أكد محللون وخبراء تونسيون، أن سياسات نظام «الحمدين» وعلى مدى أكثر من عشرين عاماً تمثل خنجراً في خاصرة هذه القضية، خاصة وأنها تعمل على إفشال أي تحركات جادة تقوم بها الدول الخليجية والعربية، وحتى الصديقة لتحسين أوضاع الفلسطينيين، وتوحيد صفوفهم. وشددوا على أن قطر تقوم بتنفيذ المخطط الخارجي لبث الفرقة بين الفلسطينيين، فضلاً عن دورها في العمل، ومن خلال دعمها للإرهاب والتطرف لزعزعة استقرار دول المنطقة أملاً في تقسيمها.
فمن جانبه أكد الباحث السياسي شادي ميداني الهرابي، أن الأزمات التي تعيشها المنطقة العربية، كلها وراءها قطر، التي خططت ومولت الفوضى التي شهدتها تونس، وليبيا، ومصر، وسوريا، والعراق، واليمن، ونشرت فيها التنظيمات المتطرفة وموّلت الإرهابيين، موضحاً أن ضرب القضية الفلسطينية التي تحتل صدارة الاهتمامات في العالم العربي لم تسلم منها فقامت بدور خطير في الانقسام الفلسطيني من خلال دعمها لحماس في غزة.
وأضاف الهرابي، أن نظام «الحمدين» يعتقد أن الحفاظ على وجوده واستمراره يعتمد على إقامة علاقات جيدة مع الإسرائيليين، فعمل على تكريس الانقسام بين الفلسطينيين ودعم قادة حماس على حساب الأطراف الأخرى، والسعي لدفع حماس للتفاوض مع الكيان الإسرائيلي، من دون شروط مسبقة، إلى جانب وقف الكفاح المسلح ضد إسرائيل، مؤكداً أن علاقة قطر بإسرائيل قوية جداً تتجاوز العقدين.
وأشار إلى أن قطر وبسبب ضعفها الكبير، الذي تسبب فيه نظام «الحمدين» تخون كل القضايا العربية، وخاصة التي تركز عليها الأجندة الصهيونية، والمتمثلة أساساً في القضية الفلسطينية، وهو ما جعل إسرائيل تستغل هذا الضعف باستمالة نظام «الحمدين» لتعميق الجرح الفلسطيني، وزيادة حالة الانقسام الفلسطيني بين حركتي فتح وحماس.
وأضاف الهرابي أن وسائل الإعلام الإسرائيلية من جانبها تكشف كل يوم توافد شخصيات إسرائيلية على الدوحة، وأخرها الوفد الإسرائيلي الذي يضم ثمانية من المسؤولين والخبراء من اليمين المتطرف الإسرائيلي، وخمسة منهم من أقصى اليمين المتطرف، وممن تعتبرهم الدوائر الإسرائيلية في الداخل من غلاة المتطرفين، مضيفاً أن قطر تسعى للاستعانة بإسرائيل للخروج من النفق المظلم الذي أدخلت نفسها فيه بسياساتها ضد المنطقة، بالتنسيق مع إسرائيل، لإقناع واشنطن بالعمل على تخفيف الضغوط التي تواجهها.
وأضاف أنه مع كل محاولة تقوم بها الدول العربية لتقريب وجهات النظر بين الفصائل الفلسطينية، تتدخل قطر لإفساد المصالحة، وتسعى لإقناع حماس، من خلال الأموال، بالتعاون مع إسرائيل وتنفيذ «صفقة القرن» من أجل حل الوضع الاقتصادي بغزة بعيداً عن السلطة الفلسطينية التي ترفض الموقف الأميركي أو حتى مقابلة مبعوثيه.
أما الإعلامي المختص في الملف الفلسطيني، بهاء الدين صولة، فقد أكد أن قطر لا تزال تتاجر بالقضية الفلسطينية، وتعبث بها دون أن تقدم لشعبها غير الفتات، وبعض الوحدات السكنية التي تشيدها لتتباهى بها، علنا، وتروج لها إعلامياً، عبر «الجزيرة» للتظاهر أمام الرأي العام العربي خاصة، أنها تدعم القضية الفلسطينية، محاولة بذلك الغلو على البلدان العربية الأخرى، وخاصة السعودية والإمارات المدعمتين على مر السنين للشعب الفلسطيني.
وأضاف أن سياسات قطر وخيانتها للقضية الفلسطينية أصبحت مفضوحة، خاصة خلال الفترات الأخيرة التي انكشفت كل أوراقها، وأصبحت تتخبط مع كل قرار تأخذه لتكشف حقيقة رغبتها في تمزيق الصف العربي، ودعم مشروع إسرائيل الكبرى.
وأضاف أن قطر تساند كل من يتآمر على القضية الفلسطينية، وبلدان المنطقة، وتتخذ موقف العداء لكل موقف عربي، وآخرها مساندة كندا ضد السعودية فضلاً عن رعايتها للمشروع الإيراني في المنطقة، ودعم الحوثيين وأيضاً تمويل الإرهاب وخلق وبث الفوضى في كل شبر من البلدان العربية خدمة لإسرائيل التي تقتّل وتشرد الفلسطينيين وتدك منازلهم دكاً.
وخلص إلى القول إن تحاول تمرير الصفقات الإسرائيلية بأياد عربية وأدوات فلسطينية لا تقدر خطورة الأمر، في المنطقة ، وأن هذه المواقف تنهي القضية الفلسطينية.

ساسي جبيل (تونس)