قال سمو الشيخ أحمد بن راشد آل مكتوم رئيس نادي الوصل إنه يتحمل مسؤولية نتائج فريق الكرة في الموسم الحالي، وأن طرد الحارس ماجد ناصر في الدقائق الأولى من المباراة تسبب في الخسارة أمام المحرق البحريني الذي جاء إلى دبي بهدف الفوز، ونال مراده بحصد اللقب الخليجي”. وكان سمو الشيخ أحمد بن راشد آل مكتوم قد دعا إلى اجتماع طارئ لمناقشة وبحث أسباب الإخفاق غير المتوقع، خصوصاً أن كل الظروف كانت تصب في مصلحة الفريق للفوز باللقب الخليجي الثاني في مشواره. وسوف تشهد الساعات المقبلة بعض القرارات، وذلك بعد تأكيد إدارة الوصل أنها تقدم اعتذارها لجماهير الفريق على ما حدث في المباراة، سواء من الخسارة غير المتوقعة، أو بما صاحب اللقاء من سلوكيات لاعبي الوصل التي أدت في النهاية إلى هذه الخسارة الموجعة. ومن المنتظر أن تصدر العديد من القرارات والعقوبات الصارمة لمن تسبب في هذه الخسارة، ومن دون شك فإن إدارة الوصل تدرك الحزن الكبير الذي أصاب الشارع الكروي الإماراتي، والوصلاوي خاصة لما حدث، خاصة أن الوجود الجماهيري الكبير، والذي ملأ مدرجات زعبيل، كان ينتظر أن يحمل الفريق كأس البطولة للمرة الثانية، والاحتفال مع الجماهير بشكل رسمي، خاصة أن الوصل عندما حقق لقب النسخة الـ25 كانت من دون حضور هذه الجماهير في أرض الملعب، وجلست لتتابع الأمور ومجريات المباراة وقتها أمام قطر القطري خلف المدرجات”. واللافت للنظر في الوقت الراهن بصفوف الوصل التصرفات الغريبة التي بدت تظهر على السطح، وهي ظاهرة لابد من الوقوف عندها كثيراً، وبعيداً عن التقليعات الغريبة للاعبين في “صبغ” الشعر أو التسريحات الغريبة لبعضهم فإن “النطحات” الخاصة باللاعبين في المباريات أصبحت ظاهرة لابد من الوقوف عندها كثيراً، على شاكلة النطحة الشهيرة التي وجهها الفرنسي الكبير زين الدين زيدان إلى المدافع الإيطالي ماركو ماتيراتزي في نهائي مونديال ألمانيا 2006، قام لاعبا الوصل الدوليان ماجد ناصر وراشد عيسى بنهج أسلوب زيدان نفسه في مباراة واحدة، وفي لقاء غاية في الحساسية في نهائي الخليج للأندية ليدفعا بالفريق إلى خوض المواجهة بتسعة لاعبين أمام المحرق البحريني، وتسببا بالخسارة بركلات الترجيح 4-5 بعد انتهاء الوقت الأصلي بالخسارة 1-3. وجاء طرد ماجد بعد مرور 10 دقائق فقط من بداية المباراة ثم واصل راشد عيسى مسلسل “النطحات” في الدقيقة 78 ليساهم اللاعبان في ضياع لقب بطولة في وقت كانت على مرمى حجر من أيادي لاعبي الوصل لولا التصرف الصبياني لكلا اللاعبين، والذي تسبب بغضب جماهيري عارم في استاد زعبيل، وسط مظاهر احتجاج على الخسارة. من ناحية أخرى تبخر حلم الأسطورة الأرجنتيني دييجو مارادونا في الفوز بأول ألقابه في عالم التدريب، وهو يقود “الفهود” في نهائي بطولة الأندية الخليجية الـ27 أمس الأول، والذي شهد سيناريو “كارثي”، لم يكن ليتوقعه أشد المتشائمين، حيث لم ينجح الوصل في الحفاظ على شباكه نظيفة، أو حتى استغلال أي من الفرصتين المتاحتين أمامه، وهما التعادل بأي نتيجة أو حتى الخسارة بهدفين نظيفين على أقصى تقدير، فتحولت احتفالات الجماهير “الصفراء” إلى أحزان عقب المباراة التي انتهت بخسارة الوصل في وقتها الأصلي بنتيجة الذهاب 3-1 نفسها، قبل أن تنتهي بضربات الترجيح لمصلحة المحرق البحريني، وبدا الأسطورة الأرجنتيني حزيناً منكسراً، بعد المباراة ندماً على ضياع لقب كان في متناول اليد، وطلب الاجابة على 3 أسئلة فقط خلال المؤتمر الصحفي، نظراً لرغبته في الانصراف سريعاً من النادي. وأعترف مارادونا بمرارة صدمة الخسارة التي لم يكن هو نفسه يتوقعها، وقال “هذا السيناريو من النادر أن يتكرر، فلو لعبنا بكامل عددنا لاختلف الوضع تماماً، ونجح المحرق في أن يثنينا عن المباراة، وكان قادراً على أن يفرض أسلوبه، ويسيطر على منتصف الملعب، مقابل تراجع أداء الفريق، وسيطرة الإحباط على اللاعبين، بعد طرد ماجد ناصر في وقت مبكر، مما صب في مصلحة الضيوف من الناحية النفسية ومن ثم الفنية، وأهنيء المحرق على الفوز الذي يستحقه لاعبيه بكل تأكيد”. وعن تصرف ماجد ناصر، وطرده الذي كان نقطة تحول في سير احداث المباراة، قال مارادونا “الطرد بعثر أوراق الوصل، وكان له تأثير على أداء خط الوسط، حيث اضطررنا لسحب لاعب من وسط الملعب، وغيرنا طريقة الأداء، كما زاد الضغط الفني والبدني والنفسي على لاعبي الفريق، وهو الأمر الذي صعب المهمة للغاية في ظل تقدم المحرق بهدف ثان”. ورداً على سؤال حول تصريحاته قبل المباراة، بأنه لن يترك الفرصة للمحرق لأن يلعب ويتخطى وسط ملعبه، قال “بالفعل كانت هي الخطة التي اعتمد عليها، ولكنها كانت تنجح كما نجحت في مباراة الذهاب، لو كانت الكفتان متساويتان، وكلا الفريقين يؤدي بعدد اللاعبين نفسه، ولكن ما حدث أن الوصل تلقى هدفاً وخسر حارس مرماه في اللحظة نفسها”. ورفض مارادونا وصف ما حدث أمام المحرق على أنه تكرار لسيناريو مباراة الأرجنتين وألمانيا في مونديال جنوب أفريقيا والتي خسرها بعد تأخره مبكراً، وقال “إن المقارنة غير منطقية، ولكل مباراة ظروفها، ولكن ما حدث أننا خسرنا أمام ألمانيا في بداية المباراة بتلقينا هدفاً سريعاً، ولكننا في لقاء المحرق خسرنا لاعبا، ومن ثم ارتكب لاعبونا أخطاءً أيضاً”. وعن معنى خسارة اللقب، ومدى تأثر مستقبله وعمله مع الوصل قال “دخلت المباراة بدوافع الفوز لإنهاء الموسم بلقب يمسح الأحزان لدى الجميع، ولكن أتت الرياح بما لا تشتهي السفن، وأنا لست نادماً على أي قرار اتخذته أو على أي شيء حدث وبات من الماضي”. وأضاف: “سأظل بالرغبة نفسها في مواصلة الأداء والفوز في جميع المباريات والبطولات، لقد تحضرنا للموسم المقبل من الآن، ووضعنا الخطوط العريضة كافة المتعلقة بخطة الإعداد ومقر المعسكر واحتياجات الفريق، وسيتم التفكير في المستقبل لأني ملتزم بعقد مع الوصل وسأكمله لنهاية الطريق”. الجماهير تطالب بـ «تفنيش» ماجد وعاشت جماهير الوصل ليلة حزينة، بعدما تبخر حلم داعبها طويلاً في للفوز ببطولة، ولقب يمسح أحزان الموسم الجاري الذي شهد اخفاقاً لم يكن متوقعاً له أن يحدث في ظل وجود مدرب بحجم الأسطورة مارادونا، وصبت الجماهير جام غضبها على الحارس ماجد ناصر عقب نهاية المباراة بخسارة “الفهود”، واستخدمت ضده الهتاف الجماعي الذي لم يخل من ألفاظ جارحة، وطالبت إدارة الوصل بضرورة رحيله عن صفوف الفريق، و” تفنيشه “ وإنهاء عقده، أو إعادته لناديه الأصلي، وعدم التمسك ببقائه ضمن قائمة “الفهود”، ولم تفلح محاولة تدخل عدد من مسؤولي الإدارة لتهدئة الجماهير الغاضبة التي اتفقت على ضرورة رحيل ماجد، خاصة بعد تكرار مشاكله، وتعرض الفريق للعديد من الخسائر نتيجة تصرفاته غير المبررة. وشهدت الدقائق الأولى من المباراة تقدم المحرق بهدف، على أثره احتك ماجد ناصر بمهاجم المحرق بدون داع، وهو في طريقه للحصول على الكرة من مرمى “الفهود”، فما كان من حكم الساحة القطري فهد جابر، إلا أن منحه بطاقة حمراء لسوء السلوك، مما أعاد للأذهان وقائع حارس الوصل الذي بات علامة استفهام كبيرة، خاصة أنه لا يزال موقوفاً محلياً، على خلفية تعديه بالضرب على الإسباني كيكي مدرب الأهلي، وهي الواقعة التي تعرض بسببها للايقاف 13 مباراة، غير أن ادارة الوصل أعادته للتدريب رغم القرار الذي أعلنه بالاعتزال، ومنحته الفرصة للمشاركة في بطولة الأندية الخليجية التي تسبب تصرفه غير المبرر في ضياع لقب كان في متناول يد فريقه بعد طرده في الدقيقة العاشرة من المباراة. الخروج في حراسة الشرطة وحدث ما لم يتوقعه أي وصلاوي بملعب “الفهود” في زعبيل بدبي، حيث خسر الوصل اللقب “بفعل فاعل”، وأقدام وسلوكيات لاعبي “الأصفر” أنفسهم، حيث تسبب ماجد ناصر الحارس الموقوف محلياً في إحداث خلل كبير في صفوف الوصل، بعد خروجه عن النص وارتكاب خطأ كلف فريقه خسارة بطولة كانت قريبة منه، ولكن يبقى ماجد ناصر اللغز المحير في الكرة الإماراتية، ومعه كذلك مارادونا المدير الفني للوصل، والذي فشل تماماً في تهيئة لاعبيه بالشكل الذي يتناسب مع نهائي بطولة، ولم تكن هناك أي بصمة للمدرب وجهازه المعاون في الموقعة الأخيرة، والتي كانت بمثابة “الضربة القاضية” لمارادونا الذي كان يمني النفس بتحقيق لقب هو الأول له في تاريخه التدريبي. جماهير “الفهود” أعلنت بمنتهى الوضوح والصراحة أمس موقفها من لاعبيها، خاصة ماجد ناصر، وظلت منتظرة أمام النادي، ويبدو أن ماجد ناصر كان يتوقع الهجمة الجماهيرية عليه، فرفض الخروج من الباب الرئيسي، وخرج من الباب الخلفي في حراسة الشرطة، وهو اعتراف صريح ومؤكد من اللاعب نفسه بأنه أخطأ في حق نفسه وحق ناديه، عندما واصل ارتكاب الأخطاء التي كلفت الوصل الكثير خلال هذا الموسم، سواء على المستوى المحلي أو الخليجي بايقافه محلياً 17 مباراة وطرده في نهائي بطولة، كان الفريق يسعى لتحقيقها لعلاج أخطاء الموسم. وليس هذا فحسب بل ظلت الجماهير تنتظر خروج مارادونا من النادي، وطلبت منه بعبارات إنجليزية بسيطة، “مارادونا.. ماجد ناصر “أوت”، وظلت تكررها كثيراً والمدير الفني في طريقه للخروج من النادي. وتفاعلت الأمور بشكل كبير في النادي أمس، حيث قامت مجموعة كبيرة من جمهور الفريق بالدخول إلى غرفة خلع الملابس، وكأنهم يبحثون عن لاعب بعينه، وهو ماجد ناصر، ولكنها خرجت سريعاً بعد الفشل في الوصول إلى مأربهم، ثم تحولت الجماهير إلى مقر النادي، ولكنها وجدت أبواب الادارة مغلقة، وافترشت جماهير “الفهود” الأرض أمام الإدارة في رد صريح منها على رفضها للعمل الذي لم يثمر في نهاية الموسم عن شيء، وظلت حتى الساعات الأولى من صباح أمس، وهي تضرب “كفاً بكف” لما حدث لفريقها من انهيار كامل أمام المحرق الذي كان يبحث عن حفظ ماء الوجه ولم يكن يتوقع الذيب البحريني أن يصل الانهيار بالوصل لهذه الدرجة والتي تسبب فيها في المقام الأول ماجد ناصر.