«الطيران الاقتصادي» يفرض سياسة التنويع وتخفيض الأسعار على الناقلات التجارية
فرض الطيران الاقتصادي منخفض التكاليف سياسة سعرية جديدة على الناقلات التجارية التي لجأت إلى تخفيض التذاكر وتنويع الخيارات أمام المسافرين لكسب ميزة تنافسية، بحسب عاملين في القطاع.
وتركزت الخيارات الجديدة على الوجهات التي تصل فيها مدة الرحلة حتى 5 ساعات، ومن خلال قيام العديد من شركات الطيران بطرح عروض بأسعار أقل على فترات متقطعة، بعيداً عن فترات الذروة.
كما امتدت العروض لفترات أطول، فيما ارتفع عددها قياسا بالفترات السابقة.
وقدر معنيون في قطاع النقل الجوي انخفاض أسعار التذاكر على بعض الوجهات بنحو 20%.
وقال محمد العبادي المدير الإقليمي لمصر للطيران في دبي والإمارات الشمالية
إن الأسعار هذا العام أقل من السنوات السابقة، وذلك مرده دخول شركات طيران جديدة إلى الخدمة في المنطقة، خاصة شركات الطيران منخفضة التكاليف.
وبين أن تلك الشركات قادت عملية إعادة هيكلة سعرية، حيث استقطبت تلك الشركات جزءا من حركة السفر، من خلال الأسعار التي تقدمها. وأوضح أن إعادة هيكلة الأسعار اتخذت عدة وسائل، إما بالتخفيض المباشر، أو من خلال طرح العروض السعرية المتعددة على فترات مختلفة، مبيناً أن العروض تتم على عدد من المقاعد، وليس على كل الطاقة المقعدية.
وأشار إلى أن تلك العروض تأخذ بعين الاعتبار العائد التشغيلي المناسب، ولا يعني تعدد العروض الوصول بسعر غير عادل.
ورغم الأزمة المالية العالمية وتداعياتها على قطاع الطيران ودخول شركات الطيران الخاص، إلا أن حركة الركاب على رحلات مصر للطيران حققت نمواً طفيفاً منذ يوليو الماضي، بحسب العبادي.
ولفت إلى أن إعادة هيكلة الأسعار أثرت على العائدات نسبياً، ولا يعني نمو الركاب حدوث نمو في العائدات.
وأضاف أن العائدات في جميع شركات الطيران تأثرت بفعل المتغيرات، وان كانت بنسب متفاوتة.
وبدوره، أشار غيث الغيث الرئيس التنفيذي لشركة “فلاي دبي” إلى أن وجود “فلاي دبي” في السوق استهدف بالأساس تقديم أسعار أقل وبطريقة غير معقدة، وتوفير خيارات أمام الراكب للإنفاق على السفر بطريقة تناسبه، من خلال تحديد الخدمة التي يريدها.
وأشار محمد الإمام المدير الإقليمي للخطوط القطرية إلى أن أسعار تذاكر السفر بشكل عام تراجعت عن الأسعار المماثلة في العام الماضي بسبب وجود تنافس من جانب شركات الطيران، وتوسعات شركات الطيران الخاص في المنطقة.
ولفت إلى أن الأسعار تراجعت أكثر من 20%، الأمر الذي شمل مختلف الوجهات، بما في ذلك دول مجلس التعاون الخليجية، والوجهات العربية.
وقال “امتد تخفيض أسعار تذاكر السفر إلى وجهات عديدة في الهند”، مبيناً أن التراجع في السعر العام شمل الوجهات التي تصل مدة الرحلة فيها إلى 5 ساعات، والتي ركزت عليها شركات الطيران منخفض التكاليف.
وفي إطار المنافسة، أشار إلى أن الشركة قامت بتخفيض أسعارها على بعض الوجهات لمواجهة أسعار شركات الطيران الأخرى، خاصة الاقتصادية. ولفت إلى أن خريطة شركات الطيران تغيرت كلياً، حيث دخل السوق العديد من الشركات مثل فلاي دبي، والجزيرة، و”كينج فيشر”، علاوة على العربية للطيران، وسما و”اير انديا” وغيرها، فمعظم هذه الشركات تعمل على وجهات يصل زمن الرحلة إليها إلى نحو 5 ساعات، وبالتالي تأثر السعر بالانخفاض.
وأكد وليد بكر مدير حورس للسياحة أن وجود شركات الطيران منخفض التكاليف أسهم في تخفيض أسعار الطيران التجاري.
وأضاف “وجود الطيران الاقتصادي دفع الناقلات التجارية إلى مراجعة أسعارها، بشكل دوري”.
وبين أن الأسعار انخفضت بنحو 20%، لاسيما في غير أوقات الذروة.
وأشار إلى أن التوسع في خدمات الطيران الاقتصادي سيرفع من نسب التخفيضات، ويتوقف التخفيض على مدى فتح الأجواء وتحريرها لتسيير رحلات إلى مدن ما تزال مغلقة لصالح الناقل الوطني في كل بلد، خاصة في مناطق بالسعودية، والقاهرة في مصر، والعديد من المناطق في شمال أفريقيا، والتي لايتجاوز مداها 5 ساعات.
وقال محمود سالم، مشرف مبيعات في بن عمير للسفريات، إن الدور الذي لعبته شركات الطيران الاقتصادي واضح بصورة أكبر على الوجهات القريبة، والتي لا تتعدى مدتها خمس ساعات.
وأوضح أن شركات طيران لجأت إلى المنافسة من خلال العروض، في فترات ركود السفر.
ويرى وليد شوقي مدير مكتب بن عمير للسفريات في دبي أنه لم يلمس تأثيراً كبيراً في انخفاض أسعار الطيران التجاري، بدخول وتوسعات الطيران الاقتصادي، معتبرا أن ما يجري من عروض على الأسعار سمة قائمة قبل ظهور الطيران منخفض التكاليف.
وقال “ربما تكون هناك زيادة في عمليات العروض”.
ولفت إلى أن شركات الطيران تستخدم عروض الأسعار على عدد محدود من المقاعد لتنشيط مقطع معين، وليس بالضرورة أن يسري العرض على السفر من الوجهتين.
وأشار شوقي إلى أن شركات الطيران الاقتصادي تبيع بأسعار مرتفعة خلال فترة المواسم، ونمو الطلب، ولا يختلف الأمر كثيراً بين شركات الطيران بمختلف أنواعها في زيادة الأسعار، حيث تتبع جميعها مبدأ العرض والطلب، علاوة على أن منخفضة التكاليف تفرض رسوماً على تغيير تواريخ السفر، أو عند إعادة التذكرة، مع رسوم إضافية على الوزن
المصدر: دبي