العتيبة: هدفنا نشر الثقافة السينمائية
أقامت مؤسسة “ايميج نيشن أبوظبي” مؤخرا نشاطا فنيا وسينمائيا جديدا ومختلفا في شكله ومضمونه أطلقت عليه اسم “بوب كورن وسوالف”. ويتضمن النشاط الكثير من الصيغ التفاعلية المتداخلة والمرنة والمتخلصة من الشكل التقليدي للنشاط الثقافي أو السينمائي، وذلك من أجل خلق طابع مستقل ومشوق أيضا للنشاط الذي يخاطب فئة الشباب الموهوب والمتحمس والشغوف بفن السينما، ومن أجل إلقاء الضوء على التفاصيل المغيبة والمعارف المجهولة حول أسرار وتقنيات هذه الصناعة المهمة ثقافيا واقتصاديا، والتي باتت تفرض حضورها وتؤكد أهميتها في تجسير هوة الفوارق الثقافية بين الشعوب المختلفة.
وللتعرف أكثر على فكرة وحيثيات وأهداف هذا النشاط التقت “الاتحاد” محمد العتيبة رئيس “ايميج نيشن أبوظبي” الذي أشار بداية إلى أن نشاط “بوب كورن وسوالف” يمثل جزءا مهما من نشاطات نادي الأفلام بالمؤسسة حيث يقام النشاط في الأسبوع الأخير من كل شهر من أجل خلق بيئة تفاعلية بين صناع الأفلام الشباب من الإماراتيين والمقيمين وبين محبي ومتابعي فن السينما المتنامي والمتجدد والمزدهر في المكان.
وقال العتيبة: “لا تقتصر إقامة نشاط “بوب كورن وسوالف” على مكان واحد لأن طبيعة النشاط التفاعلية دفعتنا وبالتعاون مع شركائنا إلى إقامته في أماكن ومؤسسات سينمائية متعددة في أبوظبي مثل: مقر لجنة أبوظبي للأفلام ومقر مؤسسة “تو فور فيفتي فور” وغيرها، وذلك من أجل تحقيق هدف آخر مهم يوازي أهمية النشاط وهو استقطاب أكبر شريحة ممكنة من الشباب السينمائيين الموهوبين والشغوفين بهذا الفن المستقبلي والطليعي”.
وفي سؤال حول فكرة النشاط والأبعاد الثقافية والفنية التي تتضمنها أشار العتيبة إلى فكرة “بوب كورن وسوالف” تشكلت قبل سنة من الآن لخلق قاعدة أو تجمع لمحبي الأفلام في الإمارات، وبالتالي خلق فرص للتواصل والتعارف وتبادل الخبرات الفنية والتقنية بين هؤلاء الشباب وإثراء الحوار والنقاش بينهم، وتنويع مصادر المعرفة السينمائية لديهم والتعرف على آرائهم ومقترحاتهم لتطوير ونشر الثقافة السينمائية في الدولة.
وعن الآلية التي يقوم عليها النشاط والمحاور التي يتناولها أوضح العتيبة أن “بوب كورن وسوالف” يتناول في كل شهر ثيمة أو موضوع سينمائي معين يتم النقاش والجدل الفني حوله، من خلال عرض فيلم قصير مثلا لا يتعدى العشر دقائق حتى لا يصاب الحضور بالملل وحتى يكون هناك متسع من الوقت لتبادل الحوار بين صناع الفيلم وبين الحضور حول آليات إنتاج الفيلم والتحديات التي واجهت الطاقم المنفذ للفيلم.
وعن آخر الأنشطة التي أقيمت في إطار هذا البرنامج الذي يبدو طموحا ومتجددا في مسعاه السينمائي، أشار العتيبة إلى مجموعة من الشباب الشغوفين بالمصارعة والملاكمة والدفاع عن النفس وفنون القتال الأخرى قاموا بعرض مادة بصرية لمشاهد العراك والقتال التي نفذوها بشكل يصل لحدود الاحتراف، وتحت إشراف المسئول عن المجموعة: “طارق الحوسني” الذي تحمس لفكرة تطبيقية وعملية يطلق عليها “كرونوغرافيا القتال” والتي يمكن الاستفادة منها مستقبلا في تنفيذ أفلام تقوم على قصص الأكشن والحركة والمشاهد المثيرة، وهي مشاهد ــ كما قال العتيبة ــ لا يتم تنفيذها بشكل احترافي ودقيق ومقنع في معظم الأفلام المنتجة محليا وعربيا.
وأضاف العتيبة أن حضور ومتابعي هذا النشاط استفادوا من خلال التواصل مع الفرقة القتالية هذه في التعرف على طرق تنفيذ الخدع البصرية التي تضمنها الشريط المعـروض، وكيفيـة إقناع المتفرج بقوة وتأثير هذه المشاهد من خلال مونتاج متقن وتصوير واع لكل حركة ولكل تفصيلة في مشهد القتال أو التلاحم الجسدي العنيف بين شخصين أو عدة أشخاص في وقت واحد.
وحول خطط الإنتاج القادمة لـ “إيميج نيشن أبوظبي” وطبيعة مشاركتها في المناسبات الكبرى والمهرجانات السينمائية والدولية المقبلة، قال العتيبة: “لدينا خطط ستتبلور قريبا حول إنتاج الأعمال السينمائية المحلية، وسوف تعتمد هذه الخطط على طبيعة القصص والسيناريوهات التي وردت إلينا من أجل تطويرها وتحويلها إلى أفلام مميزة على المستويين الموضوعي والتقني”.
وأضاف: “أما حول مشاركاتنا الخارجية فسوف نأخذ في الاعتبار أثناء تحضيرنا للمشاركة والتواجد في المهرجانات الدولية المقبلة أن نقدم مشاريع ومساهمات سينمائية أكثر قوة وزخما؛ بحيث يكون لها حضور جيد يضمن لنا ترويج اسم “ايميج نيشن أبوظبي” وسط شركات ومؤسسات فيلمية عريقة ولها باع طويل في صناعة وإنتاج الأفلام العالمية، وأيضا الأفلام الأخرى الأقل كلفة والتي ينتجها الطلبة والهواة”.
المصدر: الشارقة