«دالاس» مزيج فريد من الأبراج الشاهقة ومسيرات رعاة البقر
تجمع منطقة دالاس وفورت وورث بين مظاهر الحداثة والعراقة، حيث تعد هذه المنطقة الأكثر تعبيراً عن تاريخ الغرب الأميركي ورعاة البقر كما أنها تجسد في الوقت ذاته التقدم والحداثة الأميركية في أبهى صورها. وتدشين “طيران الإمارات” الخدمة الجوية المباشرة إلى دالاس يفتح نافذة جديدة أمام السائح في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا للاطلاع على تاريخ هذه المنطقة، وثقافة رعاة البقر والمزارعين الأميركيين.
يوسف العربي (دالاس) - دشنت طيران الإمارات مؤخرا خدمة يومية مباشرة بين دبي ومدينة “دالاس” في إطار خططها المتواصلة لتوسيع شبكة محطاتها العالمية وانطلاقا من الأهمية الاستراتيجية التي تحظى بها المدينة الأميركية، التي تعد مركزا تجاريا فعالا يحتضن مقار الكثير من الشركات العالمية المدرجة ضمن قائمة “فورتشن لأكبر 500 شركة في أميركا”.
معدل الإشغال
في الوقت الذي تحتضن فيه مدينة دالاس، المقار العالمية لكبرى شركات النفط والتأمين، يمكن للسائح في أن يتابع مسيرات رعاة البقر “الكاوبوي” وقطعان الأبقار من ذوات القرون الطويلة التي تجوب المناطق القديمة في المدينة على مدار اليوم. وتعد مدينة دالاس الأميركية ثالث أكبر مدن ولاية تكساس وتاسع أكبر المدن في الولايات المتحدة حيث تبلغ مساحتها 997 كيلو مترا مربعا يتجاوز عدد سكانها المليوني نسمة. وتعتبر دالاس المركز الثقافي والاقتصادي الرئيس في ولاية تكساس، كما أنها تكتسب جزءا كبيرا من شهرتها كونها مركزا عالميا للصناعات النفطية والاتصالات، والأعمال المصرفية والتأمين.
إلى ذلك، أكد لاري بيج، نائب الرئيس لشؤون الأميركيتين في “طيران الإمارات”، أن متوسط نسبة الإشغال على الخدمة الجوية إلى مدينة دالاس سجلت معدلات إشغال تبلغ نحو 85%، لافتا إلى أن جزءا كبيرا من حركة السفر على الوجهة الجديدة يرجع في الأساس إلى حركة السياحة النشطة إلى مدينة “دالاس وفورت ورث”، التي تزخران بالعديد من المعالم السياحية الشهيرة.
وأكد أن تدشين “طيران الإمارات” للخدمة الجوية المباشرة إلى دالاس يفتح نافذة جديدة أمام السائح في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا للاطلاع على تاريخ هذه المنطقة، وثقافة رعاة البقر والمزارعين الأميركيين.
مائة عام
تأتي منطقة “ستوك يارد” بمبانيها التاريخية القديمة في مقدمة المقاصد السياحية في المدينة، وتضم هذه المنطقة مباني تاريخية مسجلة لا تسمح السلطات المحلية بإزالتها أو إجراء أية تعديلات معمارية، وهو الأمر الذي يجعل منها قطعة من التاريخ الأميركي الذي يعود إلى أكثر من مائة عام مضت.
ويشهد شارع “اكستشينج افنيو” مسيرات لرعاة الأبقار الذين يستعرضون أبقارهم ذوات القرون الطويلة في تقليد يهدف إلى الحفاظ على طبيعة هذا الشارع الذي كان بمثابة بورصة للأبقار حيث كانت تجرى وقائع المزادات الحية على هذه القطعان.
وبعد مرور نحو مائة عام على هذه المزادات يكتفي رعاة البقر من ذوي الشوارب المعقوفة والبنادق البدائية باستعراض الأبقار أمام السائحين الذين تتاح لهم فرصة التقاط الصور لقطعان الأبقار والخيول التي تجوب “اكستشينج افنيو” على مدار اليوم.
وتحتفظ المنطقة بطبيعتها حيث تنتشر المتاجر التقليدية التي توفر مستلزمات رياضة ركوب الثيران بالإضافة إلى مجسمات للأبقار فضلا عن مناطق للمسابقات وعروض الموسيقى الريفية التي تتميز بصخبها الشديد وشعبيتها الجارفة وسط جموع الأميركيين والسائحين على حد سواء. ويعمل في قطاع السياحي في “فورت ورث” أكثر من 19 ألف موظف، وتمتلك المدينة نحو 13 ألف غرفة فندقية تتوزع على 140 فندقا، منها 2622 غرفة وسط المدينة، بحسب إحصائيات مكتب تنشيط السياحة في المدينة.
عائدات السياحة
أظهرت البيانات أن عائدات القطاع السياحي في مدينة فورت ورث بلغت أكثر من 1,3 مليار دولار خلال العام الماضي حيث نحو من 5,5 مليون سائح، قضوا 10,2 مليون ليلة فندقية.
وفي المقابل، يتميز قلب مدينة “دالاس” الأميركية بكونها مركزا عالميا للمال والأعمال بفضل موقعها في ولاية تكساس الغنية بآبار النفط، ويعج وسط المدينة بالأبراج الشاهقة ومظاهر الحداثة الأميركية.
وتضم المدينة نحو 24 شركة من قائمة “فورتشن” لأكبر 500 شركة على مستوى العالم مثل بما فيها “إكسون موبيل” و”كيمبرلي كلارك” و”تيكساس انسترومنت” و”ساوث ويست”.
وتحتضن دالاس حدائق للنباتات والأشجار النادرة تمتد على مساحة تزيد على 85 كيلو مترا بالإضافة إلى 17 بحيرة، أشهرها البحيرة البيضاء وباشمان فضلا عن 276 ميداناً وملعباً رياضياً، للرياضات المختلفة، مثل كرة السلة والتنس وكرة القدم الأميركية وغيرها.
واستقبلت مدينة دالاس نحو 28 مليون سائح خلال العام الماضي حيث أكبر الوجهات السياحية في ولاية تكساس الأميركية خاصة على صعيد سياحة المال والأعمال والترفية.
ويعد مطار دالاس فورت وورث ثالث أكبر مطار في العالم ازدحاما حيث استقبل نحو 57 مليون مسافر خلال 2011 ويعد المطار الوحيد في الولايات المتحدة الأميركية الذي يمكنه الوصول لأي نقطة داخل الدولة من خلال رحلة لا تتعدى اربع ساعات.
مطبعة الدولارات
على أطراف منطقة “فورت ورث” توجد مطبعة أوراق النقد الأميركية التي تمد السوقين المحلية والعالمية بنحو 60% من احتياجاته من الفئات الدولارية المختلفة.
وتمثل مطبعة النقود في “فورت ورث” مزارا سياحيا مهما حيث يتاح للزائرين التعرف على خطوات طباعة الأوراق النقدية بداية من وصول الورق الخام، وحتى طباعة العلامات المائية والرسوم والنقوش المميزة وصولاً إلى حفر الأرقام المسلسلة.
ويمكن لزائري المطبعة مشاهدة الرافعات التي تنقل مليارات الدولارات تمهيدا لنقلها إلى مقار البنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، ولا تسمح السلطات المشرفة على المطبعة بالتقاط الصور الفوتوغرافية أو الدخول بأجهزة الهواتف المتحركة حفاظا على أمن وسرية هذه العملية بالغة التعقيد.
وأكدت إدارة المطبعة انه تم اختيار مدينة فورت ورث لإقامة هذه المطبعة قبل 23 عاما لعدة أسباب أهمها توافر خطوط النقل الجوي المباشر إلى جميع فروع بنك الاحتياطي الأميركي في كانساس ودالاس وسان فرانسيسكو وهيوستن ولاس فيغاس.
وتبلغ الطاقة الإنتاجية لمطبعة الدولارات نحو 24 مليون دولار/ الساعة وتلقت أوامر بإصدار اكثر من 4.8 مليار دولار من الأوراق النقدية منذ بداية العام 2012. وتضم مطبعة النقد الأميركية في فورت ورث قسما فريدا يعني بإصلاح الأوراق النقدية التالفة أو المحروقة حيث يضم هذا القسم خبراء متخصصين يمكنهم تحليل الرماد الناجم عن احتراق الأوراق النقدية، ومن ثم تقدير قيمتها وردها لأصاحبها. ويقدم هذا القسم خدماته مجانا ويستفيد منها هؤلاء الذين تعرضوا لاحتراق الأوراق النقدية من فئة الدولار.
صور المواقف طريفة
داخل قسم إصلاح الأوراق النقدية التالفة في مطبعة النقد الأميركية في فورت ورث يتم عرض صور لأشهر الطرائف التي تعرض لها فريق العمل على مدار العقدين الماضيين، وتحكي الصور المعروضة عن بقرة قامت بالتهام آلاف الدولارات فاضطر صاحب هذه الأموال وهو فلاح من منطقة فورت وورث؛ إلى جلب أحشاء البقرة لمطبعة الدولارات ليقوم الخبراء بتقدير الأوراق النقدية التي ابتلعتها البقرة، ومن ثم تعويضه عنها بأوراق نقدية جديدة.