«الأسود الثلاثة» تتربص بـ «أحفاد الفايكنج» في موقعة الليلة
يبحث كل من المنتخبين الإنجليزي والسويدي لكرة القدم عن الفوز الأول له في البطولة الحالية عندما يلتقيان اليوم في الجولة الثانية من مباريات المجموعة الرابعة بالدور الأول لبطولة كأس الأمم الأوروبية (يورو 2012) المقامة حاليا في بولندا وأوكرانيا.
وتعادل المنتخب الإنجليزي مع نظيره الفرنسي 1-1 في الجولة الأولى من مباريات المجموعة بينما سقط المنتخب السويدي في فخ الهزيمة 1-2 أمام أوكرانيا في الجولة نفسها. ويأمل المنتخب الإنجليزي في الفوز بالنقاط الثلاث من مباراة اليوم قبل مباراته المحفوفة بالمخاطر يوم الثلاثاء المقبل أمام المنتخب الأوكراني صاحب الأرض في ختام مباريات الدور الأول للبطولة. ولكن المنتخب الإنجليزي يمتلك فرصة أخرى للبقاء في دائرة المنافسة مع أي نتيجة تشهدها مباراة اليوم، بينما تضاءلت فرص المنتخب السويدي بعد الهزيمة في المباراة الأولى وأصبح الفوز اليوم هو طوق النجاة للاعبي المدرب إيريك هامرين.
وتحظى المباراة باهتمام خاص لدى المدرب روي هودجسون المدير الفني للمنتخب الإنجليزي حيث سبق له العمل كثيرا في الدول الاسكندنافية ومنها السويد بل وأحرز خلال مسيرته التدريبية سبعة ألقاب في الدوري السويدي.
وبدأ هودجسون مسيرته التدريبية مع فريق ألسفينسكان هالمشتاد وقاده إلى الفوز بلقب الدوري السويدي في عامي 1976 و1979 ثم عاد للتدريب في السويد منتصف الثمانينيات من القرن الماضي، وقاد فريق مالمو للقب الدوري السويدي خمس مرات متتالية من 1985 إلى 1989.
وفي ظل استمرار غياب اللاعب واين روني مهاجم المنتخب الإنجليزي عن صفوف الفريق، حيث ستكون مباراة اليوم هي الثانية والأخيرة له في عقوبة الإيقاف المفروضة عليه، ينتظر ألا يجري هودجسون تغييرات جذرية على تشكيلة الفريق.
ومن المنتظر أن يستمر داني ويلبك إلى جوار أشلي يونج في الهجوم وجيمس ميلنر وأليكس شامبرلين في الجانبين. ورغم معاناة بعض اللاعبين من الإجهاد بعد لقاء فرنسا، لا يرجح أن يلجأ هودجسون لمنح أي لاعب راحة من مباراة اليوم خاصة وأن نتيجة المباراة ستحسم بشكل كبير شكل المنافسة على
بطاقتي هذه المجموعة إلى دور الثمانية. وقال ويلبك: “ينتظر أن تكون المباراة أفضل بالنسبة لنا (من اللقاء أمام فرنسا)”.
وفي المقابل، ينتظر أن يستمر زلاتان إبراهيموفيتش نجم هجوم المنتخب السويدي “أحفاد الفايكنج” ضمن التشكيلة الأساسية للفريق. وتعرض إبراهيموفيتش، صاحب الهدف الوحيد للفريق في لقاء أوكرانيا، للإصابة بكدمة في الفخذ أثرت على مشاركته في التدريبات خلال اليومين الماضيين ولكنه سيستمر ضمن التشكيلة الأساسية حسبما أعلن الفريق. وينتظر أن يعيد هامرين المهاجم يوهان إيلمندر إلى التشكيلة الأساسية أملا في هز شباك المنتخب الإنجليزي لإنعاش أمل الفريق في التأهل لدور الثمانية.
وسبق للمنتخب السويدي أن تسبب في الخروج المبكر للمنتخب الإنجليزي من يورو 1992 حيث تغلب عليه 2-1 في المباراة الأخيرة بمجموعتهما في الدور الأول وذلك بفضل الهدف الذي أحرزه توماس برولين.
ولذلك ستتسم مباراة اليوم بالطابع الثأري للمنتخب الإنجليزي وإن ارتفعت معنويات الفريق بعد اجتياز المباراة الأولى في البطولة بالتعادل مع المنتخب الفرنسي رغم موجة الإصابات التي أحاطت بالفريق الإنجليزي وحرمته من عدة عناصر أساسية. ويضاعف من تفاؤل المنتخب الإنجليزي أنه حقق الفوز على السويد 1-صفر وديا في نوفمبر الماضي قبل إجراء قرعة البطولة. وكان هذا الفوز هو الأول للمنتخب الإنجليزي في مواجهاته مع السويد منذ 43 عاماً.
وفي الثانية، يعلق المنتخب الأوكراني لكرة القدم آماله مجدداً على ماكينة أهدافه المخضرم أندري شيفتشنكو عندما يلتقي نظيره الفرنسي اليوم في الجولة الثانية من مباريات المجموعة الرابعة.
وسجل المهاجم الخطير شيفتشنكو “35 عاما” هدفين رائعين بضربتي رأس في المباراة الأولى لمنتخب بلاده في البطولة الحالية ليقود الفريق إلى الفوز 2-1 على المنتخب السويدي يوم الاثنين الماضي في أول مباراة لأوكرانيا ببطولات كأس الأمم الأوروبية.
وفي المقابل، يأمل المنتخب الفرنسي “الديوك الزرقاء” في اجتياز الجدل الطفيف الذي أثير حول نجمه الخطير سمير نصري بسبب إشارته إلى الجماهير بالتزام الصمت عقب تسجيله هدف التعادل 1-1 مع المنتخب الإنجليزي في مباراتهما يوم الاثنين الماضي أيضا.
وأثار نصري موجة من الجدل والاستياء بين جماهير الفريق التي تأمل في أن يتجنب فريقها كارثة مماثلة لتلك التي شهدتها مشاركة الفريق في بطولة كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا بسبب تمرد اللاعبن على ريمون دومينيك مديرهم الفني آنذاك. وقال نويل لو جريه رئيس الاتحاد الفرنسي للعبة: “لم أفكر أبداً في معاقبته (نصري)، ربما تشعرون بالأسى لهذه الإيماءة ولكنني أحب هذا اللاعب”.
وحافظ المنتخب الفرنسي على سجله خاليا من الهزائم على مدار آخر 22 مباراة خاضها وكان آخرها المباراة التي تعادل فيها مع نظيره الإنجليزي يوم الاثنين الماضي.
ويأمل المدرب لوران بلان المدير الفني للفريق إلى استمرار هذا السجل الجيد خلال مباراة الغد بمدينة دونيتسك الأوكرانية. كما يتمنى بلان زيادة الفعالية الهجومية لفريقه المفعم بالنجوم مثل نصري لاعب مانشستر سيتي الإنجليزي وفرانك ريبيري (بايرن ميونيخ الألماني) وكريم بنزيمة (ريال مدريد الأسباني) عما كان عليه الفريق أمام المنتخب الإنجليزي.
وقال بلان: “كان الأمر محيراً ومربكا لبعض الفترات، افتقدنا التواجد أمام المرمى أحيانا، ولكننا حاولنا تقديم أسلوبنا في اللعب، نحب التمريرات الدقيقة وتناقل الكرة بسرعة”.
ويحتاج المنتخب الأوكراني إلى تحقيق الفوز في مباراة اليوم ليحجز مقعده مبكراً في دور الثمانية بغض النظر عن باقي مباريات المجموعة، بينما سيكون المنتخب الفرنسي بحاجة إلى الفوز أو التعادل على الأقل ليظل ضمن دائرة المنافسة على إحدى بطاقتي المجموعة إلى دور الثمانية.
وقد يلجأ المدرب أوليج بلوخين المدير الفني للمنتخب الأوكراني إلى تغيير طريقة اللعب من خلال الاعتماد على رأس حربة وحيد والسعي لتدعيم خط الوسط بلاعب آخر مثل روسلان روتان من أجل التصدي للهجوم الفرنسي المتوقع.
وفي المقابل، ينتظر ألا يشهد تشكيل المنتخب الفرنسي في مباراة اليوم تغييراً عما كان عليه في لقاء إنجلترا باستثناء الدفع باللاعب الشاب يان مفيلا بدلاً من آلو ديارا بعد تعافي مفيلا من الإصابة، علما بأن بلان رفض المجازفة به في لقاء إنجلترا.
ويمتلك المنتخب الفرنسي سجلاً حافلاً في المواجهات مع أوكرانيا حيث التقى الفريقان ست مرات فكان الفوز من نصيب فرنسا في ثلاث منها وانتهت المواجهات الثلاث الأخرى بالتعادل بينما لم يحقق المنتخب الأوكراني أي فوز في هذه المواجهات. وكانت آخر هذه المباريات بين الفريقين في يونيو 2011 وانتهت بفوز الديوك 4-1.
المصدر: كييف