شريف عادل (واشنطن)
لم تهنأ «ستاربكس»، صاحبة سلسلة محال القهوة الشهيرة، بارتفاع مبيعاتها خلال الربع الأول من السنة المالية، حيث اضطرت لإغلاق أكثر من نصف محالها في الصين، البالغة 4292 محلاً، بعد انتشار فيروس كورونا في البلاد، وتجاوز عدد ضحاياه 132 قتيلاً وأكثر من 6000 مصاب.
وبعد ساعات قليلة من إعلان الشركة الثلاثاء ارتفاع مبيعاتها في الربع المنتهي بنهاية ديسمبر الماضي، بنسبة 7% مقارنة بالفترة نفسها العام السابق، لتصل إلى 7.1 مليار دولار، وارتفاع أرباحها إلى 885.7 مليون دولار، مقارنة بـ 760.6 مليون دولار قبلها بعام، أعلنت الشركة قرارها، وقالت إنها كانت تنوي رفع توقعاتها لمبيعات العام الجاري، إلا أن عدم اليقين بسبب انتشار المرض في الصين دفعها لتأجيل ذلك.
وتحقق السوق الصينية ثاني أكبر حجم مبيعات للشركة بعد السوق الأميركية، بنسبة 10% من إجمالي إيراداتها حول العالم. وتعد «ستاربكس» أكبر سلسلة محال لتقديم القهوة في العالم، وشهدت السوق الصينية على مدار الأعوام السابقة أعلى معدلات نمو لمبيعاتها، إلا أن التوقعات تشير إلى تأثر أرقام الشركة خلال الربع الجاري بإغلاق نصف محالها في الصين، وتقليل ساعات عمل النصف الآخر.
ورغم تفاؤل كيفين جونسون، الرئيس التنفيذي ورئيس مجلس الإدارة بالشركة الذي قال «ما زلنا متفائلين وملتزمين بتحقيق النمو المتوقع في الصين على المدى الطويل»، هوت أسهم الشركة الثلاثاء في «وول ستريت»، لتخسر 1.6%، مسجلة سعر 87.20 دولار للسهم.
ولم تكن «ستاربكس» وحيدة في إغلاق محلاتها في الصين، حيث سبقتها كل شركة «ماكدونالدز»، إضافة إلى ملاهي «ديزني لاند» ومتنزهات «ديزني تاون» في شنغهاي. وقبل نهاية الأسبوع الماضي، أعلنت «ماكدونالدز» التي تمتلك أكثر من 2900 مطعم في الصين، إغلاق محالها في مدينة ووهان التي انطلق منها الفيروس، والمدن المحيطة بها.
من جهة أخرى، أعلنت «كوتاك كوموديتى سيرفسيز» إحدى أكبر شركات تصدير القطن بالهند، أنها تعتزم وقف بيع أي شحنات قطن جديدة إلى الصين بسبب المخاوف من اضطرار بكين، أكبر مشتر للقطن في العالم، إلى إغلاق موانئ أو بنوك.
ونقلت وكالة «بلومبرج» للأنباء عن فيناي كوتاك مدير الشركة الهندية، ومقرها في مومباي، قوله إن الشركة ستبحث عن مشترين جدد للقطن، في دول مثل بنجلاديش وإندونيسيا وتايوان وفيتنام، لمواجهة أي تراجع محتمل في مبيعاتها إلى الصين.
وأضاف كوتاك في التصريحات التي نشرتها «بلومبرج» أمس «دعونا لا نصاب بالفزع اليوم، لكن إذا واصل الفيروس انتشاره ولم تتم السيطرة عليه خلال العشرة أو الخمسة عشر يوما المقبلة، فستكون هناك مشكلة كبيرة لصناعة القطن في العالم.. إذا تم إغلاق البنوك والموانئ، فإن هذا سيكون قوة قاهرة»، ستجبر الشركة على وقف تصدير القطن إلى الصين.
وأشار كوتاك إلى أن الشركات في الهند شحنت ما بين 600 ألف و700 ألف بالة، لكل شركة إلى المشترين الصينيين خلال الموسم الحالي، 75% منها في الطريق بالفعل.
.. والفيروس يؤثر على «تفاحة» الاتصالات
تعدّ الصين سوقاً رئيسة لشركة «آبل» وموقعاً مهمّاً لإنتاج سلعها، لذلك خصّص الرئيس التنفيذي للشركة تيم كوك، وقتاً طويلاً أمس الأول لشرح الإجراءات المتخذة لمواجهة التأثيرات الناجمة عن أزمة فيروس كورونا الصحّية الخطيرة.
وقال تيم كوك في مكالمة هاتفية مع مجموعة من المحلّلين، إن «الصين باتت سوقاً مربحة جدّاً للشركة، بحيث حقّقت نموّاً زاد عن 10 % في مبيعات هواتف آي فون والخدمات المرتبطة به والأكسسوارات التي تنتجها، إضافة إلى ارتفاع كبير في عدد الزبائن الجدد لحواسيب ماك وأجهزة آي باد اللوحية». لكن قد يفسد فيروس كورونا المستجد والمخاطر الناجمة عنه هذه النتائج.
وقال تيم «تركيزنا الحالي على المتضرّرين في كلّ المنطقة»، مشيراً إلى أن الشركة قدّمت تبرعات للفرق التي تعمل على محاربة الفيروس، فضلاً عن اتخاذها تدابير للحدّ من سفر موظّفيها، وأضاف «لا نزال نعمل على جمع البيانات ومراقبة التطوّرات من كثب»، وتابع أن «آبل» لديها عقود من الباطن مع كثير من الشركات بمنطقة ووهان، مركز انتشار الوباء، لكن رغم ذلك، لديها بدائل إذ تتعاون مع موردين آخرين.
وقال إن «الوضع ليس واضحاً» بالنسبة لسلاسل الإنتاج خارج منطقة ووهان، بحيث تمّ تأجيل إعادة فتح المصانع إلى 10 فبراير المقبل، أي بعد انتهاء الاحتفالات بالعام الصيني الجديد بكثير.
رغم ذلك، لم يتوانَ كوك عن التعبير عن حماسته حيال النتائج الفصلية التي حقّقتها «آبل»، إذ أعلن في بيان أن «الشركة حقّقت أعلى معدّل مبيعات فصلية في تاريخها، بفضل الطلب الكبير على آي فون 11 وآي فون 11 برو، إضافة إلى تسجيل طلب قياسي على الخدمات والأكسسوارات» الموصولة، مثل «آبل ووتش» وسماعات «إيروبدز» و«إيربودز برو».
سجّلت شركة «آبل» أرباحاً قياسية في الربع الأول من 2020، فقد ارتفعت إيرادات الشركة بنسبة 9 % مقارنة مع الفترة نفسها العام الماضي، مسجلة 91,8 مليار دولار، مع مبيعات قياسية في فرنسا والولايات المتحدة وبريطانيا وأيضاً في بولندا وإسبانيا.
وبلغت أرباحها الصافية 22,2 مليار دولار، أي ما يزيد بنحو 300 مليون دولار على الأرباح المسجّلة في الفترة نفسها العام الماضي. ما يعدّ رقماً قياسياً بحسب لوكا مايستري المدير المالي للشركة.