حسام عبدالنبي (دبي)

تدرس «بلتون المالية القابضة»، أكبر شركة لإدارة الأصول في مصر، افتتاح مكتب تمثيلي في دبي لتقديم مجموعة من الخدمات المالية، مثل إدارة الأصول وترويج الاستثمارات، وتقديم الاستشارات المالية الخاصة بعمليات الاستحواذ والطرح للاكتتاب العام، حسب ماجد شوقي، رئيس مجلس إدارة شركة بلتون المالية القابضة، والذي توقع أن يتم افتتاح المكتب الجديد للشركة خلال الربع الأول من العام القادم، بعد الحصول على التراخيص اللازمة من جهات الترخيص في الدولة، مشيراً إلى أن حجم الاستثمارات التي تديرها الشركة تبلغ نحو 41 مليار جنيه، وتشمل سابقة أعمال الشركة تنفيذ صفقات استثمارية تتجاوز قيمتها 110 مليارات جنيه، تتنوع بين صفقات رأس المال والدمج والاستحواذ.
وأكد شوقي، في تصريحات للصحفيين على هامش مؤتمر عقدته الشركة في دبي، بحضور 17 صندوقا استثمارا سياديا وعالميا (منها صناديق خليجية وإماراتية) بقيمة أصول تحت الإدارة تبلع نحو تريليون دولار أميركي، أن الإمارات تعد شريكاً استراتيجياً ودولة صديقة وداعمة لمصر، ولذا كان من الضروري لشركة «بلتون»، التي تدير بالفعل أموالاً لمؤسسات إماراتية في مصر، أن تعمل في السوق الإماراتي، مرجعاً ذلك إلى أن حجم الاستثمارات الإماراتية في مصر إلى تزايد، فضلاً عن أن الشركة لديها بالفعل ترخيصاً للعمل كصانع سوق لورقة مالية مدرجة في بورصة ناسداك دبي، وترخيصاً للعمل في مجال الوساطة في سوق دبي المالي.
وقال شوقي: إن «بلتون» تعمل في مجال خدمات بنوك الاستثمار، وتقدم باقة متكاملة من الخدمات المالية لقاعدة عملاء ضخمة تضم الشركات العامة والخاصة والمؤسسات المالية والمستثمرين ذوي الملاءة المالية في أسواق الشرق الأوسط وأوروبا وأميركا الشمالية وآسيا، منوهاً بأن الشركة لديها وجود في أسواق الولايات المتحدة الأميركية من خلال شركتها التابعة Auerbach Grayson والتي يقع مقرها الرئيسي في مدينة نيويورك، وتتخصص في تقديم خدمات الوساطة في الأوراق المالية بأكثر من 125 بورصة حول العالم.
ورداً على سؤال لـ «الاتحاد» عن وجود رغبة لدى المستثمرين والمؤسسات الإماراتية للاستثمار في البورصة المصرية، أجاب شوقي، بأن الأداء المتميز للبورصة المصرية خلال الفترة الماضية حفز على زيادة حجم الاستثمارات الإماراتية في البورصة المصرية، خاصة أن هناك عدداً من الأسواق المالية في منطقة الشرق الأوسط التي يفضل غالبية للمستثمرين تخصيص جزء من استثمارات محافظهم المالية فيها، من أجل التنويع وتقليل المخاطر، ومنها بورصات مصر والإمارات والسعودية.
وأكد أن هناك 3 عوامل تدعم التوقعات المتفائلة بشأن أداء البورصة المصرية، خلال العام الجديد، سواء من حيث زيادة السيولة والأداء السعري للأسهم، وأولها قرارات لجنة السياسة النقدية بخفض الفائدة على الإيداع والإقراض، وثانيا تحقيق فائض في ميزان المدفوعات بعد زيادة تدفقات العملة الأجنبية للاستثمار في أذون وسندات الخزانة المصرية، وثالثا احتواء الضغوط التضخمية وتباطؤ التضخم بشكل كبير إلى 7.5 % في أغسطس 2019، من متوسط قراءة بلغ 14.4 % في عام 2018.
وعن توقعات الشركة لأداء أسواق الأسهم الإماراتية، أفاد شوقي، بأن التوقعات متفائلة، بناء على الحالة الاقتصادية والتوقعات بنمو الناتج المحلي الإجمالي للدولة، فعلي الرغم من التوترات الجيوسياسية في المنطقة، فإن أداء أسواق أبوظبي ودبي يعد جيداً جداً من حيث حجم السيولة والأداء السعري، منبهاً أن الأسواق الإماراتية بدت متماسكة ولم تشهد تقلبات سعرية حادة تقلق المستثمرين عند الدخول أو الخروج من السوق.
وأشار شوقي، إلى وجود مؤشرات قوية على تحقيق نمو اقتصادي في الإمارات، أهمها التنويع الاقتصادي وانخفاض نسبة مساهمة النفط في الناتج المحلي الإجمالي إلى نحو 35% فقط.
وذكر أن الدراسات التي أجرتها الشركة تظهر أن نمو الناتج المحلي الإجمالي في 2019 سيكون مدعماً بالناتج المحلي الإجمالي للقطاع غير النفطي مع تنفيذ المشروعات الخاصة بمعرض إكسبو 2020، متوقعاً تباطؤ التضخم مع هدوء أثر فرض ضريبة القيمة المضافة بدعم من استمرار تراجع أسعار المنازل.
ومن جهته أفاد وفيق داود، مدير مبيعات المؤسسات في بلتون المالية القابضة، بأن تقييمات الأسهم الإماراتية تعد مغرية جداً، خاصة أن أداء الأسواق وتقييمات الأسهم مرتبطة بالظروف الجيوسياسية في المنطقة أكثر من ارتباطها بنتائج أعمال الشركات المصدرة للأسهم وأوضاعها المالية القوية، مرجحاً أن تعكس أسعار الأسهم التقييمات الحقيقية عند هدوء واستقرار الأوضاع في المنطقة.