رضا سليم (دبي)

اختفى المدرب المواطن في ملاعب اليد، ولم يعد له ظهور في دوري الأقوياء على عكس المواسم السابقة التي كان فيها موجوداً على استحياء من خلال مدرب واحد أو اثنين، ولكن هذا الموسم خرجت الأندية عن النص واختارت مدربين من جنسيات مختلفة ليتحول المدرب المواطن إلى «غريب في داره»، رغم أن جميع المدربين من العرب وتقريباً نفس المدرسة التدريبية.
ويشهد دوري أقوياء اليد هذا الموسم 10 مدربين ليس من بينهم مواطن، وهم التونسي سامي السعيدي مدرب شباب الأهلي دبي، ومواطنه المنجي البناي مدرب النصر، والمصري مروان رجب مع فريق بني ياس، والمصري وليد عبدالكافي يقود فريق مليحة، والجزائري محمد معاشو مع الوصل ومواطنه سفيان حيواني مع الشارقة والتونسي محمد أبو غزالة مع العين ومواطنه ثابت محفوظ مع الجزيرة والمصري محمد متولي مع الوحدة ومواطنه محمد حسن مع الظفرة.
في المواسم الماضية، كان خالد أحمد هو أبرز المدربين المواطنين، حيث قاد فريق شباب الأهلي دبي ونجح في حصد عدد من البطولات معه، فيما ظهر كل من قاسم عاشور مدرب منتخب الناشئين حالياً وسعيد غريب وكلاهما كان مدرب طوارئ، وبخلاف ذلك لا يوجد على الساحة مدرب مواطن باستثناء المدربين المساعدين مثل جاسم محمد المدرب المساعد بفريق الشارقة ويوسف حسن المدرب المساعد لفريق شباب الأهلي دبي ومحمد حسن المدرب المساعد لفريق النصر، وجمعة العشر المدرب المساعد لفريق مليحة.
وأكد قاسم عاشور مدرب منتخب الشباب والناشئين أن الأندية تتعامل مع المدرب المواطن على أنه ليس كفؤاً وغير قادر على تحقيق البطولات، مع أن التاريخ يؤكد أن هؤلاء المدربين قادرون على تحقيق البطولات، ولكن فكر الأندية مختلف ويكفي أن كل فرق الدوري العشرة تسعى للفوز بالبطولات، ولا أحد يفكر في المدرب المواطن، وللأسف بعض الأندية لجأت لوضع اللاعبين المعتزلين في منصب المدرب المساعد مع المدرب الأجنبي بدلاً من أن تبدأ به من المراحل السنية ويصعد مع مجموعة الصغار للقمة، كما أن 99% من المدربين الأجانب لن يعلموا المدرب المواطن خطط وطرق اللعب وأو فكرهم خوفاً من أنهم يرحلون ويتولى المواطن مكانه.
وأضاف: دور الاتحاد في توجيه رسائل للأندية في حال وجود دورات للمدربين خارج الدولة، ولكن على الاتحاد أن ينظم دورات داخل الدولة وتكون إلزامية للأندية والمدربين المواطنين، بالإضافة إلى أن يكون الحضور لكل محاضرات الدورة، ويكون هناك اختبار لأن بعض المدربين يسجلون في الدورة ويحضرون اليوم الأول واليوم الأخير فقط.
وكشف عن أن لائحة الهيئة العامة للرياضة تحتاج إلى تغيير؛ لأنها تمنح المدرب المواطن عندما يتولى تدريب منتخب من منتخبات اللعبة مكافأة قدرها 5000 درهم، في حين لو تعاقد الاتحاد مع مدرب أجنبي يكون بمبالغ كبيرة بخلاف السيارة والسكن، وهنا اختلال في التعامل ما بين المواطن والأجنبي ويضطر الاتحاد للتحايل على اللائحة من أجل زيادة مكافأة المدرب، وهذا الأمر يحتاج إلى تعديل من جانب الهيئة باعتبارها رأس الهرم.
ونوه بأن المدرب المواطن لن يخرج من دائرة الطوارئ إلا أذا فكرت الأندية بشكل مختلف مع التعامل معه، وتعاقدت معه بشرط محاسبته، مشيراً إلى أن اتحاد الكرة يتعامل مع المدرب المواطن بشكل أفضل من خلال اللجنة الفنية ووجود عدد من المدربين والدورات التي لا تتوقف، صحيح أن اتحاد الكرة لديه ميزانيات كبيرة، ولكن شهدنا مدربين ظهروا على الساحة مثل مهدي علي وعبدالعزيز العنبري حققوا إنجازات وغيرهم الكثير والقاعدة كبيرة.
ويؤكد عبدالرزاق الهاشمي رئيس مجلس إدارة شركة الألعاب الرياضية بنادي النصر أن المدربين المواطنين حققوا بطولات في آخر 20 سنة، منهم أحمد الغيب الذي نال كأس صاحب السمو رئيس الدولة للنصر، ومحمد شريف مدرب الأهلي حقق الدوري والكأس وقاسم عاشور حقق كأس صاحب السمو رئيس الدولة مع النصر، وخالد أحمد نجح في تحقيق عدد من البطولات مع شباب الأهلي، وبالتالي هناك 4 مدربين متميزين، وهو ما يعني أن المدرب المواطن لديه كفاءة عالية.
وطرح الهاشمي السؤال: هل المدرب المواطن من اهتمام الهيئة العامة للرياضة واتحاد اللعبة، وقال: «هناك اهتمام من جانب النصر ولدينا في النادي 3 مدربين مواطنين وهم محمد حسن مدرباً مساعداً للفريق الأول، وسعيد محمد مدرب فريق الشباب، ومحمد عمران فئة الأشبال، ولدينا خطة مستقبلية 70 إلى 80% على مستوى الفئات السنية والرجال في المستقبل من المدربين المواطنين».

خالد أحمد: الأجانب «عواجيز» لا يملكون فكر التطوير
أكد خالد أحمد، المدرب المساعد لمنتخبنا الوطني، أنه خاض تجربة مع نادي شباب الأهلي دبي عدة مرات، ونجح على مدار عدة سنوات في الحصول على بطولات، ولكن المشكلة أن إدارات الأندية تحمل المدربين المواطنين ضغوطاً كبيرة، على عكس المدرب الأجنبي، ففي الموسم الماضي خسرت من الشارقة في السوبر، وكنت أواجه ضغوطاً كبيرة للفوز، وتكرر السيناريو مع المدرب الأجنبي، وخسر السوبر وأكمل المسيرة بدون ضغوط، بالإضافة إلى أن الأندية تتعاقد مع المدربين الأجانب لمدة 3 سنوات، ولا ندري لماذا هذه السنوات، رغم أن الفريق لا يملك مقومات البطولة، وبالتالي يجلس المدرب 3 مواسم بحجة بناء فريق، ولو رحل بعدها سيتجه إلى نادٍ آخر، وبالتالي هناك تخبط في الإدارة.
وأضاف: «المفروض أن الأندية تتعاقد مع المدربين المواطنين، طالما أن طموحها اللعب بعيداً عن المنافسة، وبالتالي تمنح الثقة للمواطن الذي سيحاول قدر الإمكان من تقديم كل ما لديه لإثبات نفسه، بجانب أن الأجنبي لا يقدم إضافة للدوري، وهناك مدربون لا يطورون أنفسهم، ودائماً ما يرفضون حضور الدورات الدولية، ولا يمنحون الفرصة للمدربين المواطنين للتطوير، خاصة أنهم وصلوا لمرحلة «الشيب»، وباتوا غير قادرين على قبول التطوير في اللعبة».