تركيا تبدأ إغاثة عاجلة للنازحين السوريين على الحدود
أعلنت السلطات التركية أمس بدء تقديم مساعدات إنسانية إلى النازحين السوريين الفارين من القمع المحتشدين على حدودها. وقالت الوكالة الحكومية المكلفة بالأوضاع الطارئة في بيان على موقعها الإلكتروني "إن توزيع المساعدات بدأ تلبية الاحتياجات الغذائية العاجلة للنازحين السوريين".
وهذه هي المرة الأولى التي تقوم بها السلطات التركية بعملية مساعدة عبر الحدود، بعد أن كانت استقبلت خلال الأسابيع الماضية في أراضيها أكثر من عشرة آلاف لاجئ سوري هربوا من القمع. بينما يحتشد الآلاف على الحدود مترددين في العبور إلى الأراضي التركية يقيم معظمهم في ظروف معيشية صعبة.
وأوضحت الوكالة الحكومية التركية أن عدد النازحين السوريين في أراضيها بلغ أمس 10553 بعد وصول 585 شخصا وعودة 146 آخرين طوعيا إلى سوريا. ويقيم هؤلاء اللاجئون في مخيمات للهلال الأحمر في محافظة هاتاي الحدودية. وكان وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو كرر التأكيد على أن بلاده ستسمح بدخول جميع السوريين الهاربين من أعمال العنف، وأعلن قرار مساعدة السوريين النازحين المحتشدين على الحدود.
إلى ذلك، لا يزال الغضب على نظام الرئيس السوري بشار الأسد لسان حال اللاجئين السوريين في مخيمات الحدود التركية، حيث يقيمون بشكل شبه يومي تظاهرات تهتف بالعربية "الشعب يريد إسقاط النظام". وأشار نازح إلى ساق مضمدة لامرأة عجوز، قائلا "لقد أطلقوا النار على ساقها وضربوها على رأسها وظهرها". وداخل إحدى الخيم، جلس زوجان مع طفلهما ابن الأشهر الخمسة، موضحين أنهما وصلا إلى تركيا بعدما أمضيا أربع ليال تحت مطر غزير في الجانب الآخر من الحدود.
وقال لاجئ مسن اكتفى بتعريف نفسه باسم آدم في مخيم بوينيوجون للاجئين الذي يؤوي نحو 3500 شخص هم حوالي الثلث من 10 آلاف لاجئ، بينما كان يتحدث بعجلة وانفعال "التظاهرات السلمية بدأت في جسر الشغور قبل ثلاثة أشهر، ثم بدأت الاعتقالات والتعذيب..كنا نردد الأناشيد الوطنية ونستخدم الرسوم الكاريكاتورية لانتقاد الأسد، ثم بدأت قوات الأمن اعتقال الناس وأنا أحدهم". وأضاف "إن القوات ضربته على ظهره ورأسه بأعقاب أسلحتها وعصبت عينيه وقيدته ثم ضربته وآخرين بكابلات كهربائية، وتابع قائلا "مرروا الكهرباء بين أصابع قدمي.. وتعرضت للتعذيب أيضا.. طلبوا أسماء الناس الذين شاركوا في التظاهرات".
وقالت امرأة عمرها 61 عاما من جسر الشغور للصحفيين "إن الناس كانوا يحتجون كل جمعة لكن قوات الأمن بدأت في إطلاق النار من الطائرات الهليكوبتر"، وأضافت "كنا خائفين جدا لدرجة أننا هربنا إلى قرية الحسينية، مكثنا هناك عشرة أيام قبل أن نأتي إلى هنا..بعض المسنين لم يتمكنوا من مغادرة البلدة..بقوا في أوضاع مزرية..بعدما غادرنا سمعنا أن الجيش أخذ الناس من القرى إلى المنازل والمتاجر المخلاة ثم أحضر الكاميرات وأبلغ العالم أجمع أنه لا توجد مشكلة". وقال الاتحاد الدولي لحقوق الإنسان ومركز دمشق لدراسات حقوق الإنسان "إن القوات السورية قتلت أكثر من 130 شخصا واعتقلت أكثر من ألفين في جسر الشغور التي قالت إن جماعات مسلحة قامت فيها بقتل عناصر من الشرطة وقوى الأمن.
وقال مسؤول من الهلال الأحمر التركي "الآن الناس راضون بوضعهم لأن الأمور خطيرة جدا في بلادهم وهم لا يريدون العودة..بعضهم يعاني من كرب ما بعد الصدمة لذلك نقدم لهم دعما نفسيا"، وأضاف أن ثلاثة أطفال ولدوا في مخيم بوينيوجون منذ افتتح في العاشر من يونيو. وتابع "نريد أن نبني ملاعب أخرى للأطفال لكن لم يتبق لدينا أي مساحة، ولا نتوقع قدوم أشخاص كثيرين".
المصدر: أنقرة