عالية العطار: الطبيعة ملهمتي وأعمالي تبحث عن مكان تسكن فيه
بساطة لوحاتها الفنية تدفع بالمتلقي إلى الإبحار في عالم الفن التشكيلي، والتحليق مع أفكار الفنان، الذي يقترب من الواقع والإنسانية قدر المستطاع، ويعبر عن انفعالاته وأحاسيسه التي تشده إلى ملاحظة جمالية الأشياء التي يتأثر بها فيرسمها. من هنا انطلقت أعمال الفنانة التشكيلية عالية العطار، لتجسد
الموهبة التي كانت تسكنها منذ الصغر، لترسم في كل مكان مايدور بخلدها، وتعبث بالألوان في كل اتجاه، من هنا وجدت ضالتها في عالم الفن التشكيلي. فكانت نقطة الإبداع في حياتها، خاصة أنها وجدت التشجيع الكامل من زميلاتها وأهلها، خاصة والديها اللذين حرصا على تحفيزها في هذا المجال، كونه من المجالات الإبداعية الراقية التي تسمو بالنفس البشرية.
الطبيعة تجذبني
عالية العطار بدأت رحلتها في عالم الفن التشكيلي منذ 15 عاماً، وتميزت لوحاتها بأسلوب فني راق مع اللون والفرشاة، وكانت تستلهم أفكارها من الطبيعة والواقع.
عن بداياتها في عالم الرسم تقول “حبي للرسم منذ الصغر دفعني لعشق عالم الألوان واللوحات الفنية، كنت أهوى رسم الطبيعة. ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل عشقت الإطلاع والقراءة، وأبحرت في عالم الكتب المتعلقة بالفن التشكيلي، لأنهل منه المعلومات الفنية “.
ومن الطبيعة تستلهم عالية أفكارها، وتقول عن ذلك “الطبيعة هي مصدر الإبداع والإيحاء، وقد حبانا الله بمناظر خلابة وجميلة في وطننا الغالي، وكل فنان مبدع ينظر إلى تلك الجماليات لابد له أن يمسك ريشته ويبدع على لوحته الصامتة التي تتشكل بالألوان وبدائع الجمال، فالخيال الواسع لا يغنى مداركه سوى مشاهدات الطبيعة، كما أن المدارس الفنية انطلقت منها، وأنا في عالم الفن التشكيلي أستعير ألوانها وأرسم وأغني ذائقتي منها حتى أكون متميزة في لوحاتي”. كل فنان يُكوّن لوحته حسب ذوقه ومزاجه ورؤيته، عن ذلك تقول عالية: من أهم عناصر تكامل اللوحة هي التوازن، وهذا لا يأتي طبعاً إلا بالممارسة والتجربة والدراسة، وعندما يقتنع الفنان بما أنجزه يشعر هنا أن اللوحة متكاملة العناصر. حينها باستطاعته أن يقدمها للجمهور، وبالإضافة إلى التوازن هناك عناصر مكملة للوحة وهي صدق التعبير والجمال الفني، وكذلك الدقة المتناهية، فدمج الألوان مع بعضها البعض بشكل جمالي وإبداعي، يساعد على اكتمال عناصر اللوحة، ما يضفي عليها المتعة الفنية التي يلمسها المتلقي.
كائن لا ينتهي
لا تشعر عالية حين ترسم لوحاتها أن العمل الفني قد وصل إلى خط النهاية، عن ذلك توضح “العمل الفني ومن يعمل في الرسم لا أعتقد أنه بإمكانه أن يتوقف، فالفن التشكيلي هو كائن لا يمكن أن ينتهي، لأنه قد تختلف فيه النظرة بعد فترة أو على الأقل تدخل عليه مشاهد بصرية جديدة، لكن في حقيقة الأمر أنا أقوم بتوقيع أعمالي لأن ذلك لابد منه وكثيراً ما أشعر وأنا في وقت فراغي أنني ارغب بإمساك الفرشاة وإضافة شيء ما”.
وتضيف: حين أرسم أشعر أن الفن ليس فرشاة وألوانا ولوحة، إنما هي أدوات مسخرة للفن، والأهم الفكرة التي تنفذ على اللوحة، فالفن في نظري هو قيمة وشيء من الخيال والأفكار الهاربة من هنا وهناك، والتي تبحث لنفسها عن مكان تسكن فيه.
تحقيق الذات
تصمت عالية وتوضح: أغلب لوحاتي واقعية وأحياناً تكون غامضة وهي ما تدفع المشاهد للوقوف أمامها طويلاً، لما فيها من إبداع وغرابة، فليس المهم كثرة التفاصيل وإنما هو ما يجذب الجمهور لتلك اللوحة.
تقول عالية العطار: بعد هذا المشوار الطويل في عالم الرسم، أجد أن من يعمل في هذا المجال لابد أن يحقق فيه ذاته ويستجمع مفردات من خياله، ليعمل على نسجها سوياً ولتترجم بعد ذلك خطوطاً ملونة ولوحة فنية متفردة، وهذا ما أسعى إليه منذ البداية لتكون لوحاتي في ركن بعيد لا يصل إليه أي فنان آخر”.
المصدر: عجمان