فيصل النقبي (الفجيرة)

ترتسم ملامح التفاؤل على وجوه صبية صغار يمارسون لعبة اليد في نادي خورفكان، ولسان حالهم يقول الأمل موجود في استعادة ماضي اللعبة في النادي وفي الساحل الشرقي بعد سنوات طويلة من النسيان والحيرة بين الإلغاء والتقليص.
يقبل الصبية رغم عددهم البسيط على نشاط اللعبة في 3 أندية من أندية الساحل الشرقي، وهي كلباء، وخورفكان، ودبا الحصن، فيما اختفت اللعبة نهائياً من أندية الفجيرة، والعروبة، ودبا الفجيرة، لكن الناظر لحال اللعبة يجد بأنها تقتصر على نشاط الأشبال لتصل للناشئين، فقد اختفت فئة الشباب والكبار من أندية عريقة مثل اتحاد كلباء، وخورفكان، والتي كان لها السبق في هذه الرياضة والإنجازات العديدة، وساهمت بتخريج العديد من اللاعبين المميزين الذين تتذكرهم الجماهير وتتغنى بأسمائهم.
في هذا التحقيق السريع نستطلع آراء بعض مسؤولي الأندية الثلاثة، لنسأل عدة أسئلة مهمة، وهي متى يعود الفريق الأول للنادي بهذه اللعبة من جديد، وهل هو مشروع مؤجل، وهل النشاط الآن هو لذر الرماد في العيون، وما العائق الذي يعيق الأندية التي ألغت اللعبة نهائياً!!
البداية من نادي اتحاد كلباء ومع عيسى بن هويدن، أمين السر العام بمجلس إدارة النادي، الذي قال: «نشاط لعبة كرة اليد يشهد تزايداً ملحوظاً في الفترة الماضية، النادي ليست لديه أي مشكلة مالية أو فنية في عودة الفريق الأول لليد للنادي، لكن دائماً هناك مشكلة حقيقية في توفر اللاعبين ورغبتهم في ممارسة اللعبة».
وأضاف: «نعمل حالياً مع اللجان المشتركة من مجلس الشارقة الرياضي وخبراء اللعبة في المجلس، من أجل وضع خطة عملية لإرجاع اللعبة لسابق عهدها، بعد أن تم توزيع الأدوار بين مجلس إدارة النادي وشركة كرة القدم، وسنعمل على عودة النشاط بكل قوته في الفترة القريبة القادمة».
بدوره، اتفق خالد مراد الرئيسي، عضو مجلس إدارة النادي، مشرف الألعاب الجماعية بخورفكان، مع رأي إداري كلباء، حيث أشار إلى وجود خطة استراتيجية لدى مجلس إدارة النادي من أجل عودة أنشطة اللعبة والألعاب الجماعية الأخرى، وصولاً للفريق الأول وتم التعاون مع الجهات المختصة في مجلس الشارقة الرياضي.
وأضاف الرئيسي: «اللعبة ستشهد تطوراً كبيراً خلال الفترة القادمة، لأن كافة مجالس الأندية ترغب بإعطاء هذه اللعبة حقها وإعادتها إلى دائرة الضوء من جديد، ومحاولة إعادة جماهير اللعبة لها، وهناك عمل دؤوب بناديه من أجل هذه الغاية، حيث تم اختيار مدربين أكفاء، وهناك أعداد جيدة من الناشئة والصغار يريدون الالتحاق باللعبة، وقادرون، بإذن الله، على أن نتطور للأفضل في هذا المجال».
أما الرأي الآخر، فكان من نصيب سعيد الخطيبي، نائب رئيس نادي دبا الفجيرة، الذي ألغى ناديه اللعبة قبل عدة سنوات، حيث قال: «كرة القدم، هي السبب في حالة العزوف وعدم الاهتمام بالألعاب المصاحبة في معظم أندية الدولة والساحل الشرقي وناديه على وجه الخصوص بهذه اللعبة أو غيرها».
واستطرد: «بيئة كرة القدم جاذبة بالنسبة للاعبين، ويتجه معظم اللاعبين إلى كرة القدم، من أجل تحقيق النجاح السريع والشهرة والنجومية، كما أن الكرة تعتبر مصدراً جيداً للرزق بسبب المبالغ الكبيرة التي يحصل عليها اللاعبون».
وأوضح الخطيبي أن عدم توافر الصالة الرياضية النموذجية في النادي يعتبر أهم أسباب عدم الحفاظ على المواهب في النادي، وقال: يبقى الأمل بإنشاء صالة أولمبية بالنادي أو بالمنطقة حتى نستطيع أن نفكر بحلول منطقية لعودة تلك المواهب في الألعاب المختلفة.

إبراهيم سلطان: اللعبة تحتاج لمشروع رائد
قال إبراهيم علي سلطان الحمادي نجم كرة اليد السابق بالمنطقة الشرقية والعضو الحالي في مجلس إدارة نادي خورفكان: «الأندية مطالبة بالتخطيط السليم لعودة المواهب في اللعبة وإيقاف تسربها من الأندية المختلفة، حيث أكد حاجة المنطقة إلى مشروع رائد بهذا الخصوص يتعاون به الجميع».
وأردف: «المواهب الحقيقية موجودة، لكنها تصطدم بعوائق كثيرة، منها ضعف المردود المادي، ومنها سطوة لعبة كرة القدم على الأندية، حيث تسعى إدارات الأندية إلى الاهتمام بكرة القدم دون غيرها من الألعاب، فينتج عن ذلك ضعف كبير في الألعاب الأخرى، وتختفي المواهب أو تهاجر إلى لعبة كرة القدم». ونوه الحمادي إلى أهمية اختيار المدربين المناسبين من قبل إدارات الأندية، لأن المدرب الكفء يستطيع أن يميز المواهب وأن يصقلها صقلاً جيداً، ويساهم في الحفاظ عليها، لأن الحاصل حالياً يشير إلى أن الأندية وفقاً لظروفها المادية، فإنها تختار مدربين على مستوى عادي، وهذه مشكلة لأن أهم طريقة بالحفاظ على المواهب، هي في الكفاءة التدريبية التي تستطيع تنميتها والحفاظ عليها. وقال: «آمل في تطبيق فكره في إعادة الهيبة للعبة، حيث يهتم مجلس إدارة النادي بهذه اللعبة وآمل من الناحية الشخصية أن يعود الفريق الأول بها قريباً».