محمد حامد ( الشارقة )

ألمح النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو، في مطلع أكتوبر الجاري، إلى أنه سوف يودع الملاعب في غضون عام أو عامين، لكي يتفرغ لإدارة أعماله واستثماراته، فهو يملك علامة تجارية مسجلة باسم «سي آر 7» تضم فنادق عدة، ومطاعم، وصالات رياضية ومنتجات أخرى، مما يعني أن نجوم الساحرة في العصر الحالي يرفعون شعار «قدم في الملعب، وعين على المستقبل».
مشاهير ونجوم الكرة العالمية يؤمنون بأنه لا مجال لتأجيل حلم اقتحام عالم المال والأعمال إلى ما بعد الاعتزال، صحيح أنه من الشائع أن يستثمر نجوم الساحرة أموالهم عقب نهاية مشوارهم الكروي، لكن الجديد في الوقت الراهن أنهم يبدأون مشوار الاستثمار قبل أن يضعوا حداً لمسيرتهم الكروية، وعلى الرغم من صعوبة المهمة التي تفرض عليهم التركيز في تفاصيل مشوارهم في الملاعب، بما يشهده من ضغوط ذهنية وجماهيرية وإعلامية، فضلاً عن ضرورة البقاء في أعلى درجات اللياقة والجاهزية، فإن ذلك لم يمنع هؤلاء النجوم من تأسيس «بيزنس» ومتابعته دون أن ينال من درجة التركيز في عالم الكرة.
هؤلاء النجوم يملكون شخصية أقرب ما تكون إلى «سوبر مان»، فهم يحققون نجاحاً لافتاً في مهام متعددة ومتنوعة بين العائلة، وكرة القدم، وعالم المال والأعمال، وهو أمر يحسب لهم في نهاية المطاف، فقد حقق النجم البرتغالي نجاحاً كبيراً في الاستثمار، من خلال الفنادق التي تحمل علامته التجارية «سي آر 7»، فضلاً عن عدة ماركات ومنتجات أخرى تحمل نفس الاسم، والمفاجأة أن ليونيل ميسي يمتلك فندقاً في كتالونيا، وفنادق أخرى في آيبيزا ومايوركا، على الرغم من أنه تسيطر عليه ملامح الشخصية الهادئة إلى حد أنه متهم بأنه ليس قيادياً، أي لا يتمتع بفكر إداري، ولا يعرف سوى ممارسة كرة القدم. أما جيرارد بيكيه فهو أسطورة المال والأعمال، حيث يملك شركة كبرى، وقعت صفقة تبلغ قيمتها 3 مليارات دولار، كما حقق النجم البولندي روبرت ليفاندوفسكي نجاحاً كبيراً خارج المستطيل الأخضر، بعيداً عن هوايته المفضلة في هز الشباك، فقد سجل هدفاً قد يكون الأهم في حياته الخاصة، وهو الاستثمار في الشركات الصغيرة، وكذلك في مجال التجارة الإلكترونية، وغيرها من الأنشطة التجارية، وبالإضافة إلى النجوم الذين يواصلون الجمع بين التألق داخل المستطيل الأخضر، والتوهج بربطة العنق الأنيقة في المكاتب الفاخرة، فهناك أيقونات كروية نجحت في تحقيق مكاسب مالية كبيرة في عالمي المال والأعمال عقب الاعتزال، وعلى رأسهم دافيد بيكهام، وكلارنس سيدورف، وكريستيان كاريمبو، وماتيو فلاميني وغيرهم من النجوم.

«سي آر 7».. فنادق ومطاعم وملابس
تراجع النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو عن التحدي الذي كان قد أعلنه قبل سنوات، حينما أشار إلى أنه قد يستمر في الملاعب إلى أن يبلغ 40 عاماً، خاصة أنه لا يعاني من مشكلات لياقية قد تدفعه للاعتزال، ومنذ عدة أيام كشف نجم اليوفي الحالي وهداف الريال السابق، أنه سوف يضع حداً لمسيرته الكروية خلال عام أو عامين، لكي يتفرغ لإدارة استثماراته المتنوعة، مشيراً إلى أنه يريد أن يصبح رجل أعمال عصرياً.
رونالدو وضع قدماً في عالم الاستثمار قبل عدة سنوات، وأطلق عدداً من المشروعات الكبيرة، منها تأسيس سلسلة فنادق تحمل اسم «سي آر 7» وهو اختصار لـ«كريستيانو رونالدو 7»، وكذلك مطاعم عالمية، وصالات رياضية، وملابس، وأحذية، وعطور، وغيرها من المنتجات التي تحقق نجاحاً كبيراً في أوروبا وخاصة في البرتغال، وأشار رونالدو في تصريحاته الأخيرة إلى أنه بدأ يستمتع بالعمل خارج إطار كرة القدم منذ أكثر من 5 سنوات.
وأضاف النجم البرتغالي:«دائماً أسعى إلى أن أكون في القمة، لدي المزيد الذي يمكنني تقديمه في الملاعب، وهذا يعتمد على شخصي فقط، في حين يرتبط النجاح في الاستثمارات وعالم المال والأعمال على الآخرين في بعض الأحيان، ولذلك حرصت أن يكون معي فريق عمل جيد، لا أعلم ماذا سيحدث في غضون عام أو عامين، تركيزي في الوقت الراهن على أن أكون مصدراً للمتعة لمن يحبون كرة القدم».

ميسي.. فندق واحد لا يكفي!
يبدو أن ميسي لم يكتف بأجواء التنافس الكروي المثير مع غريمه الأبدي كريستيانو رونالدو، ليقرر اقتحام عالم رجال الأعمال هو الآخر، وإن كان أكثر تركيزاً على بيزنس الفنادق، والتي تحمل اسم «إم آي إم»، وآخرها فندق في منطقة سيتجيس الكتالونية التي تشتهر بجذب عدد كبير من السياح سنوياً، ويقع الفندق على شواطئ كتالونيا، ويبلغ حجم استثمار ليو في الفندق المذكور ما يقرب من 32 مليون دولار.
فندق ميسي يتمتع برؤية بانورامية للبحر المتوسط، وحرص النجم الأرجنتيني على زيارته أكثر من مرة، وخاصة في فترات تعرضه للإصابة، مما يجعله استثماراً مالياً، ومكاناً للاستجمام والاستشفاء، ومن بين الأشياء التي يفتخر ميسي بوجودها في بهو الفندق إحدى الكرات الذهبية التي حصل عليها، ويرتبط ميسي وزوجته بمنطقة سيتجيس منذ فترة طويلة، فهي المكان المفضل لهما خارج مدينة برشلونة، مما دفعه لشراء منزل بها، ثم جاء قرار الاستثمار في الفندق فيما بعد.
اس ويملك ميسي فندقاً آخر في جزيرة آيبيزا الواقعة في البحر المتوسط، وكذلك في مايوركا، وحرص ميسي على أن تكون الفنادق التي يملكها في أكثر مناطق الجذب السياحي في إسبانيا، والتي تشتهر بأنها واحدة من أكثر دول العالم دخلاً من النشاط السياحي، وعلى الرغم من أن ميسي لا يتولى إدارة هذه الفنادق في الوقت الراهن، فإنها خطوة يستبق بها الزمن، تأهباً لمرحلة ما بعد الاعتزال.

ليفا.. هدف في مرمى المستقبل
ما يعلمه عشاق الكرة العالمية عن البولندي روبرت ليفاندوفسكي نجم البايرن، أنه أحرز طوال مسيرته الكروية 444 هدفاً، سواء مع الأندية التي لعب لها، أو في صفوف المنتخب البولندي، إلا أن هناك «نصف حياة» لدى ليفا لا تحظى بشهرة «نصفه الكروي»، حيث يحرص هو وزوجته على جمع التبرعات، ودفع الأموال لدعم الأعمال الخيرية، وخاصة في بولندا، كما أنه رجل أعمال من طراز رفيع، سواء في مجال التجارة الإلكترونية، أو بامتلاك العقارات، والمساهمة في عدد كبير من الشركات الصغيرة.
مجال التجارة الإلكترونية هو الأكثر جذباً للنجم البولندي، فهو أحد كبار المساهمين في شركة عالمية كبيرة تعمل في هذا المجال، ونظراً لامتلاكه خبرة كبيرة في هذا القطاع، فقد حرصت أكبر شركة صينية عاملة في قطاع الاتصالات على أن تجعله سفيراً تسويقياً حصرياً لها في وسط وشرق أوروبا، وأشارت الشركة الصينية إلى أن اختيار ليفا لهذه المهمة جاء لاعتبارات تتعلق بشهرته الكاسحة في أوروبا الشرقية، فضلاً عن قصة حياته التي تجسد الشعار الذي ترفعه الشركة، وهو «اجعله ممكناً»، فقد تحول ليفا من فتى يحلم بأن يصبح محترفاً، إلى أيقونة تهديفية لن ينساها تاريخ كرة القدم.
النجم البولندي الذي يحصل على راتب سنوي تبلغ قيمته 15 مليون يورو، لن يكتفي بهذا الدخل الذي أصبح محدوداً، مقارنة بأعماله واستثماراته، وهو مثل غيره من نجوم كرة القدم ممن يستثمرون أموالهم، حيث يسعى إلى تسجيل هدف في مرمى وشباك المستقبل قبل أن يقرر الابتعاد عن الملاعب يوماً ما.

بيكيه.. شركات ومليارات شاب ثلاثيني
في مدريد يؤكدون أنه اكتسب نصف شهرته بفضل شاكيرا، وفي كتالونيا هو خط الدفاع الأول في وجه الإعلام المدريدي، ونجوم الريال في حال حدثت تجاوزات في حق البارسا، ويراه الملايين من عشاق كرة القدم حول العالم في صورة المدافع الجيد، وليس اللاعب الأسطوري، وحقيقة الأمر أن بيكيه هو كل ذلك وأكثر، فهو رجل أعمال حقق نجاحاً لم يبلغه رجال أعمال لا يمارسون كرة القدم.
بيكيه البالغ 32 عاماً يملك شركة كوزموس، وهي مجموعة استثمارية رياضية وإعلامية، وكانت بداية تأسيس الشركة مع رجل الأعمال الياباني هيروشي ميكيتاني الذي يملك شركة راكيوتن راعي البارسا، وعدد آخر من رجال الأعمال يشتركون مع بيكيه في ملكية الشركة، وحرص بيكيه على توقيع عدة اتفاقيات من المتوقع أن يكون دخلها بالمليارات، مثل شراكته مع الاتحاد الدولي للتنس، واشترى بيكيه نادي أندورا الإسباني، كما أنه يستحوذ على الجزء الأكبر من أسهم نادي جيمانستك مانريسا.
بيكيه لا يكتفي بدور وزير الدفاع في تشكيلة البارسا، أو ملكية شركة كبيرة، وعدة أندية، بل إنه وفقاً لتوقعات وأمنيات عشاق البارسا في كتالونيا سوف يصبح يوماً ما رئيساً لبرشلونة، حيث يملك تاريخاً كبيراً في الدفاع عن اسم برشلونة، فضلاَ عن تمتعه بالعقلية الإدارية، وكذلك فهو يملك المال الذي يجعله يحكم قبضته على كافة سمات النجاح في إدارة كيان كروي كبير بحجم برشلونة في المستقبل.