جلال أباد، أفغانستان (وكالات)

في السابع من أكتوبر 2001 ألقت القوات الأميركية أولى قنابلها على أفغانستان بعد اعتداءات 11 سبتمبر التي نفذها تنظيم القاعدة وأوقعت حوالى ثلاثة آلاف قتيل في الولايات المتحدة. وبعد بضعة أسابيع، طردت حركة طالبان التي رفضت تسليم زعيم التنظيم أسامة بن لادن، من السلطة. لكن النزاع الذي اندلع بعد ذلك استمر إلى أن أصبح أطول حرب خاضتها الولايات المتحدة في تاريخها. وتصاعد العنف بشكل متزايد في السنوات الأخيرة فطال الأطفال بشكل غير متناسب.
وبحسب تقرير أصدرته الأمم المتحدة الأسبوع الماضي حول فترة 2015 - 2018، أحصى باحثون حققوا في مصير الأطفال أكثر من 14 ألف عملية قتل أو تعدّ على سلامتهم الجسدية، بزيادة كبيرة عن السنوات السابقة.
وقال مسؤول أفغانستاني في المنظمة غير الحكومية «سايف ذا تشيلدرن» أونو فان مانن «تصوروا أن تبلغوا الـ18 ولم تعرفوا غير الحرب والنزاعات طوال شبابكم والسنوات الأولى من نموكم».
وتابع: «العيش هنا يعني العيش بشكل يومي في الخوف من الانفجارات، والتغيب عن المدرسة لأن الأمر فيه الكثير من المجازفة، وألا تعرفوا إن كان أهلكم أو أقرباؤكم سيعودون إلى البيت».
وقالت المنظمة في بيان أمس، إن كل طفل وُلد ونشأ في أفغانستان خلال السنوات الـ 18 الماضية، عانى وتأثر من الحرب والصراع في بلده. ووفقاً للبيان، فإن «هناك ما يقدر بنحو 20 مليون طفل أستيقظوا يومياً وهم ينتابهم الخوف من الأعيرة النارية أو القنابل أوالقتل، أو من أن يتعرضوا للتشويه في شوارعهم أو مدارسهم أو منازلهم».
وأضاف البيان أن هناك 12500 طفل إما قتلوا أو تعرضوا للتشويه خلال الفترة بين عام 2015 وعام 2018. كما أن هناك 7ر3 مليون طفل - 60 بالمئة منهم من الفتيات، متسربون من التعليم، بينما يحتاج 8ر3 مليون طفل إلى مساعدات إنسانية.
ويتحمل الأطفال والنساء وطأة الحرب الوحشية القائمة في أفغانستان. وبحسب بعثة الأمم المتحدة لتقديم المساعدة في أفغانستان (يوناما)، فقد قُتل أو أُصيب أكثر من 46 ألف مدني خلال الفترة بين يناير من عام 2009 ويونيو من عام2019. ويشار إلى أن «طالبان» و«داعش»، هما الجماعتان الرئيستان اللتان تقاتلان الحكومة في أفغانستان.
وأمس، قتل عشرة أشخاص وأصيب 27 آخرون أمس بانفجار قنبلة في حافلة تقل مجندين في جلال أباد في شرق أفغانستان. وقال الناطق باسم حاكم ولاية ننجرهار إنّ القنبلة وضعت على دراجة نارية وتم تفجيرها حين مرت الحافلة. وأكّد «مقتل عشرة أشخاص بينهم طفل وأصيب 27 في هذا الحادث».
ولم يتبين على الفور عدد المجندين الجرحى أو ما إذا كان تم احتسابهم كمدنيين. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها بعد عن الاعتداء الدامي، لكنّ جلال أباد تشهد باستمرار اعتداءات ترتكبها حركة «طالبان» وتنظيم «داعش».