محاضرة تكشف أسرار الصحة النفسية وأسباب اضطرابها
أبوظبي (الاتحاد) - نظم مركز «الرؤية» بالاتحاد النسائي الأسبوع الماضي محاضرة بعنوان «الصحة النفسية بين الصحة والاضطراب»، ضمن برنامج متكامل يهدف إلى خلق نواة تواصلي من أجل التوعية، ووجهت المحاضرة للمنتمين لمركز الرؤية ولغيرهم من العاملين في إدارته، واستهدفت في جانب آخر إلي التواصل المباشر بين المتعاملين بالمركز ومع من هم خارجه، وتندرج هذه الدورة ضمن سلسة دورات تقدم طوال السنة، والتي تهم الأب والأم والطفل، وكل أفراد الأسرة بدون استثناء، وتتطرق هذه المحاضرات إلى الجانب القانوني والنفسي والاجتماعي وكل مكونات الصحة الجسدية والنفسية لكل الأسرة، بحيث تكسب الحضور مهارات تثقيفية وتوعوية، وتروم إكساب كل الأطراف مهارات تواصل اجتماعي، كما تهدف لبناء مجتمع سليم، وتخفف من المشاكل اليومية.
وفي إطار الشراكة الاستراتيجية بين الاتحاد النسائي العام ودائرة القضاء بأبوظبي، وتحقيقاً للأهداف الاستراتيجية الموضوعة، تم تنظيم هذه المحاضرة من طرف مركز رؤية بالاتحاد، وألقى محاضرة «الشخصية بين الطب والاضطراب» الدكتور طارق درويش، استشاري الطب النفسي، المدير الطبي لجناح الصحة السلوكية بمدينة الشيخ خليفة الطبية، بمشاركة أخصائية علم النفس تهاني مصطفي، حيث تحدث الدكتور طارق درويش عن التوعية بالصحة النفسية والشخصية، وعرّف الشخصية بأنها تتكون من مجموعة أفكار ومشاعر وسلوك، مستنداً في تحليله إلى النظرية الشخصية، وحلل ثلاثة أسئلة تتعلق بها وهي ما، كيف، ولماذا؟ في جميع مراحل طرحه معرفاً الشخصية، والمرض، والعلاج.
كما استند درويش في تحليله إلى مجموعة مدارس، منها المدرسة التحليلية لسيجموند فرويد، والمدرسة السلوكية لجون واتسون، والمدرسة المعرفية لجور كيللي. وطرق «الأشراط الكلاسيكي» لبافلوب و«الأشراط الإجرائي» لسكينر، وتحدث عن المرض والعلاج في تلك المدارس، مشيراً إلى دور البيئة والوراثة في تكوين الشخصية والمفهوم الشمولي للشخصية من خلال النظريات المختلفة، معتبراً أن الطفل يولد ببعض السلوكيات وهي التي المعبر عنها بالجينات، وقد لا يحمل بعض الصفات من أهله بل قد تكون من أجداده مثلاً، معتبراً أن البيئة تلعب دوراً أساسياً في تنمية بعض المهارات التي يولد بها الطفل، وقد تجعل هذه المهارات تتراجع إذا لم تلق أي استجابة من طرف الأهل.
إلى ذلك، قال درويش، إن الشخصية هي مجموعة الصفات التي تحدد سلوك الإنسان وردود أفعاله في المواقف المختلفة، كما أنها مجموعة من المميزات والصفات والعادات التي ينفرد بها الشخص وتميزه عن غيره من الناس، واعتبرها أيضاً مجموعة من أساليب التفكير والتصرف واتخاذ القرارات والمشاعر المتأصلة والفريدة لشخص معين، وهي المجموع الكلي للأنماط السلوكية الظاهرة والكامنة، وهي تلك السمات والأنساق الفردية الثابتة نسبياً والتي تكونت عبر الزمان على شكل نمط يميز الفرد عن غيره.. واعتبر درويش أن الشخصية تتكون من الأفكار، المشاعر، والسلوك. وأضاف أن الاختلاف في الشخصية يكمن في الكيفية التي تتفاعل بها تلك العوامل الثلاثة مع بعضها البعض لتفرز شخصاً منفردا مميزا عن الآخرين، معتمداً في ذلك التحليل على عدة مدارس منها، المدرسة التحليلية السلوكية، المدرسة المعرفية، الاجتماعية ومدرسة السمات.
وتطرق أيضاً الدكتور درويش إلى نظريات الشخصية وما هو شكل الشخصية وتكوينها؟ وما هي الوحدات الأساسية التي تتكون منها الشخصية؟ وكيف أصبحت على هذا الشكل؟ وأيضاً محددات تكوين الشخصية، ولماذا يأتي التصرف على هذا النحو، والدوافع لنمط من السلوك دون آخر، وأسباب الاضطراب وسبل العلاج، ونوه درويش بأهمية مراحل النمو في الشخصية، واختلاف المدارس في هذا الطرح، وقال «منهم من يعتبرها فطرية ومنهم من يعتبرها مكتسبة، فمثلا المدرسة السلوكية لـ»جون واتسون «1878- 1958»، أكدت أن كافة أشكال السلوك الإنساني هي في الأغلب سلوك متعلم.. «أعطوني عشرة أطفال أصحاء أسوياء التكوين فسأختار أحدهم جزافاً وأدربه فأصنع منه ما أريد: طبيباً أو فناناً أو عالماً أو تاجراً أو لصا، بغض الطرف عن ميوله وسلالة أسلافه.