أحمد الطنيجي يساعد أعضاء هيئة التدريس على تحقيق أهدافهم
الشارقة (الاتحاد) - معيد أو مساعد باحث أو مساعد دكتور كلها مسميات لمهنة أكاديمية واحدة تتعلق بالطلبة الذين تخرجوا في مرحلة البكالوريوس، وارتأوا إلى إكمال دراساتهم العليا؛ فصاروا يساعدون أعضاء الهيئة التدريسية في الجامعة على تدريس الطلبة والإشراف على امتحاناتهم ومتابعتهم في المختبرات، بغية تدريبهم على إعداد أنفسهم ليصبحوا مدرسين جامعيين في المستقبل، ومن هؤلاء طالب الدكتوراه والمعيد في جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا والبحوث (فرع الشارقة) أحمد الطنيجي، الذي يلعب دورا إشرافيا في الجامعة.
نظام البحوث
اختار الطنيجي (27 سنة) أن يدرس هندسة إلكترونية بعد أن اكتشف حبه للإلكترونيات وشغفه الدائم بتفكيكها والتعرف على طريقة ومبدأ عملها، واختار ليحقق حلمه أن يدرس في كلية الاتصالات التي كانت تحل محل جامعة خليفة فرع الشارقة قديما، وبعد أن تخرج بامتياز من مرحلة البكالوريوس شرع بإتمام دراساته العليا والتحق بجامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا والبحوث في الشارقة.
ويعلل السبب في اختياره هذه الجامعة على وجه التحديد لإكمال الماجستير والدكتوراه قائلا «في جامعة خليفة الدراسة بنظام البحوث، واخترت أن أدرس بنظام البحوث لئلا أكون محكوما بجدول معين ومادة معينة، بل أردت أن أعد أنا المادة وأختار الموضوع الذي أجري حوله بحوثي فأشعر بالحرية والانطلاق وتكون أمامي مساحة كبيرة لأبدع وأتميز.
ويضيف «كان همي أن آتي بما لم يسبقني إليه أحد وذلك لا يعني أنني أسير على هواي دون وجود مشرف أو مرجع لي في الجامعة بل لديّ أساتذة يشرفون على بحوثي سواء في مرحلة الماجستير أو الدكتوراه ويوجهونني أولاً بأول للطريق الصحيح في متابعة بحثي أو أطروحتي».
وحول طبيعة المهام التي يقوم بها، يقول الطنيجي «بمجرد أن تسجل في الجامعة لدراسة الماجستير والدكتوراه تصبح موظفا فيها، وعليك أن تعمل بجانب دراستك على مساعدة أحد الدكاترة في الجامعة، أو مساعدة فني المختبر بحيث لا يتجاوز نصاب عملك 6 ساعات في الأسبوع، وأنا بدوري أحببت أن أتنقل وأختار في كل فصل دراسي عملا مختلفا عن الفصل الذي يليه لأصقل مهاراتي في التعامل مع الطلبة وتدريسهم.
ففي الفصول الماضية عملت مساعد دكتور أي قمت بتدريس أكثر من مساق لطلبة الهندسة الإلكترونية (السنة الأولى والثانية)، في الصفوف أو قاعات الدرس وكان تقديمي للمادة الدراسية المقررة يتبع أسلوب المحاضرة، وفي هذا الفصل أدرس وأعمل مساعد فني مختبر، حيث يوجد لدينا في الجامعة عدة مختبرات وبدوري أشرف على الطلبة في المختبرات الفيزيائية ومختبرات الإلكترونيات، حيث أقف إلى جانب فني المختبر وأعينه على متابعة الطلبة وهم يركبون الأجزاء الإلكترونية».
تجاوز الصعوبات
يقول الطنيجي «لا يخفى على أحد أهمية متابعتهم لأن أي خطأ في عملهم يجعل الشبكة الإلكترونية لا تعمل بصورتها النهائية، فلا بد من أن يكون التطبيق صحيحا لتحصل الفائدة من هذا التدريب، ونظرا لأن عدد الطلبة كبير نوعا ما فلا بد من شخص يساعد فني المختبر على عمله حيث أتقاسم وإياه الطلبة الذين يعملون في مجموعات، ونبدأ بالتجوال بينهم ومتابعتهم عن قرب بل والعمل معهم إن لزم الأمر».
ويوضح الطنيجي أنه لم يجد أي صعوبة في تدريس الطلبة وشرح المحاضرات لهم وذلك لوجود خبرات سابقة لديه اكتسبها عندما كان طالبا في مرحلة البكالوريوس، حيث كان يعمد الدكاترة إلى تعويد الطلبة على الوقوف والشرح والمناقشة سواء كان ذلك في المساقات الهندسية أم في مساق آخر اسمه مهارة الإلقاء يدرسه الطلبة في الجامعة، ويكتسبون من خلاله مهارة الوقوف أمام الجمهور أو الطلبة، ما أسهم في تدريبه على تقديم المادة العلمية للطلبة دون وجود أية مخاوف أو حاجز من الخجل، بل لاحظ الطنيجي مدى تفاعل الطلبة معه أثناء المحاضرة وشعورهم بقربه منهم بل إن الكثير من الطلبة يتجهون إليه بأسئلتهم في المختبر عوضا عن سؤال الدكتور الذي يدرسهم المساق من باب خجلهم منه، هذا بدوره زاد من ثقة الطنيجي بنفسه ومن استمتاعه وحبه للتدريس ورغبته في أن يؤدي عمله على أكمل وجه ممكن.
ويؤكد الطنيجي، الذي يعد الدكتوراه في الهندسة الإلكترونية، وقد وصل إلى السنة الثالثة في دراستها، إلى أن التدريس في الجامعة لا يعتبر عبئا على طلبة الدراسات العليا وذلك لأن ساعات التدريس قليلة ومفيدة في الوقت نفسه، ويعتبرها منفسا له من ضغوط الدراسة وتبعثه على التجدد وتخلص من الشعور بالملل، خصوصا أنه يتمثل الدور أو المكان الذي يريد أن يصل إليه في المستقبل وهو أن يصبح دكتورا في الجامعة يدرس الطلبة مساقات تخصصية.
أطروحة الدكتوراه
بعيدا عن عمل الطنيجي كمعيد يتحدث عن أطروحتيه في درجة الماجستير وتلك التي يعدها لدرجة حاليا للدكتوراه، ويقول «في الماجستير تحدثت أطروحتي عن تحديد مصدر الصوت باستخدام لاقطين (ميكروفونين)، حيث قمت بتثبيت ميكروفونين على بعد معين وبمسافة بينهما أتاحت لي هذه المسافة أن أعرف أن الصوت الصادر باتجاههما يصل إلى أحد المكروفونين قبل الآخر، هذا الفرق في وصول الصوت قادني إلى معرفة زاوية مصدر الصوت الأفقية وذلك بإجراء عمليات حسابية، ومن ثم قمت بوضع هذين اللاقطين على رأس روبوت وركبت له أذن لولبية لأقيس الزاوية العامودية إلى جانب الزاوية الأفقية لمصدر الصوت، ما جعلني أصل إلى تحديد مصدر الصوت بالضبط ومعرفة زاويته إلى اليمين أو إلى اليسار وزاويته للأعلى أو للأسفل ما يفيدنا في استخدام هذه الدراسة في المجالات الأمنية».
ويضيف «في الماجستير استخدمت فكرة لواقط الصوت أما في الدكتوراه استخدمت لواقط هوائية نسميها أنتين، والتي تستقبل موجات هوائية لا تسمع بالأذن، حيث وضعت ما يقارب 4 أنتينات في الهواء وحرصت على وجود مسافة بينها، وعمدت إلى دراسة الأنتينات المرسلة وأخرى المستقبلة التي تستخدم لنقل قراءات الحساسات التي تقيس الحرارة والرطوبة علما أن هذه العملية تحتاج إلى جهاز تحديد المواقع جي بي أس والذي يستمد طاقته من الحساسات ويستنزفها، فحاولت أن أستغني عن هذا الجهاز.
وانشغلت بتحليل الذبذبات التي تصدر من الأنتينات وتستقبلها الأنتينات الأخرى فتوصلت إلى معرفة من هي الأنتينات المرسلة ومن هي المستقبلة وتحديد مكانها ومعرفة الرطوبة والحرارة عبرها دون الحاجة إلى جهاز تحديد المواقع الجي بي أس وذلك باستخدام معادلات هندسية معقدة».