سامي عبد الرؤوف (دبي)
تبحث وزارة الصحة ووقاية المجتمع، حالياً، إدراج فحوصات جينية لقائمة الفحوصات الحالية لبرنامج فحص ما قبل الزواج، الذي يضم في الوقت الراهن 3 أنواع رئيسية هي: فحص أمراض الدم الوراثية، والأمراض المعدية، والأمراض المنقولة جنسياً.
وقالت الدكتورة عائشة سهيل، مدير مراكز الرعاية الأولية بالوزارة، لـ«الاتحاد»: «تتجه الوزارة إلى تطوير البرنامج في الفترة المستقبلية، ومن أبرز الأمور التطويرية، العمل حالياً على إصدار شهادة فحص ما قبل الزواج إلكترونياً، وسيتم إرسالها إلكترونياً في القريب العاجل إلى وزارة العدل لتسهيل إجراءات المتعاملين».
وأشارت إلى أن عدد المستفيدين منذ بداية العام وحتى نهاية شهر أغسطس الماضي، بلغ 10209 مستفيدين من المواطنين والمقيمين، حصلوا على الخدمة عبر 26 مركزاً صحياً في 6 مناطق طبية، موزعة على 6 إمارات من دبي وحتى الفجيرة. وأوضحت أنه يتم فحص المقبلين على الزواج والتأكد من خلوهم من الأمراض الوراثية والمعدية والمنقولة جنسياً، وتقديم المشورة للحالات الإيجابية، وتحويلهم لعيادة الوراثة إذا استلزم الأمر، وتقديم التطعيمات لبعض الحالات الإيجابية مثال: تطعيم الكبد الوبائي للشخص الذي سيرتبط بشخص مصاب وتطعيم الحصبة الألمانية للإناث غير المحصنات ضد الحصبة.
وعن الإجراءات التي تؤخذ مع الحالات الإيجابية، أجابت سهيل: «يتم الاتصال بالشخص ذي الحالة الإيجابية وتحديد موعد له، خلال الموعد يتم ابلاغ الشخص المصاب من قبل الطبيب بطبيعة المرض، في حال موافقة الشخص المصاب على استكمال إجراءات إصدار شهادة فحص ما قبل الزواج يتم أخذ موافقته لإخبار الطرف الثاني». وأضافت: «في حال القبول يتم تحديد موعد آخر للطرفين للإخبار بالنتيجة وإعطاء المشورة والتطعيمات والإجراءات الوقائية تبعاً للحالة الطبية، أما في حال الرفض فيتم إبلاغه بأن الإجراء لن يتم وفقاً للقوانين الطبية المتبعة».
وحول الفحوصات الحالية التي يقدمها البرنامج، ذكرت الدكتورة عائشة سهيل، أنه يتم فحص أمراض الدم الوراثية (الثلاسيميا، الانيميا المنجلية واخلافات الهيمجلوبين الأخرى)، وفحص مجموعة الأمراض المعدية (الكبد الوبائي ب وج، الإيدز)، بالإضافة إلى فحص الأمراض المنقولة جنسياً (الزهري).
ولفتت مديرة إدارة مراكز الرعاية الصحية الأولية، إلى إمكانية منع حدوث حوالي 60% من التشوهات الخلقية وحوالي 100% من أمراض الدم الوراثية مثل الثلاسيميا والأنيميا المنجلية من خلال تطبيق هذه الفحوصات، مؤكدة أن الفحوصات تعمل على تقليل انتقال الأمراض المعدية إلى أحد الطرفين وذلك بالاكتشاف المبكر لها ومعالجتها وكذلك تقليل انتقال بعض الأمراض المعدية إلى الجنين التي قد تؤدي إلى تشوهات خلقية أو إعاقة ذهنية وأحياناً الوفاة.
وعن إمكانية إعادة النظر في التشريعات الموجودة أو تطويرها فيما يخص فحوصات ما قبل الزواج، أفادت بأنه يتم التطوير بشكل سنوي تماشياً مع التغييرات المحدثة في البرنامج، مشيرة إلى أن الخدمات التي يقدمها برنامج فحص ما قبل الزواج، تشمل أخذ معلومات حول التاريخ المرضي الوراثي للعائلة وإجراء فحوصات الدم المشمولة في البرنامج وتوفير استشارات متخصصة للحالات التي تستدعي ذلك.
وأشارت إلى أنه تم إضافة فحوصات ما قبل الزواج في نظام «وريد»، بهدف إتاحة نتائج ومعلومات الفحوصات، والحصول عليها من أي مرفق طبي تابع للوزارة، بغض النظر عن مركز الرعاية الذي أجريت فيه الفحوصات، وكذلك تعزيز دقة توثيق المعلومات وعدم فقدانها، منوهة إلى أنه تم كذلك تحديث ملف الفحص والمشورة ما قبل الزواج، حيث تم تقليص الأوراق المطلوبة للفحوصات، ومن أهمها التعهد أو الإقرار الذي كان يؤخذ من الشخص الراغب في الفحص.
وفي سياق متصل، قامت الدكتورة عائشة سهيل، مدير إدارة الرعاية الصحية الأولية، بمجموعة من الزيارات الميدانية لمراكز الرعاية الصحية الأولية، للاطلاع على سير العمل في كافة وحدات وأقسام المراكز الصحية ومناقشة تحديات العمل وطرق تذليلها ومتابعة آلية تقديم الخدمات الصحية وآلية تطبيق البرامج الصحية المقدمة في المراكز والوقوف على كافة الاحتياجات من المواد والأجهزة والأدوية والكوادر البشرية لخدمة مراجعي المراكز الصحية.
وأشارت إلى أنه في الآونة الأخيرة تمت زيارة مراكز القرائن، والرفاع، وواسط، والرقة، بالإضافة إلى مراكز الثميد، والذيد، والدقداقة، وسيف بن علي، ومربح.
وأكدت سهيل، ضرورة تقديم أفضل الإمكانيات المتوفرة لخدمة مراجعي المركز الصحي والعمل على الارتقاء بمستوى وكفاءة الخدمات الصحية المقدمة في مراكز الرعاية الصحية الأولية والتركيز على سعادة المتعاملين وتحقيق الأهداف المرجوة.