للأسرة دور كبير في التنشئة الاجتماعية وطريقة تربية النشء· فالتربية أساس بناء شخصية الفرد في المجتمع سواء كانت بناءً صالحاً أو سلبياً، فمن هذه التربية ينشأ المجرم والمنحرف والخارج عن القانون والمفكر والناقد لمجتمعه، ومنها ينشأ الشريف والمحب لوطنه، فلابد من التنبه إلى الطفل منذ نعومة أظفاره، فالطفل الذي يشاهد والده ووالدته يهتمان بقضايا الوطن ومحبته والتفاني في خدمة هذا الوطن ينشأ متغنياً بحبه للوطن كوالديه، كذلك الطفل الذي يترعرع على الحقد والحسد والغدر ويشاهده بأم عينيه من خلال النقد والتذمر والشكوى الدائمة في أسرته والمحيطين به يُزرع في صدره الغل والحقد والكراهية والانشغال بقضايا وأمور بعيدة كل البعد عن مصلحة الوطن يتشربها الأبناء وتظهر في سلوكهم كعدوانيين، وهكذا في كل الأمور الحياتية· لذا فإن واجبنا نحن الآباء وخاصة الأمهات أن نعيد تربية أنفسنا ونتصرف بما يليق بمحبة هذا الوطن العزيز على قلوبنا، وأن نغرس محبة الوطن والولاء له في نفوس أطفالنا، وأقولها بكل ثقة وأمانة إننا لم نشعر بفقدان الأمن كما شعرت به شعوب وأقوام كثيرة، ولو زُرع فينا الخوف والتردد وعدم الطمأنينة كما حدث لغيرنا لسمحنا لأي فرد أن يغالط في حق الوطن، فالوطن عزيز ومعزته تأتي في الحفاظ على خيراته وبقائه عزيزا رافع الشأن نفتخر بنهضته وثروته، ولا يتأتى ذلك إلا بتربية أطفالنا التربية الوطنية الصحيحة القائمة على المحبة الخالصة لهذا الوطن ولأركانه والتي من خلالها يعم الأمن ونحصل على احتياجاتنا ونبني للأجيال الصاعدة ذخيرة من الثروة والحماية والسلام والأمان· هدى جمعة الحوسني موجهة تربوية