لا يزال حلم نجوم كرة الإمارات في الاحتراف خارجياً، في انتظار تحقيق الانطلاقة، والتي قد تفتح الباب على مصراعيه بعد ذلك لأسماء كثيرة بالتحليق في سماء الكرة الخليجية والعالمية، وذلك في ظل اتفاق تام بين عناصر الساحة الرياضية، على أن الاحتراف هو السبيل لتطوير مهارات وقدرات اللاعبين وإفادة المنتخب، بشكل أكبر، حيث تتسع مساحة التطور المنتظرة، وتكبر الأحلام الحقيقية في اللحاق بركب الدول المتقدمة كروياً، خاصة في ظل امتلاك مقومات ذلك.
وطرحت القضية تساؤلات حول حلم الاحتراف الأوروبي، وهل بات بمثابة «خيال» ووهم، لن يتحقق، بالنسبة للمواهب المتوفرة حالياً في دورينا، في ظل تعامل البعض معه على أنه أمر «ممنوع»، أم أنه خطوة يمكن إتمامها، كونها «حق مشروع» لأي لاعب إماراتي موهوب.
واتهم وكلاء محليون وأوروبيون الأندية الإماراتية بقتل مواهبها محلياً، لرفض العديد من العروض التي كانت جادة، خلال سنوات سابقة، وتحديداً بعد عام 2012، عندما تألق جيل «الأبيض الأولمبي» في أولمبياد لندن، وكان «عموري» أفضل لاعب في آسيا 2016، هو أكثر اللاعبين الذين لفتوا أنظار الجميع وقتها، لدرجة دفعت دانييل ستوريديج مهاجم ليفربول ومنتخب إنجلترا لوصفه بأنه من أفضل المواهب التي رآها «وقتها»، كما تحدث المهاجم الإنجليزي مع عموري ناصحاً إياه بالانتقال إلى أوروبا، مؤكداً أن موهبة صانع لعب الأبيض تمكنه من الاحتراف في أعلى مستويات كرة القدم، بينما حرص ديفيد لويز على تبادل القمصان مع عمر عبدالرحمن خلال البطولة، وكذلك طلب منه راين جيجز لاعب مان يونايتد الأسبق، قميصه كتذكار بعد نهاية مباراة منتخب بريطانيا والأبيض الأولمبي في لندن 2012، لكن غابت رغبة عموري في الانتقال الأوروبي.
وكشف وكلاء عن تلقي 7 لاعبين من عناصر المنتخب الأول بعد 2013، ما يصل إلى 9 عروض انتقال أوروبية، في أندية بلجيكا، اليونان، فرنسا، إسبانيا البرتغال، وتركيا، وأبرز تلك الأسماء كان علي مبخوت، عموري، أحمد خليل، حمدان الكمالي، حبيب الفردان، عامر عبد الرحمن، خميس إسماعيل.
ويحصل اللاعب الدولي الإماراتي حالياً «رغم وجود سقف الرواتب المفعل منذ أكثر من 7 سنوات»، على مبلغ يفوق بحسب وكلاء لاعبين ما يمكن أن يتقاضاه عند الاحتراف أوروبياً، حيث بينما لا تزيد العروض «المبدئية» التي يمكن جلبها لانتقال تلك المواهب لأندية أوروبية على 500 ألف يورو سنوياً، فيما ينفق دورينا في المتوسط ما يقارب ملياري درهم سنوياً على عقود اللاعبين المواطنين والأجانب، بينما ارتفعت قوائم الأندية لـ36 لاعباً، بواقع 22 لاعباً مواطناً و4 أجانب، وباقي العدد بين أبناء المواطنات ومواليد الدولة والمقيمين من أبناء الجاليات، بحسب التعديل الأخير في اللوائح.

تجربة رائدة
وتستحق تجربة انتقال لاعب العين الشاب علي عيد، على سبيل الإعارة إلى الدوري الكرواتي، الإشادة والدراسة في آن واحد، حيث رأى وكلاء لاعبين أن تلك الخطوة يجب أن تكون بداية حقيقية لتغيير الفكر السائد حالياً، عبر ترك المواهب في سن صغيرة للاحتراف الخارجي، ويتوافر بدورينا ما يصل إلى 60 لاعباً دولياً، بصفوف المنتخب الأول والأولمبي والشباب، يمكن تسويقهم وبيعهم خارجياً، لكن في دوريات متوسطة في أوروبا، أو بدوريات درجة ثانية وثالثة بإنجلترا وإيطاليا وإسبانيا. وفجر الوكيل البرتغالي روي كماريش مفاجأة من العيار الثقيل في تصريح خاص لـ«الاتحاد»، عندما أكد أن لديه مشروعاً يرغب في عرضه على الاتحاد الإماراتي لكرة القدم، جاهزاً للتنفيذ، ويتعلق بتسويق ونقل المواهب الإماراتية الدولية لأندية أوروبية في بلجيكا واليونان وتركيا وسويسرا والبرتغال والنمسا، خاصة تحت سن 23 سنة بصفوف منتخبي الأولمبي والشاب، لكن بشرطين، وقال: «أفضل طريقة للحصول على عقد سريع في دوريات متوسطة بأوروبا هو أن يكون الانتقال حراً، أما ثاني شرط أن يقبل اللاعب في السنة الأولى بمبالغ تتراوح بين 300 ألف إلى 500 ألف يورو على الأكثر، أما الانتقال الحر، فيعني أن يوافق النادي على رحيل اللاعب الشاب دون قيود مالية، إلا في نسبة من أي عرض جديد يحصل عليه اللاعب بعد تسويقه في المحطة الأولى».
وتابع: «كانت لدي عروض لتسويق عمر عبد الرحمن، لكن اللاعب فضل الانتقال للدوري السعودي، لاعب مثل عموري يمكن تسويقه براتب ما بين 500 ألف إلى 800 ألف يورو حالياً، لأن انتقاله سيكون حراً، لكن في أندية ودوريات بلجيكا واليونان وتركيا وأوكرانيا والبرتغال، وإسبانيا وفرنسا أيضاً، يكفي أنه أهم مواهب آسيا وصاحب لقب أفضل لاعب في القارة الصفراء قبل عامين فقط».
من جانب آخر، أكد عادل العامري، وكيل اللاعب الإماراتي، أن غياب الطموح لدى اللاعبين المحليين، وطمع بعض الأندية في الحصول على مقابل مرتفع لعرقلة صفقات انتقال الدوليين تحديداً لأوروبا، وراء ضياع فرص كانت سانحة بالفعل أمام مواهب إماراتية حالية، ووجه نصيحة للاعبين قائلاً: «مستعد لتسويق أي لاعب بصفوف منتخب الإمارات أوروبياً خلال أشهر قليلة من الآن، فهل يقبل اللاعب أن يخوض التحدي»؟ وتابع: «خوف اللاعبين من الفشل في المحطات الخارجية وراء هذا الأمر، رغم أن هناك أندية أوروبية توفر بيئة ملائمة لمواهبها وتقوم بتأهيلهم للاستفادة منهم مادياً، وهذه الأندية مستعدة لفتح بابها للاعب الإماراتي، متى ما أراد اللاعب نفسه ذلك، وتوقفت الأندية عن عرقلة الصفقات».