مراد المصري (دبي)
قدم الأرجنتينيان جونزالو هيجواين وباولو ديبالا، درساً حول أهمية اقتناص الفرص في الحياة، وعدم اليأس والمثابرة من أجل إثبات الذات، حينما قادا يوفنتوس للتفوق في «ديربي إيطاليا» بعد فوزه على انتر ميلان بنتيجة 2-1 في قمة مباريات الجولة السابعة للدوري الإيطالي، ليعتلي اليوفي صدارة الترتيب برصيد 19 نقطة متقدماً على «النيراتزوري» الذي توقف رصيده عند 18 نقطة.
ومر اللاعبان بفترات صعبة للغاية خصوصاً هيجواين الذي اضطر لمغادرة «السيدة العجوز» في الموسم الماضي ما بين إعارة لميلان ثم تشيلسي الإنجليزي، ثم عاد باحتمالية الخروج من صفوف يوفنتوس، حيث تردد اسمه في أكثر من مناسبة لكنه رفض الانتقال وتمسك بفرصته من أجل إثبات الذات، فيما عانى ديبالا من صدمة بعدما قرر يوفنتوس الزج به ضمن صفقة تبادلية للتعاقد مع البلجيكي لوكاكو من مانشستر يونايتد، ثم حاول بيعه إلى باريس سان جيرمان وتوتنهام.
ورد «المنبوذان» على أرضية الملعب، وتحديداً على الإدارة التي شاهدت على الجانب الآخر لوكاكو وهو يظهر بمستو ضعيف للغاية، فيما قدم اللاعبان عرضاً مميزاً مدعوماً بجهد زملائهما والنجم البرتغالي كريسيتانو رونالدو الذي نال جائزة أفضل لاعب في المباراة بحسب إحصائيات «أوبتا».
ويحسب لهيجواين نجاحه في اختبار التركيز الذهني، حيث لم يؤثر عليه أن يبدأ اللقاء على مقاعد البدلاء، وبقي ينتظر الدقائق المحددة له من أجل صنع الفارق، ليسجل للمباراة الثانية على التوالي بعدما نجح في هز شباك ليفركوزن الألماني قبل أيام في مسابقة دوري أبطال أوروبا.
وشهدت المباراة عزف إيقاع «التانجو» الأنيق، بعدما باتت المرة الأولى التي تأتي فيها جميع الأهداف في «ديربي إيطاليا» بواسطة لاعبين أرجنتينيين، بعدما سجل لوتارو مارتينيز هدف ألأنتر من ضربة جزاء، وهو ما يعكس الجودة الهجومية الموجودة في الأرجنتين في الوقت الحالي، بانتظار إيجاد حل لمعضلة إخفاقات المنتخب المتكررة.
وأصبح يوفنتوس أول فريق يتمكن من إلحاق الخسارة بمنافسه ألأنتر، وتحديداً في ملعبه وبين جماهيره في «جوزيبي مياتزا»، علماً أن «البيانكونيري» لم يعرف الخسارة هذا الموسم بعدما حقق 6 انتصارات وتعادلا وحيدا، وللمفارقة فإن أول خسارة تعرض لها أنطونيو كونتي مدرب الانتر الحالي حينما كان مدرباً لليوفي، كانت على يد ألأنتر في تورينو، فيما باتت أول خسارة له مع ألأنتر على يد اليوفي، وكأنه اعتاد أن يتلقى الطعنات في هذه المواجهة تحديداً مهما اختلفت ألوان فريقه.
وعكست المباراة الأسلوب الخاص بالمدرب ماوريتسيو ساري، الذي لم يظهر بالشكل المطلوب في الفترة الماضية، ليتجسد أخيراً من خلال الاستحواذ والمبادرة الهجومية طوال دقائق اللقاء وعدم المبالغة بالحذر كما جرت العادة مع المدرب السابق ماكسيميليانو أليجري، وجاء المشهد الأبرز في هدف الفوز عبر هيجواين الذي تحقق بفضل 24 تمريرة بين لاعبي الفريق، حتى وصلته الكرة وأودعها بقوة داخل الشباك. وبالمجمل العام فإن يوفنتوس تحت قيادة ساري هذا الموسم خاض 9 مباريات في مختلف البطولات، وحقق 7 انتصارات وتعادل مرتين دون التعرض لأي خسارة، علماً إنه سجل 18 هدفاً واستقبل 8، وخرج بشباك نظيفة 4 مرات.
واعتبر ساري، أن تصدر الترتيب في هذه المرحلة من الموسم أمر غير مهم، وقال: التركيز الآن على كيفية اللعب وتحقيق الانتصارات من خلال فرض الشخصية واستخدام العناصر الموجودة، بدأنا المباراة بشكل جيد للغاية ونجحنا في بدخول الأجواء سريعاً وهذه ميزة إيجابية، الهدف الذي سجله هيجواين بعد 24 تمريرة يعكس جودة الفريق، حينما تتوالي التمريرات بهذا الشكل فإن الفرص ستتحقق ولن تصبح هناك صدفة في ذلك.
وأكد المدرب أن اليوفي تطور في الفترة الماضية على صعيد الاستحواذ والتمريرات، وقال: يجب أن نواصل العمل على كيفية السيطرة وإحكام قبضتنا على المباراة، يجب أن نضغط أكثر ونبذل المزيد من الجهد، كما تحسنا على صعيد الجانب الدفاعي، لكن أرى هناك المزيد من الفرص للتطور في كافة الجوانب، يجب أن نستغل قوتنا الفردية من خلال زيادة الفرص من العمق، في الوقت الحالي نحقق النتائج لكن لا نلعب بنسبة 100.