لكبيرة التونسي (أبوظبي)

السعي للبحث عن كنوز البيئة المحلية لاستثمارها جعل المواطن سالم القايدي يتوصل إلى استخلاص زيت صحي من شجرة الشوع (التي تعرف أيضاً باسم البان العربي أو المورينجا)، مؤكداً أنه سيعمل على استزراع هذه الشجرة واستخراج الزيت منها لتصبح منافساً لأنواع الزيوت الأخرى الأجود في العالم.
وأطلق القايدي باكورة إنتاجه من زيت الشوع بمهرجان «الذيد للرطب» هذا العام في دورته الثالثة تحت عنوان «زيتنا من بيتنا»، لنشر الوعي وتثقيف المواطنين والمقيمين بهذه الشجرة التي تنتج من الزيت ما يضاهي زيت الزيتون في بلاد الشام وشمال إفريقيا وزيت جوز الهند في آسيا، مؤكداً أن بذور الشوع تنتج زيتاً بمعدل 40% من وزنها.
ومن خلال بحثه المتواصل، الذي استغرق سنوات واطلاعه على تجارب دول رائدة في استخراج الزيت من بذور شجرة الشوع، تفتق ذهن القايدي لاستغلال أشجار الشوع، التي لا يتطلب نموها كثرة المياه، إلى جانب تحملها درجة الحرارة العالية، لاستخراج الزيت منها، مؤكداً أن الإقبال على منتوجه من الزيت الذي عرضه في مهرجان اللذيذ للرطب جعله يفكر بجدية في العمل على استغلال المساحات الصحراوية والجبال لاستزراعها وتكثيف جهوده في هذا المجال.
وقال القايدي: «إن استزراع شجرة الشوع، التي تعتبر من الأشجار المعمرة، التي تتميز بقلة احتياجها للماء، وتتكاثر في المرتفعات والأودية يصيب هدفين الأول يتمثل في حماية البيئة، ولاسيما أن الشجرة مهددة بالانقراض لكثرة استخدامها كحطب أو في الرعي، والثاني يتمثل بتوفير زيت طبيعي وصحي له منافع عدة، ويعتبر من أغلى الزيوت نظراً لندرة هذه الشجرة وقلتها في الوطن العربي، كما ستوفر الشجرة علفاً للحيوانات وأجود أنواع العسل».
وعن أهدافه المستقبلية، قال: «نحن بصدد إنشاء أول محمية خاصة بشجرة الشوع في الدولة ابتداء من شهر أكتوبر المقبل، تضم عشرات الآلاف من هذه الشجرة لإنتاج العسل والزيت للاستفادة من فوائد هذه الشجرة العظيمة التي تعد من الأشجار المحلية التي تزخر بها بيئتنا المحلية، وتتحمل الظروف المناخية وقلة المياه التي تأتي من فصيلة المورينجا، والتي تسمى بشجره الحياة أو الشجرة المعجزة».
وعن فوائد زيت الشوع، قال القايدي: «إنه يعتبر من أكثر الزيوت ثباتاً في الطبيعة، وتصل صلاحيته حتى 5 سنوات، يحتوي على نسب عالية من فيتاميني (أ) و(ج)، فضلاً عن غناه بمعادن النحاس والكالسيوم المفيدة للجلد والشعر، وليست له رائحة مميزة، ولونه شفاف يميل للاصفرار، وطعمه مميز يشابه زيت الزيتون كما يمكن استخدامه للطبخ، كما أن لديه استخدامات في صناعة التجميل والعطور والصيدلة. ويستخدم كمادة حافظة في الصناعات الغذائية، ويتميز بقوامه الخفيف وسهولة دهنه على الجلد، ويعد مثالياً للتدليك (المساج) والعلاج الطبيعي، وعلاج آلام المفاصل الروماتيزمية، وهو يحتوي على 46 نوعاً من مضادات الأكسدة، ما يجعله يتصدر المكونات التي تدخل في تركيب الكريمات المضادة للشيخوخة.
كما أن له خواص مطهرة ومضادة للالتهاب، ما يساعد في علاج مشاكل الجلد المختلفة مثل الجروح والحروق ولدغ الحشرات والبثور وحب الشباب والرؤوس السوداء والبقع والأكزيما، كما يضفي على الجلد توهجاً، وهو يساعد في تقلص مسام الجلد، ويفيد أيضاً الشعر، ويحسن مظهره وتصفيفه ولمعانه وطراوته، ويحد من نمو القشرة، كما أن الزيت يساعد في الحفاظ على تثبيت رائحة العطور، حيث يمتص مختلف الروائح ويحتفظ بها».