الشارقة (الاتحاد)

في مشهد يعكس العمق التاريخي والإنساني الذي تتمتع به دولة الإمارات العربية المتحدة وإمارة الشارقة، احتشد المارّة الذين يجوبون شوارع مدينة ساوباولو من متحف كرة القدم حتى حديقة أبيرابويرا الشهيرة، وصولاً إلى متحف ساو باولو للفنون، على إيقاعات الغناء والعزف الشعبي الإماراتي الذي يعكس في حضوره السيرة الجمالية لدولة الإمارات العربية المتحدة.
تأتي هذه العروض ضمن الفعاليات التراثية التي ينظمها معهد الشارقة للتراث احتفاءً باختيار الشارقة ضيف الشرف الأول على الدورة الـ 25 لمعرض ساوباولو الدولي للكتاب، حيث قدمت فرقة الشارقة الوطنية عروضاً في مختلف تلك المعالم الشهيرة في ساوباولو، وجمعت زوار المعرض أمام جناح الشارقة المشارك، عارضة لهم فنون: النوبان على آلة الطنبورة، والليوا على آلة المزمار والطبل الكبير (شيندو)، إضافة إلى فن الأنديما بالقربة التي تشبه القربة الأسكتلندية، والهبان على القربة الجلدية. وحول هذه الفعاليات والمشاركة قال الدكتور عبد العزيز المسلم، رئيس معهد الشارقة للتراث: «هذه المشاركة التي تحتفي بإمارة الشارقة ضيف شرف على الحدث ما هي إلا ترجمة لرؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، التي تدعونا دوماً إلى تعزيز مقومات الحوار الثقافي، وتثبيت دعائم التبادل المعرفي مع مختلف حضارات العالم، انطلاقاً من تاريخنا وذاكرتنا الأصيلة التي نعتز بها».

13 كاتباً إماراتياً
من ناحية أخرى اصطف زوار معرض ساوباولو الدولي للكتاب، مساء أمس الأول، أمام منصة توقيع الكتب في جناح الشارقة المشارك في المعرض، حيث وقع 13 كاتباً إماراتياً مؤلفاتهم الصادرة في اللغة البرتغالية بمناسبة اختيار الإمارة أول ضيف شرف على المعرض الذي يعد الأكبر من نوعه في أميركا اللاتينية.
وضمت قائمة الكتّاب الذين وقعوا مؤلفاتهم للقراء البرازيليين كلاً من: حبيب الصايغ، ود. عبد العزيز المسلم، وناصر الظاهري، وطلال سالم، وسعيد حمدان، وأسماء الزرعوني، وخالد عمر بن ققه، وحارب الظاهري، وحبيب غلوم، ود. حمد بن صراي، وسلطان العميمي، وشيخة المطيري، وصالحة غابش.

النشر المشترك
وعقب يومين من جلسات البرنامج المهني التي تنظمها جمعية الناشرين الإماراتيين في البرازيلي بالتعاون مع غرفة الكتاب البرازيلي، نظمت الجمعية جلسة نقاشية بعنوان «ملامح النشر المشترك (نجاح التعاون الإماراتي البرازيلي).
وشارك في الجلسة التي عقدت مساء أمس الاثنين، كل من تامر سعيد، مدير عام مجموعة كلمات، وإيمان بن شيبة، مؤسس دار سيل للنشر، ولويس ألفارو، مدير العلاقات الدولية لغرفة الكتاب البرازيلي، وأدارتها الإعلامية صفية الشحي.
واستهل الندوة راشد الكوس، المدير التنفيذي لجمعية الناشرين الإماراتيين، بمداخلة مشيراً إلى أهمية البرنامج في تعزيز فرص التعاون والعمل المشترك بين الناشرين الإماراتيين والبرازيليين، وأثره على توفير فرص جديدة للاستثمار بين سوقي النشر اللاتيني والعربي.

ثقافة بلا حدود
كما نظمت مبادرة «ثقافة بلا حدود»، جلسة حوارية، استعرضت فيها تجربتها في تعزيز عادة القراءة بين أفراد المجتمع الإماراتي، وبناء جيل قارئ ومثقف، وجاءت الجلسة بعنوان «قصة نجاح ثقافة بلا حدود»، شارك في الجلسة التي أُقيمت ضمن البرنامج الثقافي الذي تنظمه الشارقة في المعرض، كلٌ من نورا بن هدية، مدير ثقافة بلا حدود، وجميلة هيكل، إحدى المستفيدات من مشاريع «ثقافة بلا حدود»، حيث سردت بن هدية قصة نجاح المبادرة ورؤيتها ورسالتها، فيما شاركت هيكل تجربتها مع «مكتبة لكل بيت»، أحد مشاريع «ثقافة بلا حدود»، الذي نجح في تحقيق إنجاز هو الأول من نوعه عالمياً، عندما وزع 42 ألفاً و366 مكتبة للأسر الإماراتية في الشارقة، تضم مليونين و218 ألفاً و300 كتاب.

التراث الإماراتي
ونظم جناح الشارقة، ندوة ثقافية بعنوان «مرايا الزمن» عرّفت من خلالها جمهور الأدب والثقافة اللاتينية على أهم مفاصل التراث الإماراتي، وجالت بهم في أروقة الذاكرة الإنسانية والموروث الإماراتي الشعبي.
وناقشت الندوة، التي أدارتها الشاعرة شيخة المطيري، واستضافت كلاً من الكاتبة أسماء الزرعوني، والكاتب والأديب حارب الظاهري، حضور التراث الإماراتي في النتاج الأدبي المحلي، وما قدمه من مواضيع تشترك مع ذاكرة الموروث الإنساني بصورة عامة، ومدى التأثير الذي أسهم فيه على صعيد تشكيل حالة إبداعية متقدمة تستلهم من جماليات التراث تفاصيل جديدة وتعابير أكثر جمالية.