أسعار صالونات التجميل «نار» في العيد
تشهد صالونات التجميل النسائية في النصف الثاني من شهر رمضان الفضيل، وحتى آخر يوم من أيام عيد الفطر السعيد إقبالاً منقطع النظير نتيجة رغبة الفتيات والسيدات في تجميل أنفسهن، والظهور بمظهر لائق وأنيق أمام الأقارب والأصدقاء والمعارف الذين يجتمعون لتهنئة بعضهم بعضاً بإتمام الصيام، والقيام على مدى شهر كامل من التعب والسهر والتعبد.. ومن بزوغ فجر العيد الذي يفرح فيه الجميع ويسألون الله أن يتقبل طاعاتهم وعباداتهم.
تنظيف البيت وشراء الملابس الجديدة والحلويات اللذيذة والذهاب إلى صالونات التجميل النسائية والحلاقة الرجالية تجهيزات اعتدنا عليها قبل العيد بأيام معدودة، حيث تعلن حالات الطوارئ ويستنفر الجميع لئلا يدركهم الوقت ويأتي العيد قبل أن يستعدوا له على أكمل وجه.
يزعم كثيرون أنهم يجهزون لرمضان والعيد ميزانية خاصة كونهما مناسبتين عزيزتين على القلوب، ولا يمكن التغاضي عن مصاريفهما، خصوصاً أن معظم صالونات التجميل النسائية تنتظر العيد على أحر من الجمر لتستقبل أكبر عدد ممكن من الزبونات، وتكوي جيوبهن بأسعار خيالية تزداد إلى الضعف أو الضعفين عن الأيام العادية!!
السؤال المطروح: إلى أي مدى تملك تلك الصالونات الحق في استغلال حاجة الزبونات ورفع أسعار الخدمات التي تقدمها لهن؟؟ وهل ينبغي فرض رقابة عليها تحاسبها على تلك التجاوزات فتحمي الفئة المستهدفة، وهي ممثلة بالفتيات والسيدات اللاتي لا يستغنين عن تلك الصالونات بأي وجه من الوجوه؟
حول هذا الموضوع التقينا مجموعة من الفتيات والسيدات ومالكات صالونات وأخريات مشرفات وعاملات، لنحاورهن في ذلك.
للضرورة أحكامها
تقول سوزان بدو، طالبة جامعة، “أحب أن أبدو جميلة ومميزة بلباسي ومظهري في العيد، لأن فيه نجتمع مع أقاربنا الذين بالكاد نراهم بين الفينة والأخرى، وأتزاور مع صديقاتي ويهنئ بعضنا بعضاً في العيد، مما يضطرني للذهاب إلى الصالون لأعمل تنظيف بشرة، وأسرح شعري وغير ذلك، حيث أفاجأ بالأزمة وكثرة الزبونات، فأضطر للانتظار مدة طويلة أقلها 3 ساعات أشعر فيها بالضجر والصداع، وبعدما يأتي دوري وأحصل على حاجتي تصدمني صاحبة الصالون بالأسعار وأناقشها فتقول جميع الزبونات دفعن نفس الأسعار، وإنها أسعار متداولة في جميع الصالونات بحكم مناسبة العيد، فأخجل من الإلحاح عليها بأن تخفض لي السعر نتيجة توجه الأنظار نحوي، وأدفع لها وأنا غير راضية من داخلي، لكنني مضطرة وهي تستغل حاجتي”.
أسعار مضاعفة
تتفق أم عادل، ربة بيت، مع رأي سوزان، حيث أنها تصطحب بناتها الثلاث إلى الصالون ليقصصن شعرهن ويصبغنه قبل العيد بيومين، فتفاجأ بزيادة السعر إلى ضعفين.. تعلق أم عادل على ذلك بالقول: “تشكو صالونات التجميل من قلة الزبونات على مدى العام وإذا ما حل العيد يحين معه موعد الانتقام، حيث ترفع الأسعار وتختفي الابتسامة والبشاشة من وجه صاحبة الصالون والعاملات فيه، ويتعاملن بفوقية وجفاء، ويصيبهن نوع من الغرور لكثرة إقبال الزبونات عليهن، وإن لم يعجب السعر إحدانا وتغادر المكان دون قضاء حاجتها فغيرها مستعدة لدفع أكثر مما يطلبن لتعطي الأولوية وتسارع العاملات نحوها على حساب غيرها ممن حضرن قبلها، وإن اعترضت إحدانا تزعم صاحبة الصالون أن الزبونة (المدللة) أخذت موعداً قبل مجيئها!!”
أما روان المجالي معلمة لغة عربية فتفيد بأنها تذهب بصورة مستمرة إلى الصالون، حيث تعمل معه اشتراكاً شهرياً بسعر محدد، وإذا ما انتهى تقوم بتجديده مما يمنع عنها التلاعب بالأسعار فترة العيد وفي المناسبات، كما أنها تحجز موعداً على الهاتف تبلغ فيه عن الساعة التي ستأتي فيها إلى الصالون، مما يعطيها الحق في أن تنتهي قبل غيرها من الزبونات.
تخفيضات ولكن
تشير ليليان جورج، موظفة في شركة خاصة، إلى أن صالونات التجميل النسائية باتت تنتشر بصورة كبيرة جداً في كل مكان، وتتنافس فيما بينها لتستقطب أكبر عدد ممكن من الزبونات، تضيف ليليان: “لو طالعنا بعض الصحف الأسبوعية الإعلانية لوجدنا عشرات الإعلانات عن تخفيضات وعروض للسيدات بمناسبات مختلفة مثل عيد الأم، وعيد الحب، وعيد الفطر السعيد وغيرها، لكن هل تلك التخفيضات تضمن للزبونة نفس مستوى الخدمة المقدمة لها قبلها؟ بالنسبة لي أنا لا أتردد على الصالونات إلا نادراً، لأنني أخذت دورة في كيفية العناية بالبشرة ووضع المكياج الذي يتلاءم مع المناسبات المختلفة، هذا يعني أنني صرت أثق بقدراتي الخاصة وأعتقد أن على كل امرأة أن تتعلم كيف تزين نفسها، فالأمر بسيط وسهل، ولا يتطلب الذهاب للصالونات التي كل همها نفض جيوب السيدات عبر إقناعهن، بالقدرة على زيادة جمالهن وإخفاء عيوبهن المتعلقة بالشعر والبشرة وما شابه ذلك”.
بهجة العيد
تشكو هبة أيوب، موظفة بنك، من مبالغة صالونات التجميل النسائية في أسعارهن قبيل العيد وأثناءه وتقول: “من الصعب الخروج من صالون التجميل قبل الـعـيد مـن دون دفـع 400 أو 500 درهم على الأقل، فالكثير من هذه الصالونات تستغل حجم الإقبال عليها لرفـع الأسـعار. وهـذا الحال ينطبق على محال الملابس، ففي حين ننتظر مـنها الـعـروض الخاصة، نجـدهـا تـرفـع أسـعـار بضائعها، وبالتالي نصبح مجبرين على الشراء بحكم أن للعيد فرحة وبهجة خاصة ولا بد أن نكون مستعدين لها لكنني أتمنى أن تكون هناك رقابة على أصحاب تلك الصالونات ومحال الملابس تعاقبهم على استغلال حاجتنا”.
أصحاب الصالونات يردون
تدافع ميني، مديرة أحد الصالونات النسائية في العين عن نفسها، بالقول: “لا شك أننا نجد إقبالاً كبيراً من الفتيات والسيدات قبيل العيد وأثناءه، ونبقى لساعات طويلة من الليل دون أن نغلق أبوابنا وفي نفس الوقت نعطي الأولوية لمن أجرت حجزاً قبل قدومها وهناك زبونات يأتين قبل العيد بأسبوع ليتجاوزن الأزمة وضيق الانتظار.. لا شك في أن العيد موسمنا الذي ننتظره والذي تستغله الصالونات برفع أسعارها إلى أضعاف مضاعفة، أما بالنسبة لي فالأسعار نفسها والزبونات يعرفنها جيداً، ولا أريد أن أخسر علاقتي بهن عبر الزيادة في الأسعار التي قد تنفرهن مني فقليل دائم خير من كثير منقطع”.
تختلف صاحبة صالون نسائي آخر مع ميني، وفضلت عدم ذكر اسمها، وتفيد بأنها ترفع أسعارها في العيد وغيره من المناسبات، معتبرة أن ذلك ليس مشكلة أو عيباً في حقها لأن أجور الصالونات ارتفعت مما تترتب عليه زيادة في المصاريف وأجور للعاملات، وغلاء في مواد التجميل ذات النوعية الجيدة، كل ذلك يحتاج لمردود يسد التكاليف، ويحقق الربح الذي تعمل من أجله، وتقول: “لكل صالون أسعاره وخدماته وصالوني يعتبر من الصالونات الراقية جداً، ولا تدخله أي زبونة، ومن يناسبها السعر وتقتنع بمستوى الخدمة العالي الذي يقدمه صالوني تأتي إلي، ومن أرادت أسعاراً أرخص ستبحث وستجد ما يناسبها”.
الرجال أيضاً يتجملون
مما يلفت الانتباه تشابه صالونات حلاقة الرجال مع صالونات التجميل النسائية في بعض الخدمات المقدمة لكلا الجنسين، مع مراعاة خصوصية كل منهما، فالاهتمام بالمظهر العام والمبالغة في بعض الأحيان في تجميله أو مسايرته للموضة بات من الأمور التي يجب أن نتوقف عندها ونتحدث عنها، فقد خرجت صالونات الحلاقة الرجالية عن صورتها النمطية التقليدية التي كانت تقتصر على حلق الشعر واللحية، وباتت تنافس صالونات الحلاقة النسائية في أعدادها، يقول الحلاق أدهم عبد السلام: “نقدم خدمات متنوعة مثل قص الشعر أو حلقه بأشكال وقصات مختلفة، وحلق اللحية والشارب أو تقصيرهما وسشوار الشعر، أو عمل تسريحات له، بالإضافة إلى عمل تنظيف للبشرة وإزالة الشعر الزائد منها بالواكس والخيط، وعمل بدكير ومنكير للأظافر عبر تنظيفها وطلائها بمادة مقوية يحضرها الزبون معه، ولعل ذلك ما يتطلبه الشباب من باب الاهتمام بالمظهر”.
يبين أدهم أن الضغط على صالون الحلاقة الذي يعمل به كبير جداً في الربع الأخير من رمضان، حيث يبدأ الجميع يستعدون للعيد ويزداد تردد الزبائن من بعد صلاة التراويح إلى الثالثة فجراً، أما ليلة العيد فلا نوم ولا راحة، حيث الزبائن يصطفون طوابير كل منهم ينتظر دوره.
ويؤكد أدهم أن قائمة الأسعار لديه لا تتغير ولا تتبدل، فهي واحدة في جميع الأوقات والمناسبات وفي متناول الجميع، كما أنه يثمن الدور الذي تلعبه البلدية في تشديد الرقابة والمتابعة على صالونات الحلاقة الرجالية، لتكشف التجاوزات في الأسعار أو التقصير في نظافة المكان والأدوات المستخدمة في الحلاقة ودرجة تعقيمها ومدى التزام الحلاق بالزي الخاص به، ووضع كمامة على أنفه وفمه أثناء الحلاقة... الخ.
من جانبه يوضح الدكتور سالم الكعبي، مدير إدارة الصحة العامة ببلدية العين، أن قسم الرقابة العامة يقوم بصورة مستمرة بحملات تفتيشية صباحية ومسائية للتأكد من التزام الصالونات النسائية والرجالية على حد سواء بشروط النظافة والصحة والسلامة، كتعقيم الأدوات المستخدمة وضرورة ارتداء الكمامات الواقية أثناء ممارستهم أعمالهم، وغيرها من الإجراءات الوقائية التي تحد من انتشار الأمراض، واتخاذ إجراءات صارمة في حق الصالونات المخالفة، أما بالنسبة لمراقبة الأسعار فهذا ليس من مهام البلدية ويعود لجهات أخرى مختصة بذلك.
المصدر: العين