«الهوية»: لدينا خريطة طريق إلى وجهتنا ونعرف إلى أين نسير
أكد الدكتور المهندس علي محمد الخوري، مدير عام هيئة الإمارات للهويّة، أن الهيئة لديها خريطة الطريق، رسمت على أسس علميّة وفي إطار واقعيّ وقابل للتطبيق، مشيراً إلى أنها تدرك وجهتها وتعرف إلى أين نسير.
وأكد أن فوز الهيئة بأربع من جوائز برنامج الشيخ خليفة للتميز الحكومي يدفعها نحو مواصلة رحلة التميّز والإبداع، تحقيقاً لطموحات قيادتنا ورغبتها بأن نكون الأوّل في العطاء والإنتاج، موضحاً أنه بعد تسجيل جميع السكان في نظام السجل السكاني وبطاقة الهويّة، ستبدأ المرحلة الأصعب في مسيرة الهيئة، وهي إطلاق عدد كبير من المشاريع الاستراتيجيّة التي ستدعم وتعزز مسيرة التحول التكنولوجي في دولتنا الحبيبة وتُسهم في تحقيق رؤية الإمارات2021
قال الدكتور المهندس علي محمد الخوري، مدير عام هيئة الإمارات للهويّة، بعد سماع نبأ فوز الهيئة بأربع من جوائز الشيخ خليفة للتميز الحكومي، في حفل خلال مايو الماضي برعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، قلتُ لنفسي: إنّ قيادة متميّزة، كالقيادة التي ينعم بها شعب دولة الإمارات بحكمتها العميقة وتميّزها الاستثنائيّ وأسلوب الحكم الفريد الذي تنتهجه والعلاقة النادرة التي تربطها مع شعبها، هي قيادة تستحق منّا كلّ أشكال الوفاء والعرفان وتحفزنا نحو السعي إلى عالم من التميّز بثقة وتفاؤل وأمل.
وأضاف، أقول الآن، إنّ الدين الكبير الذي يطوّق أعناقنا تجاه قيادتنا الرشيدة يضعنا أمام مسؤوليّاتنا الوطنيّة والتزاماتنا نحو متطلبات الوظيفة العامّة التي ننال شرف الانتساب إليها، ويدفعنا في الوقت ذاته نحو مواصلة رحلتنا نحوّ التميّز والإبداع، تحقيقاً لطموحات قيادتنا ورغبتها بأن نكون الأوّل تميّزاً وعطاءً وإنتاجيّة.
مسيرة الهيئة
وأكد أن هذا الفوز ما كان ليتحقق لولا التوجيهات السامية لمجلس إدارة الهيئة السابق برئاسة، الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، ومجلس الإدارة الحالي، برئاسة سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان مستشار الأمن الوطني رئيس مجلس إدارة هيئة الإمارات للهويّة، لمسيرة الهيئة، والحرص البالغ والمتابعة الحثيثة للفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخليّة نائب رئيس مجلس الإدارة.
وعن الطموحات المستقبلية فيما بعد حصد هذا النجاح اللافت، ذكر الخوري أنه لا شك بأن هذا الفوز كان بداية مرحلة جديدة للهيئة بعد تتضاعف من خلالها المسؤوليّات الملقاة على عاتق كلّ فرد من أفراد أسرة الهيئة، ويشحذ الهمم والطاقات للمزيد من التميّز والإبداع، ويدفعنا نحو مواصلة رحلة التميّز حرصاً على تطوير العمل ومن أجل الارتقاء بالأداء.
إلى ذلك أوضح الخوري أن هناك عدة عوامل أدت إلى الفوز بالجائزة، مؤكداً أن الفوز بالجائزة كان سببه أوّلاً وأخيراً توفيق الله سبحانه وتعالى، أما الأسباب التي أدّت إلى هذا الفوز فعلى رأسها يأتي التخطيط السليم، والتشخيص الناجح لحقيقة الواقع الميداني في الهيئة، فكما هو الحال في الطب فإنّ التشخيص الدقيق لطبيعة المرض يمثل ثلاثة أرباع العلاج، فكذلك الحال في مسيرة التطوير الإداري في أية مؤسسة.
وتابع: يمكنني القول إننا قمنا بتحليل البيئة الداخليّة والخارجية للهيئة، كما رصدنا التحدّيات التي كانت تواجهها الهيئة، ومن ثمّ حددنا مجالات القوة ونقاط الضعف، التي أدت بدورها إلى تحديد دقيق لمجالات التحسين التي وضعناها نصب أعيننا، والأكثر أهميّة كان«خريطة الطريق» التي رسمناها بناء على أسس علميّة وفي إطار عمليّ وواقعيّ وقابل للتطبيق، باختصار كنا نعرف ماذا نريد، وفي الوقت ذاته، كنا ندرك تماماً وجهتنا ونعرف إلى اين نسير.
وفي سياق متصل وحول ماذا يمثله الفوز بهذه الجائزة؟ وما هي الخطوات القادمة في مجال تطوير العمل في هيئة الهوية؟ أشار الدكتور الخوري إلى أن الفوز بهذه الجائزة يمثل بالنسبة إلينا تحدّياً جديداً، ومسؤولية مضاعفة ألقيت على كاهلنا، لأن الفوز بحدّ ذاته جميل ورائع، وأن تستشعر قيمته ولذته يعني أن تكون في مواجهة أمام تحدّيات من نوع جديد.
انطلاقة جديدة
وقال، الهيئة الآن تقف على مفترق طرق، من خلال انطلاقة جديدة نحو آفاق أرحب نستعدّ لها جيّداً ومن الآن أدوار جديدة في انتظارنا، ومسؤوليّاتنا تجاه وطننا ومجتمعنا وكافة سكان الدولة أصبحت مضاعفة، وبعد الانتهاء قريباً، من تسجيل جميع السكان في نظام السجل السكاني وبطاقة الهويّة، ستبدأ المرحلة الأصعب في مسيرة الهيئة، وهي إطلاق عدد كبير من المشاريع الاستراتيجيّة التي ستدعم وتعزز مسيرة التحول التكنولوجي في دولتنا الحبيبة وتُسهم في تحقيق رؤية الإمارات2021، أما خطواتنا المقبلة في مجال تطوير العمل في هيئة الإمارات للهويّة، فالخطوة الأكثر أهميّة هي البناء على ما تمّ من إنجازات، والمحافظة عليها قبل كلّ شيء، لتكون جسراً للانطلاق نحو إنجازات جديدة.
وأشار مدير عام الهيئة إلى مواصلة مسيرة التطوير والتحديث، فهي لا تنتهي عند حدّ، ورحلة التميّز هي رحلة طويلة وشاقة، فكما أنّ المركز الأول يُغري بالمزيد من المراكز الأولى، فإنّ التميّز يدفعك دفعاً إلى تميّز من نوع جديد، وبنكهة جديدة، فمن كان نصيبه المركز الأول في هذه المسابقة الغالية على قلوبنا جميعاً فإنّ هدفاً كبيراً يضعه لنفسه وهو المحافظة على المركز الأول، وفي الوقت ذاته العمل بجديّة لمضاعفة عدد الجوائز التي حصدتها الهيئة، وطموحاتنا القادمة حصد نصيب الأسد في مسابقة«جائزة الإمارات ــ برنامج الشيخ خليفة للتميّز الحكومي»خلال الدورة المقبلة بدلاً من الجوائز الأربع لتي فازت بها الهيئة هذا العام.
وحول الاهتمام بالناجحين في الإمارات، وتأثير هذا الاهتمام في توفير حوافز الإبداع والتميز، أكد الخوري أن الاهتمام بالمتميزين في الإمارات هو اهتمام قديم وجديد ومتجدّد، فهذه الدولة التي نفخر بالانتماء إليها تتعامل مع النجاح بوصفه وسيلة من وسائل التطور والتقدّم، وتنظر إلى الناجحين بوصفهم أدوات عمليّة التطوير التي تشهدها دولتنا في كافة المجالات، ولله والحمد والمنّة.
تكريم وتقدير
وفي ذلك يورد الخوري:”أذكر أنني، على سبيل المثال، وفي مختلف مراحل حياتي العلميّة والعمليّة، ما وجدتُ من دولتي إلا كل تكريم وتقدير، فعند كل نجاح أو إنجاز كان التكريم في انتظاري، فقد حصلتُ على عدد من الجوائز المحليّة التي كانت تدفعني لمواصلة النجاح، وللمزيد من التفوّق، وكذلك الحال بالنسبة إلى جميع المواطنين والمواطنات، حيث الدولة لم تبخل علينا بأيّ نوع من أنواع التكريم والتقدير، ولهذا نحن حريصون على ردّ جزء من الدين الذي يطوّق أعناقنا تجاه دولتنا ومجتمعنا”.
وبالحديث عن أهم التحديات التي يواجهها في العمل، وكيف يتعامل معها قال الخوري: عند الحديث عن التحديات التي أواجهها في العمل أستحضر فوراً الهاجس الذي يسيطر عليّ كلّ صباح، وهو: كيف يمكن ليوم جديد من أيّام إدارتي لهيئة الإمارات للهويّة أن يمرّ والمزيد من النجاح يتحقق؟، لا سيّما في تحقيق درجة أعلى لرضا المتعاملين حول الخدمات التي تقدّمها الهيئة.. وتحقيق درجة أعلى من الرضا الوظيفي لجميع أفراد أسرة الهيئة.
استراتيجية الهيئة
وأوضح مدير عام هيئة الإمارات للهوية أن المتعاملين والمراجعين همّ الذين تضعهم استراتيجيّة الهيئة على رأس أولويّاتها، وهم الذين نضع الخطط والبرامج من أجل رفع درجة رضاهم وتلبية تطلعاتهم والاستجابة لاحتياجاتهم. وأعترف هنا أن تقديم الخدمات النوعيّة والمتميّزة لكافة سكان الدولة هو التحدّي الأكبر الذي يواجهنا، وهو التحدي الذي تنبثق عنه تحديات متنوعة لكنها تصبّ في الإطار ذاته، وتدفعنا لوضع الحلول والمقترحات الكفيلة بمواجهتها والتغلب عليها وإيجاد الحلول الفاعلة والمؤثرة لها.
ومن واقع خبرته العملية كمدير لواحدة من أهم الهيئات في الدولة، كان لزاماً معرفة رأي الخوري عن سمات المدير الناجح، فذكر أنه ليس هناك وصفة سحريّة للمدير الناجح، وليس هناك سمات محددة وثابتة للمدير الناجح، وأعتقد أن الإدارة المعاصرة فيها آراء واجتهادات عديدة، ولكلّ رأيه في القضايا الإداريّة المختلفة، والتي من بينها المدير الناجح.
سعة الأفق
وتابع: من وجهة نظري أعتقد أنّ السمة الرئيسة لأيّ مدير ناجح هي “الحكمة” وامتلاك القدرة على قراءة الأمور بشكل دقيق، وتمتعه بسعة الأفق، وامتلاكه مفردات العمل الإداري المعاصر، ومعرفته العميقة بالعلوم الإداريّة المعاصرة وبإطار عام من “علم النفس” الذي يعينه على فهم نفسيّات الموظفين ومن حوله، وبالتالي امتلاكه قدرة التعامل مع عالم شاسع من النفسيّات المختلفة لعدد كبير من الموظفين والناس بشكل عام، كما ينبغي على المدير الناجح أن يكون صبوراً، فالإدارة ليست نزهة ولا ترفاً ولا حتى تشريفاً، الإدارة أمانة ومسؤوليّة قبل كلّ شيء، وأن تكون مديراً يعني أن تكون مسؤولاً عن غيرك، ويا لها من مسؤوليّة تلك التي تفرض عليك العدل والمساواة والإخلاص والنزاهة وسعة الصدر والتسامح والتنزّه عن صغائر الأمور.
وأوضح أنه باختصار سمات المدير الناجح أكثر من أن تُحصر في نقاط، فالإدارة علم من العلوم الحديثة، والمدير في منظومة العمل الإداري هو الشخص، الذي تقع على عاتقه مسؤوليّات جسام، وتحديات لا تنتهي.
وعن النصيحة التي يقدمها الخوري للشباب للاستفادة من خبرته الكبيرة في إدارة هيئة الإمارات للهوية، ومسيرته العلمية الناجحة،قال:قبل أن أنصح الشباب، أنصح نفسي أوّلاً بضرورة الإخلاص للعلم، كي نخدم وطننا ودولتنا، ومن أجل أن نقدّم شيئا للإنسانيّة والبشريّة شيئاً يُسهّل عليهم حياتهم، ويُسهم في إدخال الفرح والسرور والبهجة إلى قلوب البشر، وأذكر نفسي دوماً، وأذكّر الآخرين بضرورة حذف كلمة مستحيل، من قاموسهم اللغويّ وإلى الأبد، وفقاً لما عودتنا عليه قيادتنا الرشيدة.
4 جوائز
فازت الهيئة مؤخراً بأربع جوائز من جائزة الإمارات للأداء الحكومي المتميز ضمن برنامج الشيخ خليفة للتميّز الحكومي، وهي: جائزة الجهة الاتحادية المتميزة (أقل من900 موظف)، وبجائزة الجهة الاتحادية المتميزة في مجال القيادة المؤسسية، وبجائزة الجهة الاتحادية المتميزة في مجال تقديم الخدمات، وبجائزة الجهة الاتحادية المتميزة في مجال فرق العمل (فريق الانتخابات).
بروفايل
رجوعاً إلى مسيرته العلمية حتى حصوله على الدكتوراه يعرض الدكتور علي محمد الخوري مدير هيئة الإمارات للهوية لتلك المسيرة: بدأت مسيرتي العلميّة بعد الحصول على شهادة الثانوية العامة بالدراسة في كليات التقنية العليا في أبوظبي وحصولي على شهادة الدبلوم العالي في تكنولوجيا المعلومات والتجارة بدرجة امتياز مع مرتبة الشرف، كما حصلتُ على المركز الأوّل على مستوى الدولة، وواصلتُ تعليمي وحصلتُ على درجة البكالوريوس في العلوم، تخصص تكنولوجيا المعلومات والإدارة التجارية من جامعة مانشستر في بريطانيا بدرجة امتياز مع مرتبة الشرف، كما حصلتُ على ماجستير العلوم، تخصص إدارة المعلومات الأمنيّة من كلية العلوم الإدارية من جامعة لانكستر في بريطانيا وبدرجة امتياز.
وأضاف، حصلتُ على درجة الدكتوراة في الهندسة الإدارية، تخصص إدارة المشاريع الاستراتيجية في القطاع الحكومي من جامعة “وريك البريطانية”، بتقدير امتياز، كما نالت رسالة الدكتوراة عدداً من شهادات التقدير من مؤسسات علميّة دوليّة مختلفة.
شخصيّة متفوقة
الدكتور الخوري شخصيّة متفوقة إبداعيّاً وأكاديميّاً وسيرته الذاتية حافلة بالعديد من الجوائز المحليّة، والدوليّة، والعالميّة، من أبرزها جائزة الإبداع الأمني الممنوحة له من المعهد البريطاني للتكنولوجيا والتجارة الإلكترونيّة، وجائزة الشخصيّة الأكثر تأثيراً في عالم الهويّة الرقميّة والممنوحة من القمّة العالميّة للهويّة والتي تنظم سنويّاً في مدينة ميلان الإيطاليّة بدعم ورعاية المفوضيّة الأوروبيّة.
وبالإضافة إلى مشاركاته المتميّزة في العديد من المؤتمرات العالميّة، يتميّز الدكتور الخوري بجهوده البحثيّة المتخصصة في عالم الهويّة الرقميّة وفي مجال التطوير الإداري، حيث أنجز نحو ستين بحثاً ودراسة علميّة نُشرت في أبرز المجلات الدوليّة المتخصّصة.
المصدر: أبوظبي