اعترف الرئيس الأميركي باراك أوباما مساء أمس الأول بأن السلام في الشرق الأوسط لن يتحقق بسهولة أو بسرعة على الرغم من أن استئناف المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين أحيا الآمال في تحقيقه، فيما أكد رئيس الوزراء الفلسطيني الدكتور سلام فياض أن استمرار الاستيطان اليهودي في الضفة الغربية المحتلة يفقد تلك المفاوضات صدقيتها. وفي رسالة إلى اليهود بمناسبة رأس السنة اليهودية الجديدة، قال أوباما “في الوقت الذي استأنف فيه الإسرائيليون والفلسطينيون الحوار المباشر، علينا نحن تشجيع ودعم من هم مستعدون لتجاوز خلافاتهم والعمل من أجل التوصل إلى الأمن والسلام في الأراضي المقدسة”. وأضاف “لن يأتي التقدم بسهولة ولن يأتي سريعاً، لكن اليوم لدينا فرصة للمضي قُدماً نحو هدف مشترك: دولتان، إسرائيل وفلسطين تعيشان جنباً إلى جنب في سلام وأمن”. وتابع “إن النصوص المقدسة تعلمنا أن هناك وقتاً للحب ووقتاً للكراهية ووقتاً للحرب ووقتاً للسلام. وفي هذا الموسم من التوبة والندم والتجدد، لنعمل من أجل مستقبل واعد أكثر”. من جانب آخر، نفى رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية الدكتور صائب عريقات في حديث للإذاعة الإسرائيلية أمس صحة تقارير إسرائيلية ذكرت أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سيلتقيان في أريحا جنوبي الضفة الغربية قبل استئنافهما المفاوضات المباشرة في منتجع شرم الشيخ المصري يوم الثلاثاء المقبل، وأن نتنياهو طرح فكرة إبقاء تجمعات استيطانية تحت السيادة الفلسطينية في إطار الحل الدائم للقضية الفلسطينية. وذكرت صحيفة “هاآرتس” الإسرائيلية أمس أن الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي يقتربان من التوصل إلى اتفاق بشأن تجميد الاستيطان، يستند إلى “تفاهم هادئ”، بحيث لا توقع القيادات الأمنية الإسرائيلية المختصة على خطط بناء وحدات سكنية جديدة كما لا تعلن الحكومة الإسرائيلية رسمياً تمديد فترة تجميد البناء في المستوطنات. وفي هذا الشأن، قال فياض خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء الإسباني خوسيه لويس رودريجث ثاباتيرو في مدريد مساء أمس الأول “ينبغي التعامل مع مسألة الاستيطان بجدية أكبر. إن استئناف الاستيطان على الأرض التي ينبغي أن تقام عليها الدولة الفلسطينية، يسيء إلى صدقية عملية السلام”. وأضاف “عندما لا تكون هناك مفاوضات، هناك تباطؤ للاستيطان والآن وقد بدأت المفاوضات ينتهي تباطؤ الاستيطان. هناك مفارقة. ينبغي اتخاذ موقف دولي مشترك معارض للاستيطان”. وأكد حتمية إقامة الدولة الفلسطينية على الرغم من أن المستوطنات اليهودية تمثل عقبة كؤود أمام عملية السلام. وأعلن ثاباتيرو تأييد إسبانيا للسلطة الوطنية الفلسطينية ولإقامة دولة فلسطينية مستقلة. وقال “إن السلطة الفلسطينية تظهر قدرتها على ممارسة الحوار والتحلي بالمرونة، وفوق كل ذلك، تظهر أنها تسعى للسلام من خلال الوسائل السلمية مثل الحل الوسط والحوار”. وأضاف أن اجتماعه مع فياض إشارة إلى مساندة بلاده لإقامة دولة فلسطينية، مستطرداً “إن إسبانيا تساند إقامة فلسطين ديمقراطية وحرة لها دولة تقوم على القانون ومبادئ المساواة”. وقالت الحكومتان الإسبانية والفلسطينية في إعلان سياسي مشترك إن محادثات السلام يجب أن تشمل قضايا الحدود والقدس واللاجئين والأمن والمستوطنات والمياه، وتفضي إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية في غضون عام واحد. وطالبتا إسرائيل بوقف التمييز العنصري ضد الفلسطينيين في القدس وتفكيك المستوطنات التي شيدتها منذ شهر مارس عام 2001، وإنهاء حصار قطاع غزة.