أسامة أحمد (الشارقة)
طالب عدد من إداريي أندية الرجال للكرة الطائرة والمهتمين باللعبة المجالس الرياضية بإنشاء أكاديميات متخصصة لإعادة بريق «الطائرة المفقود» في ظل النتائج السلبية لمنتخبات المراحل السنية، وآخرها حصول «أبيض الناشئين» على المركز الحادي عشر والأخير «صفر من النقاط» في البطولة العربية التي أسدل الستار عليها مؤخراً بالأردن بعد خسارته مبارياته الأربع التي لعبها في دوري المجموعات، مؤكدين أن الحلم يبدأ من المراحل السنية والمدارس من منطلق أن القاعدة الصحيحة هي الأساس، متطلعين إلى أن تكون البداية بأكاديمية في كل إمارة.
ويرى سعيد السويدي مشرف اللعبة بنادي شباب الأهلي- دبي أنه بعد أول أولمبياد تم تفعيل الأكاديميات في جميع دول العالم وهي متخصصة في الرياضة، وقال: لا يوجد لاعب في الدول المتقدمة يشارك في دورات الألعاب الأولمبية إلا عبر بوابة الأكاديميات من أجل أن يحقق الأهداف المرسومة.
وأشار السويدي إلى أنه توجد أكاديميات في جميع القطاعات بالدولة باستثناء الرياضة وهي في حيز كرة القدم، مبيناً أنه حان الوقت لإنشاء أكاديميات متخصصة بمواصفات حديثة، تشمل قطاعاً عريضاً من الطائرة، وخصوصاً أن الدولة ظلت تستضيف العديد من الأحداث العالمية التي تعكس مكانتها المرموقة في الخريطة العالمية حتى تحقق التجربة أهدافها المنشودة في إفراز لاعبين بمواصفات الطائرة الحديثة في قطاع المراحل السنية، وهو من القطاعات الحيوية ليكون لها الانعكاس الإيجابي على مسيرة اللعبة من أجل التقدم بخطوات صحيحة وثابتة إلى الأمام.
من ناحيته، شدد عبدالله زويد، مدير الفريق الأول بنادي العين، على أهمية إنشاء أكاديميات متخصصة للطائرة، مبيناً أنه ينبغي أن تكون البداية بطريقة صحيحة وحديثة حتى تقطف الأندية نفسها ثمار هذا المشروع الكبير الذي يكون له مردود إيجابي على مشاركات منتخبات المراحل السنية على الصعد كافة، وبالتالي نصل إلى منتخب أول قوي يملك مقومات اللعبة الحديثة التي تؤهله لحصد نتائج إيجابية.
وقال: إن جلب الخبراء المتخصصين في تكوين المراحل السنية، وتوفير الصالات لتحضيرات فرق المراحل السنية بعيداً عن الملاعب الخارجية كما يحدث في معظم الأندية، من العوامل التي تساعد على تحقيق أهداف هذا المشروع في حال إنشاء مثل هذه الأكاديميات.
وأضاف: يجب أيضاً توفير أدوات التطوير المناسبة وبرامج التغذية للاعبين الصغار من أجل تنمية مهاراتهم بصورة صحيحة، خصوصاً أن إفراز مواهب في الأكاديميات سيكون له المردود الكبير على اللعبة بصفة عامة، واختتم حديثه بقوله إن نجاح مثل هذه المشاريع مرهون بتوفير الموازنات الخاصة وصولاً إلى المراد. وقال رياض المنهالي مدير اللعبة بنادي بني ياس إن هذا المشروع الكبير يتطلب إرادة وهمة وموازنات خاصة من أجل النهوض باللعبة، لأن ما يحدث في المراحل السنية ينذر بالخطر، ما سيكون له الانعكاس السلبي على منتخباتنا الوطنية وما حدث في الأردن يعد بكل المقاييس إفرازاً طبيعياً لضعف القاعدة في معظم الأندية، وتابع: «ثقتنا كبيرة في المجالس الرياضية من أجل دعم ألعاب الصالات وفق النهج المرسوم، خصوصاً أنه في حال إنشاء أكاديمية في كل إمارة تتحقق العديد من الأهداف بالنسبة لممارسي هذه الألعاب التي تزيد من انتشارها في وجود عمل مدروس أساسه التخطيط».
وأضاف: «العمل والتخطيط في المراحل السنية سيكون له الأثر الكبير في إفراز مواهب وتقديم لاعبين صغار بمواصفات الطائرة الحديثة في ظل هذا الوضع الذي تعاني منه اللعبة».
ويرى عبدالله الواحدي، مدربنا الوطني، أن ندرة المواهب في الألعاب الجماعية بشكل عام، والكرة الطائرة على وجه الخصوص، بات حديث كل المنتسبين لهذه الألعاب رغم وجود الحلول الناجعة لذلك.
وأرجع الواحدي ضعف المراحل السنية في الأندية إلى عدم العودة إلى المدارس لاستكشاف المواهب، وعدم وجود أكاديميات للطائرة تُعنى باكتشاف هذه المواهب وصناعة الأبطال، ما وقف حجر عثرة على طريق التطوير.
وشدد الواحدي على أهمية المرحلة المقبلة التي تتطلب اعتماد برنامج لاكتشاف المواهب بالتنسيق مع المجالس الرياضية ووزارة التربية والتعليم، واختيار نادٍ لمدرسة من مدارس الحلقة التأسيسية في كل منطقة، مع اعتماد أكاديمية يُمارس من خلالها الطلبة الألعاب الجماعية تحت إشراف خبراء من كل الألعاب، يقع على مسؤوليتهم اختيار المواهب، مع وضع البرامج الكفيلة من أجل إفراز مواهب مبدعة في كل لعبة، هذا يصلح للعبة كرة اليد، وآخر للطائرة، وهكذا.
غياب الكشاف
أكد ماجد ثاني كابتن منتخبنا حان الوقت لتوجيه البوصلة نحو المدارس من أجل انتقاء المواهب في ظل غياب «الكشاف» الذي كان له دوره الكبير في اكتشاف المواهب في السابق. وأشار إلى أن الحل في إنشاء أكاديميات تتوزع فيها المهارات على أن يتم اختيار منتخب الأمل من هؤلاء اللاعبين النخبة خريجي هذه الأكاديميات.
وقال: يجب دعم الألعاب الأخرى من أجل تشجيع اللاعبين لممارسة الطائرة والبحث عن الخامات في المدارس بالتنسيق بين المجالس الرياضية والمناطق التعليمية وإنشاء أكاديميات للمراحل السنية من أجل تفريخ اللاعبين.