أكد سياسيون في القاهرة، أن اللقاء السري بين وزير الدفاع الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان ومبعوث قطر إلى فلسطين محمد العمادي في قبرص، يأتي في إطار مخطط مشبوه تتبناه الدوحة لتمرير «صفقة القرن» على حساب الفلسطينيين وضرب القضية الفلسطينية وزيادة الانقسام الداخلي.
وأشاروا إلى أن قطر تدعو إلى تسوية سياسية للقضية الفلسطينية، وهي في الوقت نفسه داعمة لشق الصف والروح الوطنية الفلسطينية لأنها تدعم حماس ولا تدعم فلسطين كدولة، مؤكدين أن قطر باعت القضية الفلسطينية لأنها لا تفكر في المصالح العربية، ولكن تفكر في مصالحها الخاصة التي تدركها النخبة الحاكمة القطرية.
وكانت القناة العاشرة الإسرائيلية، قد كشفت يوم الخميس الماضي، عن لقاء سري بين وزير الدفاع الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان ومبعوث قطر إلى فلسطين محمد العمادي في قبرص وإجراء محادثات حول غزة.

ضرب القضية الفلسطينية
بداية، أكد الدكتور محمد عز العرب، الخبير في الشؤون الخليجية بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، أن جزءاً من السياسة القطرية قائم حول اللعب بالمتناقضات، فقطر تدعو إلى محاربة الإرهاب، وهي في الوقت نفسه داعمة للتنظيمات والجماعات الإرهابية والمتطرفة المعبرة عنها، كما أن قطر تشير إلى ضرورة الحوار مع القوى الإقليمية، وفي الوقت نفسه داعمة للسياسات الإقليمية على حساب المصالح العربية، وهذا واضح جداً بعلاقتها بكل من إيران وتركيا وإسرائيل، لافتاً إلى أن قطر دائماً تدعو إلى توحيد البيت الخليجي وهي أحد الأطراف اللاعبة الأساسية التي تحاول بعثرته وانقسامه وانشقاقه، كما أن قطر تدعو إلى تسوية سياسية للقضية الفلسطينية، وهي في الوقت نفسه داعمة لشق الصف والروح الوطنية الفلسطينية، لأنها تدعم حماس ولا تدعم فلسطين كدولة.
وحول علاقة قطر بإسرائيل أكد عز العرب أن قطر هي إسرائيل الخليج، بمعنى أنها واحدة من بواعث عدم الاستقرار داخل المنطقة، وتشبه إسرائيل في صغر حجمها من حيث البنية الديموغرافية والمساحة الجغرافية، ولذلك فإن قطر تطرح نفسها باعتبارها أحد الأطراف الإقليمية اللاعبة الأساسية في غزة بحكم أنها لديها علاقات وثيقة بحماس وإسرائيل، فضلاً عن دورها المالي في محاولة إعادة إعمار غزة للتخفيف من حدة الأوضاع الداخلية حتى لا يكون قطاع غزة أشبه ببرميل البارود.
وعن دور قطر في بيع القضية الفلسطينية والفلسطينيين، أكد عز العرب، أن قطر تتبنى دعمها لفكر حماس لتأزم المشروع الفلسطيني وزيادة الانقسام الداخلي، أكثر من تحقيق الوطن الفلسطيني القائم على وحدة فلسطينية وتؤكد ما تتضمنه صفقة القرن بأن الأفكار التي تطرح لا تعبر حتى عن حل دولتين بقدر ما تعبر عن 3 دول، هي دولة إسرائيلية ودولتان فلسطينيتان، إحداهما في قطاع غزة، والأخرى في الضفة الغربية.
وأشار إلى أن قطر لا يهمها القضية الفلسطينية بدرجة أساسية لا سيما، وأن القضية حدث تراجع فيها منذ سنوات عدة بعد الثورات العربية، ثم عاد الاهتمام بها مرة أخرى بعد قرار ترامب بنقل السفارة الأميركية إلى القدس، وذلك بصدور قرار عن الجامعة العربية، أو محاولة القاهرة إصدار قرار مناوئ لقرار ترامب، مشيراً إلى أن الموقف الذي تتخذه الدول العربية الرئيسة مصر والإمارات والسعودية في مواجهة قطر وإسرائيل، وهو عدم الاعتداد بأي أفكار تؤدي إلى عدم قيام دولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1967 وإقامة دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية، وحث بعض الدول إلى عدم نقل سفارتها إلى القدس.
وأكد أن التحركات القطرية ما زالت تهدف إلى خروجها من حالة العزلة التي فرضت عليها نتيجة للمقاطعة العربية والخليجية، ومحاولتها البحث مرة أخرى عن أدوار لها في المنطقة، وإرضاء القوى الإقليمية والدولية باعتبارها مخلب قط للولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل في المنطقة.

تحالف قطري إسرائيلي
من جانبه، قال الدكتور سعيد اللاوندي أستاذ العلاقات الدولية، هناك تحالف قطري إسرائيلي منذ تولي حمد بن خليفة الحكم، وأن هذا التحالف زاد قوة في الفترة الأخيرة في عهد أمير قطر تميم، خاصة بعد مقاطعة دول الرباعي العربي، السعودية والإمارات والبحرين ومصر، بسبب دعم قطر للإرهاب، محاولة من قطر لتخفيف الضغط عليها، وفتح الباب أمام تحالفات أخرى في المنطقة مثل إيران وتركيا وإسرائيل. مؤكداً أن قطر تعمل على تقوية علاقتها بإسرائيل وتتحالف معها في السر من خلال المبعوث الخاص بها في غزة محمد العمادي، تحت مسمى إعمار غزة، وهو ما يفسر اللقاءات المتبادلة من الحين والآخر بين المبعوث القطري لغزة والمسؤولين الإسرائيليين، وآخرها اللقاء الذي جمع بين وزير الدفاع الإسرائيلي ومحمد العبادي في قبرص، لافتاً إلى أن هذا اللقاء تحوم حوله علامات استفهام كثيرة حول نوعية الصفقات المشبوهة التي تعقد بين الطرفين؟!

مسؤول فلسطيني: قطر تنفذ صفقة القرن

اتهم عضو المجلس الوطني الفلسطيني، والقيادي في حزب الشعب، وليد العوض، النظام القطري ومندوبه في الأراضي الفلسطينية محمد العمادي، بالسعي لتمرير «صفقة القرن»، من خلال تمرير مشاريع سياسية أحادية الجانب في قطاع غزة وتجاوز السلطة الفلسطينية.
وأوضح العوض أن «التهدئة التي يجري الترويج لها نسج خيوطها العمادي في عتمة ليل، ويبدو أن من نحب قد ابتلع الطعم لتمريرها»، في إشارة لحركة حماس وقبولها عقد مفاوضات غير مباشرة مع إسرائيل.
وأضاف العوض، في تصريح عبر صفحته على موقع فيس بوك، «هذه المخططات يجب ألا تمر، إنها (الخطة ب) لتمرير صفقة القرن». وتابع العوض، أن «البديل مصالحة حقيقية واحتضان غزة بكل همومها».
وكشفت القناة العاشرة الإسرائيلية، عن لقاء سري جمع مبعوث قطر إلى فلسطين محمد العمادي، بوزير الدفاع الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان، في قبرص، تناول آليات التمويل القطري لحماس وقطاع غزة، وما يزعم بشأن الوساطة التي تقودها قطر بين حماس وتل أبيب. ووفقاً لتقرير القناة الإسرائيلية، فإن زيارة ليبرمان التي كانت أواخر شهر يوليو الماضي إلى قبرص، جاءت بعد التنسيق مع حكومة الدوحة للقاء الذي جمع مندوب قطر مع الوزير الإسرائيلي في سرية تامة. وأشارت القناة العاشرة الإسرائيلية إلى أن الطرفين تناولا ملفات الوساطة القطرية في التهدئة بين تل أبيب وحماس، لافتة إلى أن العمادي قدم إلى ليبرمان مقترحات عدة حول عمل الدوحة في غزة، ولكن إسرائيل رفضت مقترحات الدوحة للوساطة مع حماس، وفضلت الدور المصري في المباحثات.

أحمد شعبان (القاهرة)