معتز الشامي (دبي)

مع انطلاقة الموسم الثاني عشر، تعود الاستقلالية التامة لإدارة منظومة الكرة الإماراتية، تحت مسمى رابطة دوري المحترفين، التي كانت حاضرة عند انطلاق مشروع الاحتراف موسم 2008-2009، ثم تم حلها بقرار الهيئة مع عام 2011، لتتحول بعدها إلى لجنة داخلية ضمن لجان الاتحاد، مع التمتع بـ«استقلال جزئي» في إدارة شؤون مسابقات المحترفين، قبل أن تعود تلك الاستقلالية الكاملة والتامة، بإشهار جديد لرابطة سيكون لها صلاحيات أوسع لم تكن ممنوحة للنسخة الأولى منها عند تطبيق الاحتراف.
وقبل بداية الموسم الـ12 في الاحتراف، ومع تطور العمل في إدارة منظومة الاحتراف، حصل دورينا على لقب أفضل دوري محترف في القارة من الاتحاد الآسيوي، بعد تفوق لجنة دوري المحترفين «المسمى القديم للرابطة» في الإدارة الاحترافية، لتحل في صدارة القارة ضمن جوائز الاتحاد الآسيوي الممنوحة للدوريات المحترفة، وذلك قبل عام مضى.

رغم التفوق الإداري في منظومة الاحتراف، فإن واقع الحال بالأندية، يشير إلى أن السلبيات لا تزال موجودة، وتحتاج لمزيد من الخطط للتطوير وتحقيق النهوض الحقيقي، الذي يمكن أنديتنا من المنافسة القارية سنوياً، ما دفعنا لفتح ملف مناقشة أهم الجوانب المطلوب العمل عليها بمزيد من التركيز، لا سيما أن كرة الإمارات تحتاج بالفعل إليها، إذا ما أرادت التطور والنهوض، وتحقيق نقلات في الاحتراف، تضعها في مصاف الدول المتطورة على مستوى آسيا، والتي باتت دورياتها قوية للغاية فنياً وإدارياً ومالياً.
واتفق خبراء من الاتحادين الدولي والآسيوي، استطلعت «الاتحاد» رأيهم، حول ماذا تحتاج كرتنا لتحقيق الانطلاقة الحقيقية نحو تطور شامل فنياً وتنظيمياً وإداريا، على ضرورة إخضاع ما مضى من تجارب خلال مسيرة الاحتراف التي انطلق منذ موسم 2008-2009، إلى تقييم شامل، يقوم به خبراء وفق أسلوب علمي يتم اتباعه في دوريات متطورة وقديمة في الاحتراف بشكل عام.
وطالب الخبراء بضرورة إطلاق التقييم الفني ورصد تطور المستوى، لاسيما وأن دورينا مر بأكثر من تحول في مسيرته، أولها كان البدء بنظام الـ12 فريقاً، ثم زيادة العدد إلى 14 ثم العودة مجدداً لـ12 فريقاً الموسم قبل الماضي، وبعدها العودة مرة أخرى الموسم الماضي لنظام الـ14 فريقاً، وبالتالي كان يجب دراسة الموقف بإيجابياته وسلبياته، وهل يتم الإبقاء على 12 فريقاً في المحترفين، أم نستمر بالعدد 14 كما نحن، أم أنه يجب الاتجاه لزيادة أندية الدوري إلى 16 فريقاً إذا كان ذلك سيشكل إضافة فنية على مستوى اللعبة.
كما انتقد الخبراء الذين استطلعنا آراءهم، غياب استراتيجيات واضحة للأندية التي تشارك في دوري أبطال آسيا، ما أثر على تقييم الدوري الإماراتي الذي وصل لصدارة دوريات غرب آسيا في المستوى الفني، طيلة عام ونصف العام، ثم تراجع الآن للترتيب الرابع، ليفقد مقعداً مباشراً من البطولة لنسختين متتاليتين في أول سابقة منذ تطبيق الاحتراف، ورأى خبراء فنيون أن هذا التراجع يعتبر مؤشراً سلبياً في مسيرة الكرة الإماراتية، نتيجة لغياب أنديتها بشكل مستمر عن الوصول للنهائي، رغم نجاح الأهلي في ذلك عام 2015 والعين في 2016، قبل 3 سنوات مضت، بعدها تحولت مشاركة الأندية الإماراتية لمجرد تمثيل مشرف، بلا منافسة قوية للوصول للنهائي أو حتى الدور قبل النهائي.
وكشف الخبراء أن أحد أسباب هذا التراجع، هو أن الأندية الإماراتية عادة ما تفضل التركيز في الدوري المحلي عندما تصطدم المواعيد مع مباريات دوري الأبطال، فيتم التضحية بالمشاركة القارية وعدم الإعداد الصحيح لها، من أجل التركيز على المنافسة المحلية، خاصة أن مواجهات الحسم في دور المجموعات القارية، تكون ما بين أبريل ومايو، وهي الفترة التي تشهد احتدام المنافسة المحلية على ترتيب صدارة الدوري الإماراتي، وهو ما تكرر خلال المواسم الماضية تحديداً، وبات أمراً يجب علاجه، بأن يحدد النادي ومجلس إدارته أهداف الموسم ووضع خطط استراتيجية لتحقيقها، وما إذا كان الهدف هو المنافسة على الوصول للنهائي القاري أم الاكتفاء بالمنافسة المحلية.
واتفقت الآراء على أن أنديتنا نتيجة لغياب تلك الاستراتيجيات وهذه الأهداف، فقدت بوصلتها في المشاركة القارية، وهو ما يفرض ضرورة إعادة ترتيب الأولويات للأندية الإماراتية على الأقل خلال العامين المقبلين، حتى يعود تقييم دورينا فنياً للصدارة ونستعيد المقعد الذي ضاع من بين مقاعدنا في دوري الأبطال، حيث يتوقع أن نحصل في نسختي 2021 و2022 على مقعدين مباشرين فقط في دور المجموعات، ومقعدين في تصفيات الدور التمهيدي، بينما كانت أنديتنا منذ تطبيق الاحتراف في آخر 12 سنة، تحصل على المقاعد الكاملة والمخصصة للأول أو الثاني في الترتيب بالنسبة لغرب آسيا.
تواصلت «الاتحاد» مع مسؤول في الاتحاد الدولي لكرة القدم للوقوف على رؤيته لضرورة تقييم الاحتراف الإماراتي، وآلية عمله ومستويات أنديتنا فنياً وإدارياً، خاصة بعد التطور الكبير في منظومة الاحتراف على يد رابطة المحترفين التي حلت في صدارة الروابط المحترفة في آسيا، حيث أكد سانجيوفان بلاسينجام، مدير الاتحادات الآسيوية الوطنية في الفيفا، على أهمية التقييم المرحلي لأي دوري في العالم، بما يضع أنديته أمام إيجابيات وسلبيات العمل، سواء من حيث التنظيم أو الإدارة والحوكمة أو التسويق والاستثمار، أو من حيث المستوى الفني، حيث يجب الوقوف بشكل مستمر واستشراف آراء الخبراء للوقوف على تلك الجوانب مجتمعة، مع ضرورة الاتفاق على وضع استراتيجية شاملة وتحديد الأهداف.
وقال سانجيوفان: «رابطة المحترفين الإماراتية، وضعت استراتيجية للريادة الآسيوية، وقد تحققت بالفعل في غضون عامين أو 3 تقريباً على عملها، فآسيا كلها تثق في نظام تراخيص الدوري الإماراتي، فضلاً عن فوز الرابطة بلقب أفضل دوري محترف ملهم في آسيا، متفوقة على روابط قوية للغاية مثل اليابان وكوريا الجنوبية تحديداً، وهي كلها إيجابيات يجب البناء عليها، لكن على مستوى الأندية بأن يواكب هذا التطور».
وأضاف: «هذا التطور في الاحتراف يعتبر نموذجاً بالنسبة للكرة الإماراتية، لكن أيضاً الأندية تحتاج العمل على نفسها بشكل أفضل من أجل المشاركة القارية الفاعلة، وأن يكون دوري الأبطال هو الهدف بالنسبة لها».
وأشاد سانجيوفان بنادي العين، الفريق الوحيد الفائز بلقب دوري أبطال آسيا في الإمارات، والذي يعتبر أكثر الأندية رغبة في المنافسة القارية بشكل مستمر، وقال: «العين وصل لنهائي البطولة عام 2016، لكن منذ ذلك الوقت حدث التراجع الفني، وأعتقد أن الأندية الإماراتية لديها أكثر من نادٍ قادر على المنافسة القارية».
وعن دور «فيفا» في مسألة تقييم الدوري الإماراتي ومعرفة أين وصل وماذا يحتاج لتحقيق التطور الإداري والتنظيمي قال: «نرحب تماماً بالمشاركة في تقييم الفني والإداري في الدوري هنا، نحن لدينا مكتب للفيفا في دبي، ولدينا الخبراء في الجوانب الإدارية والتنظيمية، بالإضافة لخبراء متخصصين في الجوانب الفنية وغيرها، ونرحب تماماً بتقديم المساعدة لأي اتحاد في آسيا، خاصة الإمارات التي تمتلك بنية تحتية متطورة للغاية، كما أن الكرة الإماراتية حتى وإن كانت هناك سلبيات من حيث الغياب القاري مؤخراً، فإن الكل يدرك حجم التطور الذي حدث بالفعل».

مطر غراب: كل الأمور «مبهمة» ولا نعرف أين نقف!
أكد محمد مطر غراب، المحلل الفني، وعضو مجلس إدارة اتحاد الكرة السابق، أن الكرة الإماراتية باتت تحتاج إلى تقييم عاجل وشامل، لمعرفة أين وصلت، وإلى أين تريد أن تصل، والوقوف على أسباب التراجع بالنسبة للأندية التي تمثل الكرة الإماراتية في دوري الأبطال، وتبعات فقدان مقعد من المشاركة في البطولة، والتي جاءت بسبب تفضيل المنافسة المحلية على القارية، في الوقت الذي كانت تلك الأندية تقاتل في الموسم الذي سبقه، للوصول لترتيب متقدم للحصول على فرصة المنافسة القارية، لكن عندما أتيحت الفرصة أمامها، تراجعت وفضلت المحلي، و«هربت» من القتال على المستوى القاري، على حد وصفه.
وقال غراب: «الرابطة تسلمت المسؤولية الآن، وباتت تتمتع باستقلالية كاملة عن اتحاد الكرة، وبالتالي يفترض أنها تعرف موقعها بالتحديد، وأين تريد أن تصل، وهذا ما ينتظره الشارع الرياضي بالتأكيد من عملها خلال المرحلة المقبلة، لكن المشكلة أن كل الأمور مبهمة، ونحن لا نعرف أين نقف تحديداً، وأين هي كرتنا على مستوى الخليج والمنطقة والقارة، وأين هو الصواب إدارياً وفنياً حتى نطبقه، والقرارات الجديدة التي صدرت تحت شعار تطوير اللعبة، أين ستأخذ كرة الإمارات، فالآن لدينا مسار الاحتراف والأندية، ومسار يتعلق بالمنتخبات من المراحل إلى الأول».
وأكمل: «هذه القرارات الموجودة قد تضر بجانب على حساب آخر، وبالتالي يجب أن يكون هناك تقييم للعمل، أين نحن موجودون في كل المجالات، تسويق، ودخل استثماري، ومن حيث التنظيم، وأيضاً المستوى الفني، وفي عدد الأندية المحترفة، وماذا نريد في الجانب الفني والإداري والتنظيمي والمالي، لأن الوضع سيء، ويسير للأسوأ، ولا توجد استراتيجية واضحة تقول أنا سأصل بالكرة الإماراتية مثلاً للفوز بكأس آسيا بعد 15 أو 20 عاماً، أو سأنافس في المونديال بعد 25 عاماً، نحن نريد خططاً واستراتيجية واضحة، يتم تنفيذها مهما تغير الأشخاص».
وأضاف: «حتى الاحتراف نفسه بات لا يحصل على قيمته الحقيقية، ففي موسم نكون نحن الأفضل، وموسم آخر نتراجع ولا نعرف أين سينتهي الموقف، لأن ناتج المسابقة لا يعطيك منتجاً إيجابياً».
وتطرق غراب، للحديث عن المنتخب الوطني، وقال: «المنتخب الوطني الجيد، كان سيئاً للغاية في آسيا وفي التصفيات، رغم كل خطط التطوير التي أعلن عنها المجلس الحالي، وبالتالي عدنا للمربع صفر، واضطررنا الآن لصناعة منتخب جديد منذ البداية، لينافس من أجل التأهل لمونديال 2022، وأرى أننا نخدع الناس إذا سوقنا بأننا نريد أن نصل كأس العالم بمنتخب جديد قوامه من لاعبين قادمين من الأولمبي أو الشباب، صحيح أنهم يبشرون بالأمل، لكن لا أحد يعرف كيف سنصل على حساب كوريا واليابان، ونحن نصنع منتخباً حالياً، يحتاج لفترة عامين على الأقل حتى يصل للانسجام والنضج المنتظر، وأعتقد أنه كان الأصح الإعلان عن أن هذا المنتخب يتم بناؤه للوصول لمونديال 2026، والمنافسة على لقب آسيا 2027، وهكذا، وليس الحديث عن مونديال 2022، لأننا لو أخفقنا في الوصول سنعود مجدداً لنهدم ما بنيناه، ونتحدث عن تجهيز منتخب جديد لتصفيات 2026، وهكذا ندور في حلقة مفرغة».
وتابع: «منتخبنا، الذي قمنا بإعداده قبل 10 سنوات، لم يصل لمونديال 2018، فكيف سنصل إلى 2022 بمنتخب يتم إعداده هذا الموسم».

العبدولي: نظام المسابقات أفرز «لاعبي التدريبات»
اعتبر المدرب الوطني، حسن العبدولي، أن المستوى الفني لا يمر بأزمة، وأن هناك بارقة أمل بالنظر للجيل الصاعد، الذي يضم أسماء نتوقع منها المزيد من التألق، لكنه اعتبر أن نظام المسابقات وقوائم الأندية أفرزت لاعبين، يمكن وصفهم بلاعبي التدريبات، وذلك بالنظر لعدم مشاركتهم في المباريات بشكل كبير، ووجود بنود في مسابقة كأس الخليج العربي ودوري تحت 21 سنة، تجعلهم يقضون أغلب وقتهم على مدار الموسم بالتدريبات فقط دون مشاركة حقيقية.
وأوضح العبدولي، أن مباراة منتخبنا الوطني قدمت لنا نظرة على أسماء مميزة، بحاجة للمزيد من الثقة للتواجد أقوى على الساحة، وقال: «يجب أن نعتني بهم، على عكس الجيل الذهبي، الذي لم يتم تطبيق الاحتراف معه بالصورة الصحيحة، حيث جاءهم الاحتراف بمثابة عقود ورواتب فقط، وتحديداً الأرقام الخيالية التي دفعت سابقاً، وجعلت اللاعبين ربما يحققون أحلامهم المالية في مقتبل العمر، وبالتالي تقليل الطموح لدى بعضهم لاحقاً، فيما حالياً نمر بمرحلة تجديد، يجب أن نستغلها بصورة إيجابية».
وعبر العبدولي، عن تخوفه من تطبيق قانون اللاعب المقيم بالطريقة الحالية، حيث تم استغلال ثغرة، من شأنها أن تهدد عملية تطوير المواهب السنية، وهو أمر يجب التوقف عنده، ومعالجته قبل فوات الأوان.

كريس نكولاس: أستراليا عرفت «الروابط المحترفة» قبل عام واحد
أكد كريس نكولاس، رئيس اتحاد الكرة الأسترالي، على أن الاهتمام بالتنظيم الإداري للعملية الاحترافية يعتبر مطلباً ضرورياً، لكن يجب أن يسير بنفس الاهتمام والتركيز، مع العملية الفنية ومستويات الأندية والدوري بشكل عام، وقال: «في بعض الدوريات، يكون هناك اهتمام كبير بالجوانب التنظيمية، لكن المستوى الفني لا يتطور، لأن الاهتمام يكون أقل فيه، مقارنة بالاهتمام على إدارة منظومة الاحتراف الإداري والتنظيمي والتسويقي والمالي».
وتابع: «في أستراليا كان الاهتمام أولاً بالمستوى الفني للعبة، وتطوير اللاعبين في الأكاديميات والمراحل السنية، لذلك كان الدوري الأسترالي للمحترفين مميزاً رغم مشاركة 10 أندية فيه فقط، ورغم أن كرة القدم ليست هي اللعبة الشعبية الأولى في أستراليا، ولكن نحن نستفيد من نظم التدريب وأساليبها في تطوير اللاعبين، كما نصدر لاعبين لأوروبا ليستفيدوا فنياً بشكل أكبر».
وأضاف: «الدوري الإماراتي متطور بالطبع، ومنتخبكم فاز أمام منتخب أستراليا في كأس آسيا، لكن بشكل عام، نحن نخضع الكرة الأسترالية للتقييم كل 5 سنوات، ونقوم بتعديل مسارها بما يتوافق مع أهداف الخطة الاستراتيجية التي تسعى لتطوير الاحتراف والدوري عموماً، وكرة الإمارات تحتاج لنفس السياسة بالتأكيد».
وأكمل: «رغم تطورنا في مستوى كرة القدم فنياً، والوصول للمونديال بشكل مستمر منذ الانضمام لقارة آسيا، فإننا دخلنا عصر استقلال الرابطة الأسترالية للأندية المحترفة منذ عام واحد فقط، وهذا الموسم سيشهد إدارة الدوري الأسترالي من جانب الرابطة التي حققت دخلاً مبدئياً بلغ 45 مليون دولار، سيتم توزيعها على الأندية المشاركة في البطولة، كما سيحصل الاتحاد الأسترالي على 10% من هذا المبلغ تقريباً».
وأشار نكولاس إلى أن رابطة المحترفين الإماراتية لها سمعتها الطيبة من حيث التنظيم الاحترافي والإداري في قارة آسيا، وقال: «سعيت للاستفادة من الخبرات الإماراتية في الاحتراف، وتحدثت مع عبدالله الجنيبي رئيس الرابطة لمعرفة كيف يمكن أن يكون بيننا توأمة بين أستراليا والإمارات، للاستفادة من التطور التنظيمي التراكمي في إدارة منظومة الاحتراف الكروي من الجانب الإداري، ونحن مستعدون لإفادة الكرة الإماراتية».

سالجادو: المنشآت والمقومات قادرة على صناعة النجوم
أكد الإسباني ميشيل سالجادو، لاعب نادي ريال مدريد السابق، وصاحب الخبرة في مجال إدارة الأكاديميات في الدولة، أن المنشآت المتوفرة في الإمارات قادرة على صناعة النجوم، وتضاهي الإمكانيات الموجودة لدى الأندية العالمية، ويبقى الأهم التركيز على عملية التخطيط، وبناء الجيل الصاعد بالصورة العلمية والعملية الصحيحة.
وأشار سالجادو، إلى أنه حينما جاء إلى الإمارات للمرة الأولى، دُهشَ بما تمتلكه من إمكانيات وقدرات مادية، وهو ما شجعه لاحقاً على الإشراف على الأكاديمية الإسبانية في مدينة دبي الرياضية، وإقامة بطولة سنوية، تشارك فيها فرق عالمية، التي وجدت كافة السبل من أجل خوض المباريات والتدريبات بصورة مميزة، لكن السؤال الأهم هو كيفية تسخير هذه الإمكانيات المادية لخدمة المنظومة الكروية بشكل عام وقطاع الناشئين تحديداً، من خلال ترك الأكاديميات تعمل وفق آلية صحيحة، دون تدخلات من أشخاص غير فنيين، وعدم الاستعجال بحصد النتائج الفورية، حيث إن الأهم تبني أسلوب اللعب الصحيح، واستيعاب الناشئين للمهارات الأساسية بشكل كامل، قبل الانطلاق نحو الخطوة التالية.

حماد: «الهواة» غير قادرين على إدارة «المحترفين»!
مراد المصري (دبي)

اعتبر أحمد خليفة حماد، صاحب الخبرة الطويلة في القطاع الرياضي، أن الرقابة الإدارية أهم من الرقابة المالية، من أجل الارتقاء بجودة العمل، وتحقيق النقلة المنشودة لكرة الإمارات، على صعيد الاستثمار والتسويق، وغيرها من الجوانب لزيادة الدخل، وتحقق الخطوات المطلوبة للارتقاء بمنهجية العمل عموماً.
وأكد حماد، أن الهواة أو ممن يمكن وصفهم بالإداريين غير المتفرغين لا يمكن أن يقوموا بإدارة المحترفين، وقال: «حان الوقت أن تكون الإدارة محترفة أسوة بالفرق واللاعبين، لا يمكن أن تبقى الإدارة ذات ارتباطات خلال النهار وغير متفرغة بالكامل لإدارة النادي، ولعل أهم المناصب هي المدير التنفيذي، حيث تم تعين مديرين غير متفرغين، وفي أحيان أخرى تم الالتفاف على الأمر، من خلال وجود شخص آخر خلف الكواليس، يقوم بإدارة العمل بصورة فعلية».
وتابع: «ما يحدث حالياً، في طبيعة العمل الإداري داخل الأندية، وجود التفاف على نظام تراخيص الأندية، يجب أن تكون هناك رقابة وحزم أكبر بالموضوع، خصوصاً على صعيد الوظائف التي يتم تسكينها شكلياً، لكن على أرض الواقع يسير العمل بطريقة أخرى، وهو ما يجعلنا نشاهد غياباً للجوانب المتخصصة في مجال التسويق والاستثمار بصورة فعلية في الأندية، وللعلم فإن الغالبية العظمى من الأندية مشغولة بإدارة الأمور اليومية، ولا تمتلك خطة استراتيجية تمتد لسنتين أو أكثر، يجب أن تكون هناك مراقبة إدارية أكثر من المالية فقط، وتقييم لعمل الإدارات كل فترة».
واعترف حماد، بأن النتائج تضع الأندية في ضغوطات من ناحية التركيز عليها بالمقام الأول، عوضاً عن العمل على جوانب أخرى، وقال: «لدينا ثقافة جمهور الفوز التي تجعل من الصعوبة جذب الجماهير في حالة عدم تحقيق الفريق الانتصارات، وأيضاً تجعل الإدارات تقوم بتغييرات سريعة على الجهاز الفني واللاعبين، من أجل إنقاذ نفسها من الإقالة، وبالتالي إهمال جوانب تطويرية أخرى في النادي، وفي مجالات أخرى رئيسية».
وتابع: «ما يزيد من صعوبة إبرام عقود مع شركات لرعاية الدوري والأندية، هو افتقاد المسابقة للجودة اللازمة، خصوصاً من ناحية تفاعل المجتمع، واستغلال الجاليات الموجودة، التي تعد أغلبها عاشقة لكرة القدم، لكن لا يتم جذبها محلياً، وبالتالي فإن الشركات لن تلتزم بمبالغ مالية كبيرة أو فترة طويلة من العقود».
كما أوضح، أن ملاعب الأندية كانت بحاجة لتطوير في الفترة الماضية، وهو ما تحقق بشكل مبشر خلال بطولة آسيا الماضية، حيث إن مواصفات عدد كبير من الملاعب غير مشجعة لحضور الجماهير، فيما لاحظنا وجود بوادر إيجابية بعد تطوير عدد من الملاعب، وباتت البيئة أكثر جذباً، ونتمنى السير على هذه الخطى في المستقبل.