أبوظبي (وام)
حققت جمهورية الصين الشعبية على مدار 7 عقود إنجازات باهرة ونجاحات عظيمة تكاد تصل إلى حد المعجزات. ومنذ إعلان الزعيم ماو تسي تونغ تأسيس الجمهورية الأول من أكتوبر 1949 أثبتت الصين أنها أمة لا تعرف اليأس واستطاعت تخطي كافة العقبات والتحديات لتحقق أكبر قفزة اقتصادية واجتماعية وعلمية شهدها التاريخ البشري. وتعد التنمية الاقتصادية أهم الإنجازات حيث تمت خلال الفترة من 1952 إلى 2018 مضاعفة إجمالي الناتج المحلي نحو 174 مرة من 67.91 مليار يوان إلى 90.03 تريليون يوان، لتصبح البلاد اليوم ثاني أكبر اقتصاد في العالم.
وتعتبر الإمارات أفضل شريك للصين بمنطقة الشرق الأوسط، مع إمكانية تطوير هذه العلاقات وتوسيع آفاقها لخدمة المصالح المشتركة، في ظل الاهتمام الكبير لقادة البلدين بتطوير العلاقات والاستثمار فيها بما يخدم التوجهات العامة، ويدعم الرؤية المشتركة. وتشهد العلاقات الدبلوماسية بين الإمارات والصين أفضل حالاتها نظراً لمجموعة من الأسباب، أهمها الزيارات المتبادلة بين قادة البلدين والتي كان آخرها زيارة الدولة التي قام بها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، إلى الصين في يوليو الماضي تلبية لدعوة الرئيس الصيني شي جين بينغ.
ويرتبط البلدان بمجموعة كبيرة من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم التي شملت قطاعات مختلفة كالطاقة والفضاء والاتصالات والتعليم والرعاية الصحية والذكاء الاصطناعي والبنية التحتية والتصنيع والثقافة والسياحة وغيرها، كما تعتبر الإمارات محطة مهمة للأعمال والتجارة الصينية، حيث تعد بوابة العبور لـ60% من الصادرات الصينية إلى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وتتخذ نحو 4200 شركة صينية من الإمارات مقراً لممارسة أنشطتها التجارية، إضافة إلى أكثر من 300 ألف صيني يقيمون ويعملون في الإمارات، كما يشهد التبادل التجاري بين البلدين ارتفاعاً تصاعدياً، حيث من المتوقع أن يتجاوز 70 مليار دولار في العام المقبل 2020.
وعلى المستوى الثقافي والتعليمي، أبرمت المنظومتان التعليميتان في كلا البلدين، على مستوى القطاعين العام والخاص مجموعة من الاتفاقيات في مجال التبادل الأكاديمي والمعرفي، إلى جانب العديد من النشاطات الثقافية المتبادلة التي توالت طيلة السنوات السابقة بهدف تحقيق التقارب بين الثقافتين والشعبين، بالإضافة إلى التطور الذي طرأ على القطاع السياحي، والذي تأثر إيجاباً وبشكل ملحوظ بعد قرار إعفاء مواطني الصين من شرط الحصول على التأشيرة عام 2016، حيث تجاوز عدد الزوار الصينيين المليون و100 ألف زائر سنوياً، كما وصل عدد الرحلات الأسبوعية لشركات الطيران في البلدين إلى 150 رحلة.