حسن الورفلي (بنغازي- القاهرة)
تجددت الاشتباكات العنيفة بين قوات الجيش الليبي والميليشيات المسلحة مساء أمس في محوري الخلاطات والعزيزية جنوب العاصمة طرابلس.
وأكدت مصادر عسكرية ليبية لـ«الاتحاد» وصول تعزيزات عسكرية إلى عدد من الألوية العسكرية التابعة للجيش الليبي وخاصة في محور عين زارة جنوب طرابلس، مشيرة إلى أن الوحدات العسكرية تتقدم بخطى ثابتة نحو قلب العاصمة.
وأشارت المصادر إلى استهداف سلاح الجو الليبي لتمركزات الميليشيات المسلحة في المنطقة الوسطى بمدينة سرت، مؤكدة أن مقاتلات الطيران الحربى للجيش نفذت ثلاث غارات جوية مساء أمس.
إلى ذلك، تمكنت وحدة الدفاع الجوي في اللواء التاسع التابع للجيش الليبي من إسقاط طائرة تركية مُسيرة تابعة لميليشيات الوفاق فوق أجواء مدينة ترهونة غرب البلاد.
وقال المركز الإعلامي لغرفة عمليات الكرامة إن الطائرة التركية المُسيرة حاولت استهداف تمركزات لقوات الجيش الليبي في مدينة ترهونة.
وعرض اللواء التاسع مشاة صوراً ومقاطع للطائرة التركية التي أسقطها في أطراف المدينة، مؤكداً أن إسقاط الطائرة التركية المسيرة يأتي بعد ساعات من صدور بيان وزاري في نيويورك شاركت فيه أنقرة يدعو إلى وقف الحروب الجوية في ليبيا.
وقال المركز الإعلامي لغرفة عمليات الكرامة إنه تم إسقاط 25 طائرة تركية تابعة للميليشيات منذ انطلاق عملية «طوفان الكرامة» في الرابع من أبريل الماضي.
ويرى مراقبون أن المعارك الجوية في طرابلس دخلت مرحلة جديدة بعد دفع أنقرة بأحدث طائراتها الاستطلاعية «cagatay» لدعم الميليشيات المسلحة في طرابلس، وذلك بعد تطويرها مؤخراً وأصبحت قدرتها على رؤوس متفجرة صغيرة لا يزيد وزنها على 12 كلجم فيما تستطيع التحليق لمدة 14 ساعة متواصلة.
وأكد عسكريون ليبيون في تصريحات لـ«الاتحاد» إلى أن الأراضي الليبية باتت حقل تجارب للأسلحة التركية وخاصة الطائرات المسيرة، معربين عن تخوفهم من عملية إغراق مدن المنطقة الغربية بالآليات العسكرية والطائرات المسيرة.
ولا تحتاج طائرة الاستطلاع التركية التي أسقطت في ترهونة إلى مطار أو مدرج للإقلاع كما هو الحال مع طائرات «بيرقدار» المسيرة التي تستخدمها تركيا في طرابلس، ويمكنها الإقلاع والتحليق من أي مكان سواء كان معسكراً أو مزرعة أو حتى الشارع لطالما أنها كانت قريبة من السيارة التي تقوم بتوجيهها رفقة الطاقم المشغل.
فيما شنّت مقاتلات سلاح الجو الليبي غارات دقيقة على تمركزات الميليشيات المسلحة في الشق العسكري لقاعدة معيتيقة ومخازنها في العاصمة طرابلس. وقال المركز الإعلامي لغرفة عمليات الكرامة، إن الغارات الجوية أحدثت تدميراً داخل قاعدة معيتيقة.
ويعد مطار مصراتة الدولي هو الوحيد الذي يعمل في مدن المنطقة الغربية، وذلك بعد إعلان إدارة مطار معيتيقة الدولي في طرابلس تعليق الرحلات بسبب القصف المستمر له.
بدوره قال قائد اللواء 106 مجحفل التابع للجيش الليبي اللواء سالم رحيل إن مخطط تركيا للسيطرة على ليبيا تم التخطيط له منذ سبع سنوات، مشيراِ إلى مشروع يهدف للقضاء على المشروع الوطني للقيادة العامة للقوات المسلحة الليبية.
وأشار اللواء سالم رحيل إلى دخول تركيا إلى مدينة مصراتة غرب البلاد عن طريق العملاء، مؤكدا أن إحباط القيادة العامة للجيش الليبى للمشروع التركي أغضب نظام أردوغان الذي سلح الميليشيات المسلحة ونقل الدواعش إلى ليبيا حتى تستمر الفوضى في ليبيا وينتعش اقتصاد أنقرة على حساب دماء الليبيين.
بدورها كشفت مصادر عسكرية لـ«الاتحاد» عن اندلاع اشتباكات عنيفة بين قوات الجيش الليبي ومسلحي تنظيم داعش الإرهابي بالقرب من منطقة «انتينة 80» بين مدينتي القطرون وأم الأرانب.
فيما أعلن طيران «أفريكوم» عن مقتل 7 إرهابيين تابعين لتنظيم داعش الإرهابي في غارة جوية نفذها مساء الأحد في الجنوب الليبي.
إلى ذلك، كشفت تقارير صحفية ليبية عن مصرع القيادي البارز في ميليشيا الصمود المدعو «هشام امسيمير» رفقة أحد مرافقيه على طريق يربط بين مدينتي ترهونة ومسلاتة.
وأدانت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا التهديدات التي وجهها أفراد في إحدى الميليشيات المسلحة في طرابلس ضد وزارة المالية.
وأكدت البعثة الأممية أن هذا التصرف المدان يشكل انتهاكا خطيرا لسيادة القانون، معربة عن دعمها الكامل لقرار السلطات المختصة بتحديد الجناة ومقاضاتهم، ووقوفها على أهبة الاستعداد لتقديم كل الدعم اللازم لمؤسسات الدولة والمسئؤولين في سعيهم لخدمة الشعب الليبي عبر التنفيذ الكامل لسيادة القانون.