرنامج الإذاعي الخاص لتوصيل صوت مجموعة ممن تعرضوا للإعاقة بحوادث مختلفة: “برنامجي «إكسترا سبورت» في إذاعة أبوظبي، يعتني بكل أنواع الرياضات من زوارق إلى كرة قدم، وتنس، وغيرها من الفعاليات الرياضية، التي نجمعها في سلة واحدة وشعار البرنامج “ستارت إم” بالإنجليزي، خاصة أن أبوظبي أصبحت تهتم بقاعدة رياضية كبيرة، من صغار وكبار ونساء، وهناك أكثر من رياضة تهتم بها إمارة أبوظبي تحديداً، والدولة بشكل عام، حتى الرياضات الجديدة تأتي بنجوم عالميين للاطلاع على فنهم ومهاراتهم. من هنا جاءتنا فكرة البرنامج وعملنا على أن نقدم هذه الرياضات كلها، حيث تشهد أبوظبي فعاليات عدة، سواء كانت رياضية أو مسابقات سنتحدث عنها من خلال البرنامج، وكذلك سنلقي الضوء على المسابقات العالمية”.
فكرة البرنامج
وعن هذا البرنامج الرياضي الذي تقدمه إذاعة أبوظبي باللغة الإنجليزية يشرح عبيد قائلاً: “جاءتني الفكرة بالتعاون مع مخرج البرنامج إيلي دبلي، واتفقنا على تقديم حلقات خاصة عن فئات موجودة في المجتمع، لكنها غير معروفة، بمعنى أننا عندنا أبطال في ألعاب معينة من ذوي الإعاقة، وعلينا أن نسلط الضوء عليهم، فهناك أبطال تأهلوا لأولمبياد لندن 2012، أو ألعاب “البارى أولمبية” الخاصة بالمعاقين، وهم أبطال كان يجب أن يسلط الضوء عليهم في فترة من الفترات، وقد تم ذلك تلفزيونيا وصحفياً، ثم جاءت الإذاعة اليوم لتقوم بدورها في تسليط الضوء على هذه الفئة. لذلك اتصلنا بمنتخب المعاقين الأولمبي، وأخذنا أسماءهم وأرقامهم وقدمت لهم حلقة تكريمية شاركت فيها شركة “بلاكبيري”، وقدمت لكل متأهل لأولمبياد لندن هاتفاً حفر عليه اسمه، على أن يبقوا على تواصل معهم، وهو هاتف حديث مزود بمزايا إضافية يمكّن المشاركين من التقاط صور متميزة، خلال وجودهم في لندن عندما يشاركون في هذه المنافسات، ليرسلونها لنا لنقوم بإعدادها وعرضها “أبلود” على صفحة “ستارت إم” التي يشارك فيها أكثر من عشرين ألف مشاهد، وهذا كان نوعاً من التعاون بيننا وبين فئة المعاقين”.
عناية خاصة
ويضيف هيثم: “لقد استجاب المعاقون لدعوتنا، حيث حضروا الأسبوع الماضي إلى الاستديو، وهي أول مرة يتعرفون فيها إلى الإذاعة، وقد كشفوا لنا عن مشاكل عدة تواجههم ويعانون منها، وهم محتاجون إلى اهتمام أكثر من الناس، خاصة أنه يوجد خلط ما بين الاحتياجات الخاصة وما بين المعاقين، فهم باعتبارهم منتخب معاقين، يختلفون عن ذوي الاحتياجات الخاصة الذين يحتاجون عناية مختلفة كل حسب حالته، أما المعاق فهو الذي تعرض لإصابة في حادثة مروري أو غيرها، وهو مثل أي شخص منا، فقط عنده إعاقة يمكن تكون كسراً في يده أو قدمه، لكنه استطاع أن يتغلب عليها بممارسة الرياضة. لذلك نتمنى أن يكون هناك أنشطة في المجتمع مثل إقامة دورات سواء عن طريق المؤسسات الحكومية أو الأندية الرياضية، ليتعامل أبناء المجتمع مع هؤلاء الرياضيين من المعاقين من دون النظر إليهم نظرة العطف أو الشفقة، فهم ليسوا قاصرين، لأن المعاق مثل أي شخص عادي وعلينا أن نتعامل معه كأي واحد منا حتى لا يشعر بالحرج ونؤذي مشاعره”.
المعاقون ماذا يريدون؟
ويوضح هيثم: “علينا أن نستفيد من طرق تعامل الغرب مع هذه الفئات، ويجب تعريف المجتمع بضرورة معاملة المعاق مثل أي شخص، وهذه نقطة أثارها البرنامج، وتحدث المعاقون عنها، وقالوا إن الدول الأوروبية تهتم بهذه الفئة عبر وسائل الإعلام، حيث نجد الإعلانات الخاصة بهم منتشرة على وسائل النقل، وفي المطارات، حتى الناس تعرفهم”.
وبخصوص التجاوب من الناس وتشجيعهم وتواصلهم مع برنامج تكريم المعاقين يوضح عبيد قائلاً: “كانت المشاركة الأساسية من جانب بعض الشركات، وقد تم التواصل معهم لمدة ساعة بالبرنامج، ومن خلال هذا الوقت الضيق لخصنا الأشياء الضرورية لهم، واستعنا أيضا بملف كان قد قدمه ملحق الاتحاد الرياضي في العام الماضي، أثناء مؤتمر رياضة المعاقين تحت عنوان “المعاقون ماذا يريدون؟”، وهذا كان محور الأسئلة والرسائل القصيرة “المسجات”، التي استقبلناها خلال الحلقة من المستمعين، ورصدنا أمنيات هؤلاء الأبطال الرياضيين”.
ويتحدث عبيد عن عدد المشاركين في الأولمبياد، ومنهم من حضر الحلقة موضحاً: “الأسماء التي سوف تشارك في لندن وصلت لغاية الآن إلى خمسة عشر شخصاً، حضر منهم معنا في البرنامج الإذاعي سبعة وقمنا بتكريمهم”. وعن دور الإذاعة في دعم المعاقين يقول هيثم: “إن الإذاعة تكمل دور التلفزيون والصحف، وأهم شيء أن الصوت والفكرة يصلان للناس، ولا بد من وجود إعلام خاص بفئة المعاقين، ونحن نحتاج إلى الاستمرارية والتواصل معهم دائماً، وسيكون لنا خطة لإعداد برنامج خاص بهم في رمضان، وكذلك سوف نركز على رياضة المكفوفين”.
سيأتينا الحظ ونفوز
وفي اتصال مع ذيبان المهيري رئيس لجنة منتخبات الإمارات للمعاقين، والذي أوضح لـ “الاتحاد” قائلاً: “نحن في اتحاد الإمارات لرياضة المعاقين مقبلون على أولمبياد لندن 2012، وهذه خامس دورة أولمبية نشارك فيها على مستوى تاريخ رياضة المعاقين في الدولة، ابتداء من أولمبيات أتلانتا 96 لغاية اليوم، وبلغ عدد المشاركين في لندن هذه السنة 15 لاعباً، من بينهم 4 بنات و11 شاباً، وهذه المشاركات تشمل ثلاث ألعاب منها “ألعاب القوى”، “رفع الأثقال”، “والرماية”، ويعتبر تصنيفنا الرابع على مستوى الدول العربية، وعلى المستوى العالمي نحتل المركز الـ 27، من بين 175 دولة مشاركة”. وعن توقعه بأن يحصل بعض المشاركين على جوائز في الأولمبياد يؤكد المهيري قائلاً: “الإمارات تضم نخبة من الرياضيين، ونحن لنا حظ كبير أن نشارك بـ 15 لاعباً، وهم من النخبة على مستوى العالم، وإن شاء الله سيأتينا الحظ ونفوز”.
وعن الإعلام واهتمامه بالمنتخب، يؤكد المهيري: “نتمنى من الإعلام أن يهتم بفريق الإمارات، ونشكر الإذاعة في شخص الإعلامي هيثم عبيد على هذا البرنامج الذي قدمه وحاول أن يبرزنا ويعرف المستمعين بنا، وهناك أيضاً شركات دعمتنا، ونأمل من آخرين أن يقدموا لنا الدعم، لأن المشوار إلى لندن صعب، والتأهل للأولمبياد ليس بالأمر السهل، بل يحتاج إلى جهد كبير”.