عمرو عبيد (القاهرة)

تعتمد كرة القدم على الجماعية في الأداء، والتعاون الدائم بين زملاء الفريق الواحد، ولا يقتصر الأمر على ما يحدث داخل الملاعب الخضراء، بل يمتد إلى فترات طويلة من المعايشة الحياتية اليومية، سواء خلال التدريبات أو المعسكرات، وصنعت كرة القدم الكثير من روابط الصداقة الأبدية بين الكثير من نجوم اللعبة في العالم بأكمله، لكن ما فعله الفرنسي، لامين ديباى فاديجا، قبل أيام قليلة، تسبب في صدمة لمتابعي اللعبة، بعد قيام صاحب الـ18 عاماً، بسرقة ساعة يد زميله في فريق نيس، الدنماركي كاسبر دولبيرج، داخل غرفة تغيير الملابس، بعد شهر واحد من انضمام صاحب الـ21 عاماً إلى صفوف الفريق الفرنسي، وتعتبر تلك الحادثة غريبة وفردية من نوعها، إذ لم يُعلَن من قبل عن واقعة سرقة مشابهة بين لاعبي ناد واحد، وبالطبع قررت إدارة «النسور» الاستغناء عن فاديجا، عقب هذه الواقعة المشينة، خاصة بعد اعتراف اللاعب والكشف عن مقطع فيديو يؤكد حادث السرقة، وهو ما يلقي بظلال قاتمة على مستقبل المهاجم الواعد، الذي انتقل إلى صفوف ناشئي نيس في عمر 13 عاماً، ودافع أيضاً عن ألوان منتخبات فرنسا في فئات عمرية مختلفة. وعادة تترك أزمات الزملاء آثاراً عميقة، لا تُمحى عبر الزمن، والدليل أن 6 سنوات، لم تنجح في إنهاء الأزمة التي فجّرتها الصحافة الأرجنتينية، وما زالت تتداولها بين الحين والآخر، كلما أتى ذكر اسم ماورو إيكاردي، نجم إنتر المعار إلى صفوف باريس سان جيرمان حالياً، حيث تعتقد وسائل الإعلام في البلد اللاتيني الكبير، أن ابتعاد إيكاردي عن منتخب بلاده، يعود إلى أزمته القديمة مع مواطنه، ماكسي لوبيز، عندما لعبا سوياً لفريق سامبدوريا خلال عامي 2012 و2013، وبرغم قوة ومهارة إيكاردي، إلا أنه لم يخض سوى 8 مباريات مع الألبيسيليستي، أحرز خلالها هدفاً دولياً واحداً فقط، ومثلما تسببت زوجته، واندا، في الكثير من مشاكله الأخيرة مع إدارة إنترناسيونالي الإيطالي، كانت السبب الأول في تلك الأزمة الكبيرة التي تلاحقه دائماً في الأرجنتين، بعدما أكدّت التقارير الصحفية هناك، أن إيكاردي لم يحافظ على صداقته بلوبيز، وتسبب في انفصال الأخير عن واندا، بعد زواج دام لمدة 5 سنوات، أنجبا خلالها 3 أبناء، وبعد عام واحد من الانفصال، تزوج ماورو منها، وهو ما أشعل الأمور بينه وبين ماكسي، الذي رفض مصافحته قبل انطلاق مباراة سامبدوريا وإنتر في الدوري الإيطالي، في عام 2014، وهو ما دفع صحافة الأرجنتين لإطلاق اسم «ديربي واندا» على تلك المباراة!
كريم بنزيمة تورّط هو الآخر في واقعة شهيرة قبل 5 أعوام، إبان استعداد الديوك لخوض منافسات بطولة يورو 2016، إذ قامت الشرطة الفرنسية بالتحقيق معه، بعد اتهامه بمحاولة ابتزاز زميله في المنتخب الفرنسي، ماتيو فالبوينا، في أكتوبر 2015، وكان لاعب دينامو موسكو وقتها، وأولمبياكوس اليوناني حالياً، تعرّض لتهديد من قبل بعض الأشخاص، بسبب مقطع فيديو خاص به، مما دفعه للذهاب إلى الشرطة والإبلاغ عن ذلك، لكن المفاجأة أن الشرطة الفرنسية ربطت بين بنزيمة وهؤلاء الأشخاص، ما فجّر الغضب نحو لاعب ريال مدريد، خاصة أن فالبوينا يُعتبر صديق الطفولة بالنسبة لبنزيمة، وأجبر الاتحاد الفرنسي والمدرب، ديشامب، على استبعاده من صفوف المنتخب آنذاك، والغريب أن المحاكم الفرنسية رفضت إلغاء القضية في العام الماضي، ووضعتها في حالة تجميد، لحين صدور القرار النهائي من قبل المحكمة العليا، إلا أن المسيرة الدولية للثنائي، بنزيمة وفالبوينا، انتهت بالفعل في عام 2015، ولم يتمكنا من ارتداء قميص الديوك منذ ذلك الحين.
وفي عام 2010، كان جون تيري، قائد المنتخب الإنجليزي السابق، بطلاً لواقعة مؤسفة، أنهت علاقته بزميله، وين بريدج، الذي قضى معه 6 سنوات في صفوف البلوز، بعدما تردّد أن تيري ارتبط بزوجة الأخير بعد انفصالهما مباشرة، وأنه كان السبب في ذلك، وبرغم أن الأمر لم يخرج عن إطار الإشاعات المعتادة في الوسط الرياضي الإنجليزي، إلا أن بريدج، رفض مصافحة تيري في فبراير من ذلك العام، خلال مباراة جمعت بين تشيلسي ومانشستر سيتي، ورفض الانضمام إلى قائمة الأسود الثلاثية في مونديال جنوب أفريقيا، بسبب وجود تيري، الذي جرده فابيو كابيلو، مدرب إنجلترا وقتها، من شارة القيادة، بسبب هذه الأزمة، والغريب أن الشارة عادت إلى أسطورة البلوز بعدها، لكنه جُرّد منها مرة أخرى، بسبب أزمة أخرى، مع زميله ريو فيرديناند، الذي رفض الانضمام إلى قائمة الأسود في يورو 2012، بسبب إهانة عنصرية وجهها جون تيري إلى شقيقه، أنتون فيرديناند، خلال إحدى المباريات المحلية في إنجلترا.